المعارضة السِّياسيَّة بين الطُّموح و الإحباط (١)
بقلم د. عبدالله المشوخي (خاص بالمنتدى)
تعيش المعارضة السِّياسيَّة تحت نيِّر الأنظمة المُستبدَّة بين مدٍّ وجزر، لا سيما في ظلِّ حكم العسكر.
و المتأمِّل في أحوالها يجد أنَّ أغلبها إن لم يكن كلَّها قد فشلت في تحقيق أهدافها وطموحاتها رغم مرور عدَّة عقود على تأسيس بعضها.
و لعلَّ ذلك يعود إلى أسباب شتَّى منها:
* تسلُّط الأنظمة القمعيَّة عليها بكافَّة الأساليب و الأشكال من تضييق و سجن لا سيما لرموزها و نفي و قتل أحيانًا إضافةً إلى الحجر على ممتلكاتها أو مصادرتها.
* ضعف استجابة أغلب أفراد المجتمع في الانخراط فيها، بل وخذلانها من قبل غالبيَّة أفراد المجتمع عند الشَّدائد.
* اختلاف قادة المعارضة فيما بينهم حولَ منهج التَّغيير مما يؤدِّي إلى الإنقسام والتَّشرذم.
* افتقار المعارضة لقادة ملهمين مؤثِّرين يملكون القدرة على التَّأثير.
* افتقار المعارضة لقائد يحظى باحترام وتقدير الجميع والالتفاف حوله.
* عجز المعارضة عن استغلال طاقات شرائح المجتمع لتحقيق أهدافها المنشودة و افتقارها إلى أسلوب التَّجديد في برامجها.
* افتقار المعارضة للخطاب الشَّامل واقتصارها على الخطاب الحزبيِّ.
* التَّنافس على المناصب بين رموزها بأساليب مخالفة للوائح ممَّا يؤدِّي إلى فقدان الثِّقة بها.
* إثارة الشُّكوك حول المعارضة لا سيما لرموزها من قِبل الأجهزة الأمنية لأجل صرف النَّاس عنهم وعدم الالتفاف حولهم.
* افتقار المعارضة إلى خِطاب إعلاميٍّ متوازن يواكب كافَّة الأحداث و يعبِّر عن نبض الجماهير و تطلُّعاتهم.
* تسخير وسائل الإعلام التَّابعة للأنظمة ضدَّ المعارضة ومحاولة تشويهها والافتراء عليها.
* تكالب قوى الشرِّ العالميَّة للنَّيل من المعارضة لا سيما المعارضة الإسلاميَّة.
* افتقار المعارضة لشخصيَّات سياسيَّة محنَّكة وطاقات ومنصَّات إعلاميَّة مؤثِّرة.
* استبعاد أو تهميش بعض الكفاءات من قِبل بعض القادة لحسابات شخصيَّة و تبوء بعض الأفراد لمراكز قياديَّة عن طريق ما يسمى (كولسات) ممَّا يؤدِّي إلى ضعف الأداء .
* شيخوخة القيادة و عدم التَّجديد ممَّا يؤدِّي إلى رتابة في الأداء و الافتقار إلى الإبداع والتَّجديد.
* ضعف الموارد الماليَّة ممَّا ينعكس سلبًا على تنفيذ بعض الأنشطة التي تحتاج إلى موازنة.
* وجود عناصر مثبِّطة أو متعجِّلة داخل المعارضة يعيق خطواتها أو يثير الشُّبهات حولها.
* عدم وجود رؤية واضحة و إدراك كاف للواقع بكافَّة تعقيداته و وضع برامج قادرة على التَّعامل معه بكفاءةٍ و اقتدار بعيداً عن الحلول التَّقليديَّة أو المثاليَّة.