المشروع الصليبي الإستعماري الإستراتيجي الغربي في المشرق الإسلامي
بقلم البروفيسور د. عبد الفتاح العويسي (المقدسي) “أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أنقرة للعلوم الإجتماعية” (خاص بالمنتدى)
في ضوء الوثائق البريطانية التي تكشف عنها الحكومة البريطانية – والمتاحة للباحثين في مكتب السجلات العامة بلندن (Public Record Office) – والتي قضيت عدة سنوات في دراستها في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي، وبعد دراسة متأنية وطويلة للمصادر والمراجع الأخرى المتاحة – استمرت أكثر من 35 عاماً (1983 – 2020)، وجدت أننا أمام مشروع صليبي استعماري استراتيجي غربي[1]، بدأه رجال الدين المسيحي في بريطانيا منذ 1800، ثم اهتمت به بريطانيا الدولة بخطوات تمهيدية أولية، تمثلت بافتتاح القنصلية البريطانية في المدينة المقدسة في 1838، ثم تبناه بناة الإمبراطورية البريطانية بشكل استراتيجي في 1840، قبل نشأة الحركة الصهيونية في 1897 وترعاه حالياً الولايات المتحدة الأمريكية.
وينقسم هذا المشروع الصليبي الإستعماري الإستراتيجي الغربي، إلى شقين أساسيين:
الشق الأول: تأسيس “الدولة العازل/إسرائيل” وتأمين وجودها، كما كان الحال زمن الحروب الصليبية، عندما أنشأت القوى الغربية “مملكة بيت المقدس اللاتينية”.
الشق الثاني: أنظمة الاستبداد والاستعباد والفساد والتبعية في المنطقة العربية، التي هيأت لها الظروف بريطانيا ودعمتها قبل وبعد تأسيس “الدولة العازل/إسرائيل”، والمدعومة حالياً من الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت بداية إنشاء الدويلات والأنظمة العربية، بتأسيس إمارة شرق الأردن لأحد أبناء الشريف حسين بن علي في 1921، وتحولها إلى المملكة الأردنية الهاشمية في 1946[2] قبل تأسيس “الدولة العازل/إسرائيل” في 1948.
فالحروب العالمية واحتياجاتها، وما ينتج عنها من توازنات وأنظمة دولية جديدة، لها علاقة مباشرة بتطور تأسيس المشروع الصليبي الإستعماري الإستراتيجي الغربي بشقيه. فعلى سبيل المثال:
أولاً: كانت أولى ثمرات المشروع البريطاني مرتبطة بشكل مباشر بالحرب العالمية الأولى التي استمرت 4 سنوات (1914 – 1918).
- الشق الأول: مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الأولى أصدرت الحكومة البريطانية رسمياً التصريح البريطاني (وعد بلفور) في 2/11/1917، والاحتلال العسكري البريطاني للأرض التي ستنفذ عليها التصريح البريطاني.
- الشق الثاني: بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، جرى الإعلان عن تأسيس بريطانيا لإمارة شرق الأردن في 1921، كإحدى المكافآت لأبناء “الشريف” حسين بن علي لدوره وتعاونه وتنسيقه مع البريطانيين.
ثانياً: ارتبط الإعلان الرسمي عن تأسيس “مملكة” و”دولة” بالحرب العالمية الثانية، التي استمرت 6 سنوات (1939 – 1945). فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم الإعلان الرسمي عن:
- الشق الثاني: تحويل إمارة شرق الأردن إلى مملكة وتأسيس “المملكة الأردنية الهاشمية” في 25/5/1946.
- الشق الأول: تأسيس “دولة إسرائيل” في 14/5/1948، أي بعد أن أصبحت الإمارة مملكة، بسنتين.
وبعد قيام “الدولة العازل/إسرائيل”، توالت الإنقلابات العسكرية، والتي منها: في سورية التي بدأت بها الإنقلابات العسكرية مع إنقلاب حسني الزعيم في 1949، والتي استمرت حتى انقلاب حافظ الأسد في 1970، وانقلاب مصر في 1952، وانقلاب العراق في 1958، وانقلاب اليمن في 1962، وانقلاب ليبيا في 1969. كما سعت بريطانيا إلى تأسيس كيانات وأنظمة حاكمة في المنطقة لتحقيق مصالحها الإستراتيجية، والتي منها – على سبيل المثال: تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة قبيلة آل نهيان، ودولة البحرين برئاسة قبيلة آل خليفة، ودولة قطر برئاسة قبيلة آل ثاني، في سنة 1971.
أهداف المشروع الصليبي الإستعماري الإستراتيجي الغربي
هذا المشروع الصليبي الإستعماري الإستراتيجي الغربي، يهدف – ولا زال يهدف – إلى تحقيق الأهداف التالية:
- حماية “الدولة العازل/إسرائيل”، وتأمين وجودها.
- إبقاء حالة التمزق والتشرذم في المنطقة العربية، ومنع أي وحدة حقيقية بين أقطارها.
- السيطرة الإقتصادية على خيرات المنطقة العربية.
- منع ظهور أي قوة إسلامية في المنطقة العربية والمشرق الإسلامي.
- منع قيام أي ثورة إسلامية سنية في المشرق الإسلامي.
هل لا زالت هذه الأهداف قائمة إلى الآن؟!
الشواهد التالية، تؤكد أن جوهر المهمة الوظيفية للمشروع الصليبي الإستعماري الإستراتيجي الغربي بشقيه لا زال قائماً إلى الآن.
أولاً: بعد مرور ستين سنة على تأسيس “الدولة العازل/إسرائيل” في 2008، أطلق غوردن براون – عندما كان رئيساً للوزراء في بريطانيا – تصريحه الشهير أمام الاحتفال الذي أقيم في الكنيس اليهودي بمنطقة فنشلي بلندن في 8/5/2008 بمناسبة مرور 60 عاماً على قيام “دولة إسرائيل”، الذي قال فيه بأن “قيام دولة إسرائيل كان من أعظم إنجازات القرن العشرين”[3].
ثانياً: في سنة 2017 – أي بعد مرور 100 سنة على إصدار الحكومة البريطانية تصريح بلفور – لازالت الحكومة البريطانية تصر على جريمتها، فرفضت تيريزا ماي – رئيسة الحكومة البريطانية وقتها – الاعتذار، بل تؤكد أن “حكومة جلالة الملكة لا تنوي/لا تعتزم الاعتذار (عن تصريح/وعد بلفور)،” بل تفتخر بجريمتها “نحن فخورون بدورنا في خلق دولة إسرائيل”، وتدعي وتبرر هذا التفاخر/التباهي بأن لليهود “روابط تاريخية ودينية قوية” بهذه الأرض التي أسس عليها وطنهم القومي، وتؤكد بأن “تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض التي كان لهم فيها روابط تاريخية ودينية قوية، كان الشيء الصحيح والأخلاقي/الفعل الصائب والأخلاقي الذي يجب القيام به، ولاسيما على خلفية قرون من الاضطهاد لهم”.
ثالثاً: خوسيه ماريا أزنار – رئيس وزراء أسبانيا من عام 1996 إلى 2004، وأحد أطراف ثالوث العدوان على العراق عام 2003: بوش، بلير، أزنار – فلقد كتب مقالاً بجريدة التايمز اللندنية (الصفحة 31) في 17/6/2010 عنوانه “ادعموا إسرائيل: لأنها إذا انهارت انهار الغرب Support Isreal: if it goes down …we all go down”
قال فيه بصراحة واضحة بأن “إسرائيل هي جزء أساسي من الغرب”، وربط مصير الغرب بمصير “إسرائيل”، حيث إن “انهيارها” سيؤدي إلى “إنهيار الغرب”، فهي “خط الدفاع الأول” للدول الأوروبية التي هدفها الحصول على نفط المنطقة العربية: “إن إسرائيل هي خط دفاعنا الأول في منطقة مضطربة تواجه باستمرار خطر الانزلاق إلى الفوضى، ومنطقة حيوية لأمن الطاقة لدينا بسبب الاعتماد المفرط على النفط في الشرق الأوسط، والمنطقة التي تشكل خط الجبهة في الحرب ضد التطرف، فإن سقطت فسنسقط معها … إن إسرائيل هي جزء أساسي من الغرب، وماهو عليه (الغرب) بفضل جذوره اليهودية-المسيحية. ففي حال تم نزع العنصر اليهودي من تلك الجذور وفقدان إسرائيل فسنضيع نحن أيضاً وسيكون مصيرنا متشابكاً وبشكل لا ينفصم سواء أحببنا ذلك أم لا”.
وتبع ذلك، الإعلان في31/5/2010 في باريس – اليوم الذي اعتدت فيه قوات الاحتلال الصهيوني في المياه الدولية على أسطول الحرية (سفينة مرمرة الزرقاء التركية) الذي كان في طريقه لفك الحصار عن قطاع غزة – عن تشكيل “مبادرة أصدقاء إسرائيل”، وافتتاح فرع لها في بريطانيا في شهر تموز (يوليو). وذكرت صحيفة الجويش كرونيكل الصادرة في لندن في 23/7/2010 أن أزنار قال في حفل افتتاح الفرع الذي أقيم بمجلس العموم البريطاني “إن وقف عملية تآكل حقوق إسرائيل ليس مسألة مهمة فقط بل حيوية أيضاً لإسرائيل وجميع الدول الغربية، لأنه في حال سقطت فسنسقط جميعاً معها”.
ومن بين مؤسسي هذه المبادرة بالإضافة إلى أزنار كل من: جون بولتون – ممثل أمريكا الدائم السابق في عهد جورج بوش (الابن) لدى الأمم المتحدة، ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق في إدارة الرئيس الأمريكي ترمب – مارسيلو بيرا – الرئيس السابق لمجلس الشيوخ الإيطالي – وأندرو روبرتس – المؤرخ البريطاني. وتأتي هذه المبادرة للدفاع عن “الدولة العازل” بعد أن وصل علوها وفسادها في الأرض إلى درجة كبيرة. ولقد وصف الشيخ رائد صلاح – من على ظهر سفينة مرمرة الزرقاء التركية – تصرفات هذه الدولة بأنها تتصف “بالغباء والعنجهية” وبالتالي فتوقع منها مالا يتوقع.
رابعاً: الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الكاثوليكي التدين (78 سنة) الحاصل على بكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية (1965)، ودكتوراة في القانون (1968)، وأعيد انتخابة لمجلس الشيوخ الأمريكي ست مرات (1973 – 2009)، وكان نائباً للرئيس الأمريكي بارك أوباما لدورتين (2009 – 2017). كما أن زوجته أستاذة جامعية، ولها تأثير كبير في حياته. لديه خبرة واسعة النطاق في مجال العلاقات الخارجية والأمن القومي، وتاريخة حافل بالتأييد المطلق والدعم ل”الدولة العازل/إسرائيل”
- في عام 1986، صرح بقوله: “إذا لم تكن إسرائيل موجودة، فستضطر الولايات المتحدة إلى اختراع إسرائيل لحماية المصالح الأمريكية”، وكررها في أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، كان منها في 23/4/2015 “كما سمعني العديد منكم من قبل، وأنا أقول: لو لم تكن هناك إسرائيل، لكان على الولايات المتحدة أن تخترع واحدة”[4].
- وفي عام 2007، قال: “إسرائيل هي أعظم قوة تمتلكها أمريكا في الشرق الأوسط. تخيلوا ظروفنا في العالم بدون إسرائيل. كم عدد السفن الحربية التي ستكون هناك؟ كم عدد الجنود الذين سيتمركزون؟”
- أما في عام 2017، وهو نائب للرئيس الأمريكي، فقال: “قال لي أبي: لا يشترط علي أن أكون يهودياً لأصبح صهيونياً. وهذا أنا. إسرائيل تعد ضرورة لأمن اليهود حول العالم”، وكان قد قال كلاماً مشابهاً في 2007 (لشالوم تي في): “أنا صهيوني، لا يجب أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً”. بل إنه يعتز أن ابنته متزوجة من يهودي، وابنه متزوج من يهودية.
ولقد نشرت جريدة معاريف الصهيونية في 20/1/2021، قائمة بأسماء كبار فريق عمل بايدن من اليهود. كما أن زوج نائبة الرئيس الأمريكي، يهودي. ومن التعيينات المهمة في إدارة بايدن – على سبيل المثال – وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فهو أيضاً مثقف، وخريج جامعة هارفارد وجامعة كولومبيا (قانون)، كما أن زوجة بلينكن (إيفان)، مثقفة وعملت في إدارة أوباما، وتعمل في إدارة بايدن. كتب بلينكن مقالة في يونيو 2002 في فصلية واشنطن (Washington Quarterly) بعنوان “كسب حرب الأفكار” (Winning the war of ideas)، ومن أسرة يهودية وصهيوني للنخاع، يؤمن بأن الدبلوماسية بدون قوة عسكرية لا تفيد. عمل مع بايدن في إدارة أوباما، وأيد بلينكن غزو أمريكا واحتلال العراق في 2003، وأعد لبايدن مقترحاً لتقسيم العراق على أساس عرقي وطائفي: كردية وسنية وشيعية، ولكن الإقتراح رفضه الكونغرس الأمريكي. كما أنه كان من أهم الشخصيات التي رسمت السياسة الأمريكية في سورية في عهد أوباما، ومعروف عنه أنه وبايدن يعرضان حركة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات”، والمعروفة باختصار (BDS). وأكد أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في 19/1/2021، أن إدارة بايدن ستبقي على السفارة الأمريكية في المدينة المقدسة، وبأن إلتزام الولايات المتحدة الأمريكية بأمن “إسرائيل” هو أمر مقدس. وبالفعل، قرر مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة (97 صوتاً مقابل 3 أصوات) في 5/2/2021 بإبقاء السفارة الأمريكية في المدينة المقدسة. وكان بلينكن سابقاً، قد أشاد بإدارة ترمب لتطبيعها العلاقات بين “الدولة العازل/إسرائيل” وكل من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين.
إذاً، خلفية الرئيس الأمريكي بايدن وخبرته، وتصريحاته وتعييناته، توضح أننا ربما أمام فترة ستكون أشد خطورة وأكثر فعالية من فترة الرئيس السابق ترامب، تجاه دعم المشروع الصليبي الإستعماري الإستراتيجي الغربي في المنطقة، حيث أنها ستكون مبنية على أسس إستراتيجية من ناحية فكرية ومنهجية.
فأخشى ما تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية – بإداراتها المتعاقبة – أن يتحول الحراك الجاري حالياً في المنطقة العربية منذ عشر سنوات (2010) إلى ثورة إسلامية سنية. ولهذا، عملت وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إعادة هيكلة وإعادة تأهيل الأنظمة العربية، من خلال مرحلة جديدة من الثورة المضادة التي قادها/ويقودها محمد بن زايد آل نهيان، تهدف إلى أن تصبح “الدولة العازل/إسرائيل” هي قائدة المنطقة العربية، ولها وجود سياسي في الأنظمة العربية الإقليمية وليست جسماً غريباً مزروعاً بداخلها. فمنذ 2020، نشهد تسارع قطار التطبيع العلني وإقامة علاقات دبلوماسية بين عدد من الأنظمة العربية و”الدولة العازل/إسرائيل”.
[1] لفهم أفضل لهذا المشروع الصليبي الإستعماري الإستراتيجي الغربي، أنظر: عبد الفتاح العويسي (1991)، جذور القضية الفلسطينية: 1799 – 1923، (الخليل: دار الحسن للطباعة والنشر)، ص 135 – 250. وعبد الفتاح العويسي (2020)، “النموذج المعرفي للناصر صلاح الدين الأيوبي لتحرير الأرض المقدسة من الإحتلال الصليبي، كأداة تحليلية لفهم وتفسير وإدراك وتوجيه واقعنا المعاصر”، مجلة دراسات بيت المقدس (العدد: 3، المجلد 20، شتاء 2020)، ص 360 – 362.
Khalid El-Awaisi (2019), “The Origins of the Idea of Establishing A “Zionist Client-State” in Islamicjerusalem, Journal of Al-Tamaddun, (No: 1, Vol: 14), pp. 13-26; Khalid El-Awaisi and Emine Yiğit (2020), “Early Foreign Penetration in the Holy Land During the Late Ottoman Period: The Role of Britain”, Journal of Islamicjerusalem Studies, (No: 1, Vol: 20), pp. 1-18; Abdul-Wahab Kayyali (1977), “Zionism and Imperialism: The Historical Origins”, Journal of Palestine Studies, (Vol: 6, No: 3, Spring 1977), pp. 98-112.
[2] أنصح بقراءة كتاب ماري ولسن “عبد الله وشرق الأردن: بين بريطانيا والحركة الصهيونية” الذي صدر في بيروت سنة 2000 باللغة العربية، والذي اعتمد على وثائق وزارة الخارجية الإنجليزية ولقاءات وحوارات كان منها لقاءات أجرتها مع الأمير حسن بن طلال – ولي العهد الأردني السابق. والكتاب نشر بداية باللغة الإنجليزية عن جامعة كامبردج في 1987.
Mary C. Wilson (1987) King Abdullah, Britain and the Making of Jordan (Cambridge University Press).
[3] كوسيلة حضارية احتجاجية على هذا التصريح، أرسلت رسالة إلى غوردن بروان في 10/5/2008 شرحت فيها بعض الآثار المدمرة التي نتجت عن قيام “إسرائيل”، وأضفت “كنت أتوقع أن الوقت قد حان لكي تعتذر بريطانيا للشعب الفلسطيني عن دورها في تأسيس إسرائيل في المنطقة العربية”. وأتبعت ذلك، بعريضة إلكترونية تطالب الحكومية البريطانية بالاعتذار عن دورها في تأسيس “إسرائيل” في المنطقة العربية.
[4] Khalid El-Awaisi and Cuma Yavuz (2020) “The Future of Al-Aqsa Mosque in the Light of Trump’s Deal of the Century”, Insight Turkey (Vol. 22, No. 3), p. 217.