المستقبل لهذا الدّين (١)
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
يقول اللّه تعالی: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ لقد انقسم النّاس في المدينة المنوّرة في غزوة الأحزاب أيّها الإخوة الأحباب إلى قسمين:
قسم نسي وعد من لا يخلف الميعاد عزّ وجلّ وبدأ في الطّعن في بشارة سيّد العباد ﷺ حينما بشّر الصّحابة الكرام بكنوز الأرض قال اللّه تعالی: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ وقد قال أحدهم: إنّ محمّدا ﷺ يعدنا كنوز كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب ليقضي حاجته!
وأمّا عباد الرّحمن الأبرار الأخيار الأطهار المتّقون الصّابرون فقد أظهر حقيقتهم مولاهم الحيّ القيّوم بقوله ﷻ: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ وممّا يدلّ علی أنّ المستقبل لهذا الدّين معشر المؤمنين قول خاتم النّبيّين ﷺ: {إنَّ اللّهَ زَوى لي الأرضَ فرَأيتُ مَشارِقها وَمَغارِبها وَإنَّ أمَّتي سَيبلغ مُلكها ما زُوِي لي مِنها} وقال ﷺ: {لَن يَزالَ أمرُ هذه الأُمَّةِ مُستَقِيما حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أو حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ} وقال ﷺ: {لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتِي ظَاهِرِينَ على الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُم مَن خَذَلَهُم حَتَّى يَأْتِيَ أَمرُ اللّهِ وَهُم كَذَلِكَ} إنّنا نقول في الختام للمرابطين الكرام: إنّ المستقبل لهذا الدّين رغم أنوف المحتلّين والعلمانيّين ومكر السّيداويّين اليساريّين!