مقالاتمقالات المنتدى

المداخلة والتشفي في المسلمين

المداخلة والتشفي في المسلمين

 

بقلم صهيب بوزيدي (خاص بالمنتدى) 

 

تخيل أنك في جنازة لموت أعز الناس لديك، يدخل الناس فيقولون “عظم الله أجرك” ويحاولون أن يخففوا من حزنك.

وفجأة يدخل عليك شخص ملتحٍ تظهر عليه علامات التدين في لباسه وهيئته، ولأنك تجهل طريقة تفكيره ستتوقع أن تكون الموعظة الأفضل والمواساة الأعظم لك من هذا الإنسان تحديدا.

اشرأبّت أعناق الحضور متطلّعة إلى ما سيقوله هذا الشيخ، فقالوا “عِظنا يا شيخنا الجليل، أطفئ بعض الحريق الذي أُضرِمَ في أفئدتنا وواسنا في مصابنا”.

وإذا به يفاجئ الجميع فيقول “ميّتُكم مستراح منه والحمد لله على تمكن حاملي راية النجمة السداسية الزرقاء من إرساله إلى جهنم، فقد كان من الخوارج”.

هل سيطيب لك أن تناقشه بكل هدوء فتقول “ما دليلك على كذا وردي على مغالطتك الأولى هو كذا وكذا ؟” أم أنك في أحسن الحالات ستطرده من المكان قائلا “قم لا بارك الله فيك أتفرح عن العدو وتشمت في المسلمين ؟”.

كذلك المداخلة، لا يمكن التنزل معهم إلى درجة مناقشتهم في البديهيات وإنما يكفي للعاقل أن يعرف إلى أي فريق ينحازون، بموت من يفرحون ولصالح من يهتفون.

ومن لم يتضح له توجه هذه الفرقة بعد كل هذه الأحداث فلن تتضح له أبد الدهر حتى ولو رآهم ينصرون بأقوالهم إبليس نفسه، إلا أن يهديه الله بقدرة من عنده إما إجابة لدعاء عزيز عليه بالهداية له أو لعمل صالح قبله الله منه أو لحكمة أرادها الله فقد ييسر له طريق الهداية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى