القره داغي: الربيع العربي لم يمت (مقابلة)
إعداد عارف يوسف ودلشاد أحمد
اعتبر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، أن الشعوب الإسلامية تقوم بتصحيح الأنظمة، مشددا على أن الربيع العربي لم يمت رغم الضربات.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال القره داغي إن “وضع العالم الإسلامي له وجهان، واحد سياسي (الأنظمة السياسية) قاتم وسيئ، ولا يتوافق مع مبادئ الإسلام والأعراف والعادات والتقاليد الإسلامية”.
أما الوجه الثاني، فهو “الشعبي، ويمثل الشعوب الإسلامية التي تعيش مرحلة تتجه نحو التقدم والتطور ونحو الأفضل”.
ورأى أن “الشعوب الإسلامية واعية، ولديها صحوة، وقد بلغت مرحلة تستوجب قيامها بتصحيح النظام السياسي”.
**الربيع العربي لم يمت
وبالنسبة لـ”القره داغي”، فإنه “رغم جميع المشاكل التي تعيشها بلداننا، إلا أن الشعوب الإسلامية لم تيأس، ورغم الضربة القوية التي وجهت إلى الصحوة الإسلامية في مصر وسوريا وأماكن أخرى، إلا أن الربيع العربي لم يمت”، في إشارة ضمنية إلى الأحداث في كل من السودان والجزائر.
ويشهد البلدان حراكا شعبيا قاد نحو عزل رئيس البلد الأول، عمر البشير، واستقالة رئيس البلد الثاني، عبد العزيز بوتفليقة.
وعن موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من الأحداث التي تمر بها المنطقة، قال القره داغي: “موقفنا واضح وصريح، وليس فيها أي ازدواجية، وهذا واجب العلماء أن يبينوا الحق للعالم أجمع”.
وأوضح: “نحن نقف مع حركات الشعوب وثوراتها، وما تريده الشعوب المسلمة من تغير النظام السياسي الدكتاتوري إلى نظام ديمقراطي”.
** تفرقة العرب وتمزقهم يؤلمنا
القره داغي أعرب أيضا عن “ألمه مما بلغه حال العرب من التفرقة والتمزق، ومما وصل إليه حال بعض حكام العرب إلى العمالة للولايات المتحدة الأمريكية أو لإسرائيل”.
وأضاف أن “هذه القيادات تنفذ السياسات الصهيونية ضد العالمين العربي والإسلامي، فيما تقف بعض القيادات العربية ضد الشعب الفلسطيني وضد طموحاته”، دون ذكر أسماء.
ووفق القره داغي، فإن “بعض قادة العرب يقومون، اليوم، بدعم إسرائيل والوقوف معها تحت ما يسمى بصفقة القرن، عبر تأييد أو السكوت على أقل تقدير، عما تقوم به واشنطن من دعم واعتراف بالقدس عاصمة للدولة المحتلة (إسرائيل)، مع أن هذا مخالف لقرارات الأمم المتحدة”.
وأواخر 2017، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتراف بلاده بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، في خطوة فجرت استنكارا دوليا لم يهدأ فتيله حتى اليوم.
واعتبر القره داغي أن “السكوت وهذا التأييد، شجع واشنطن على الاعتراف بالجولان جزءا من إسرائيل”، وهو القرار الذي أعلنه ترامب الشهر الماضي، وأثار أيضا ذات الاستنكار والتنديد الدوليين.
** تركيا وقطر .. مواقف مشرّفة
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، استثنى مما تقدم، مواقف بعض القيادات في المنطقة من القضايا المصيرية والقضية الفلسطينية.
وقال إن “هناك دولا لها مواقفها الجيدة والمشرفة، بينها تركيا وقطر والأردن والمغرب وغيرها”.
وتابع: “نحن نقف بقوة مع الحق الفلسطيني، ومن المفروض أن يتفق العالم العربي والإسلامي، بل والعالم الإنساني عامة، مع هذا الحق الذي تعترف به القرارات الأممية”.
وندد القره داغي بكل ما تقوم به إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في الأراضي المحتلة، محملاً مسؤولية ذلك لـ”القادة الذين يقفون مع إسرائيل وواشنطن”، دون تحديد أيضا.
** الانتخابات المحلية بتركيا.. انتصار للشعب
وفي معرض حديثه عن الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا، نهاية الشهر الماضي، اعتبر القره داغي أن “الاقتراع شكّل انتصارا للشعب التركي، وأظهر للعالم عدم تدخل الدولة فيها”.
وبحسب القره داغي، فإن “هذه الانتخابات أثبتت الجانب الحضاري للشعب التركي بكل مكوناته، ولذلك نحن كاتحاد قدمنا تهانينا للشعب التركي لأنه هو الفائز”.
وختم حديثه بالقول: “هنأنا الفائزين من كل الجهات باعتبارهم ممثلين للشعب التركي، وطالبنا الأحزاب التي تراجعت في بعض المناطق إلى مراجعة نفسها، فالمراجعة مطلوبة شرعا وعرفا حتى نعلم أين الخلل”.
(المصدر: وكالة الأناضول)