قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إن “العالم المسلم هو جزء من أمته ولا يجوز أن يكون العالم في واد والأمة في واد آخر، ومهمة العالم أن يبعث الأمة ولا يتركها فريسة للذئاب والحكام المستبدين، ولذلك كان لابد أن نتجاوب مع الأمة عندما بدأت ثورات الربيع العربي”.
وأثناء مشاركته في حلقة (2017/1/199) من برنامج “المقابلة” أكد القرضاوي أن ثورات الربيع العربي إسلامية، لأنها كانت تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهذا ما يدعو إليه الإسلام بأن يعيش الناس بكرامة وحرية وأمان.
وأشار القرضاوي إلى أنه يؤيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأنه رجل يفكر ويستشير ويتعلم من مشاكل الحياة وتجارب الآخرين وليس منغلقا، لأن المنغلقين على أنفسهم لا يتغيرون ولا يتطورون ولا يتعلمون من غيرهم.
لكن مقدم الحلقة قاطعه قائلا “لكن أردوغان يقول نحن مسلمون ولكن نظام الحكم في بلادنا علماني”. فأجاب: العلمانية بمعنى أن يتساوى فكر الناس وشرع الله أمر مرفوض، أما أن يتاح للعقل الإنساني أن يفكر ويبدع ويستفيد من تجارب الأمم الأخرى بما لا يخالف نصوص الشرع فلا مشكلة في ذلك.
“لست من الإخوان”
وردا على سؤال بأن “أخطاء” الإخوان المسلمين “ساهمت” في نجاح الثورة المضادة بـ مصر، قال القرضاوي “أنا لا التزم بالدفاع عن الإخوان في كل ما قالوه أو فعلوه فأنا لست من الإخوان، وحتى في الانتخابات الرئاسية أنا دعمت ترشح عبد المنعم أبو الفتوح لأنه شخص مقبول وأرضيته إسلامية وكان يجب على الإخوان دعمه”.
وأضاف: اعتقد أن الرئيس (المعزول) محمد مرسي ظلم ظلما كبيرا لأنه لم تتح له الفرصة لأن يحكم أو يدير البلد ثم انقلبوا عليه، لكنه أخطأ حينما أصر على أن يظل هشام قنديل رئيسا للوزراء والناس لا تريده، وكذلك أخطأ عندما وثق في وزير دفاعه عبد الفتاح السيسي، لاسيما وأن أردوغان أرسل له قبل الانقلاب بشهر وأخبره بأن السيسي يعمل ضده، لكنه لم يلتفت لذلك.
وحول الفارق بين إسلاميي مصر وإسلاميي تونس، أكد القرضاوي أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي رجل عرف الحياة والناس ولديه قدرة على التواصل والانفتاح على الناس، لذلك لم يقبل أن يتحمل رئاسة الدولة بمفرده وفضل أن يتشارك مع مختلف القوى السياسية.
وفي ختام الحلقة، شدد القرضاوي على أنه دعا لسنوات طويلة للتقارب بين السنة والشيعة، وعندما ذهب إلى إيران قال لهم “حتى يكون التقارب صحيحا لابد أن يكون لأهل السنة مساجد في إيران، وأن يتوقفوا عن نشر التشيع في بلاد السنة، لكنهم في النهاية لم يلتزموا بتعهداتهم” ثم شنوا حملات إعلامية ضده.
(الجزيرة)