كتب وبحوث

القدس وعموم أرض فلسطين في ظلال الوحيين

القدس وعموم أرض فلسطين في ظلال الوحيين

إعداد د. محمد بولوز

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله ناصر المستضعفين وولي الصالحين وقاصم الجبارين ومذل المستكبرين، والصلاة والسلام على قدوة المجاهدين وقائد الغر المحجلين محمد إمام المتقين وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد، فقضية القدس وأرض فلسطين بالنسبة للمسلمين، قضية ضاربة الجذور في عقيدتهم وعمق إيمانهم، ولها ارتباط وثيق بدينهم، يصعب معه على أي كان من أعدائهم وخصومهم مهما بذلوا ومكروا وكادوا، أن يصرفوا الأمة عن حمل هم القضية وهم تحريرها من الغزاة الغاصبين، وتطهيرها من دنس بني صهيون.

فأرض فلسطين أرض مباركة، وبيت المقدس بقعة طاهرة مقدسة ومكان لثان بيت وضع لعبادة الله وحده، تعاقبت فيه دعوات الرسل والأنبياء وهي مدفن المصطفين الأخيار، ومملكة داود وسليمان عليهما السلام حيث أقاما الدين وحكما بشرع رب العالمين، ولا يستحق وراثتهما إلا من كان على منهجهما في التوحيد والإسلام لرب العالمين.

فهي مسرى الحبيب المصطفى ومعراجه إلى السماوات العليا حيث تلقى فريضة الصلاة التي يقيمها المسلمون في كل يوم خمسة مرات، فتستعصي بذلك القدس عن النسيان من ذاكرة المومنين، مهما فعل من يجتهدون في طمس الحقائق، ومهما هرول المطبعون، ومهما برر بعض الضعفاء من “أهل العلم” فكلما عجز جيل عن أداء حق تلك البقعة المباركة في التحرير سلم المهمة للجيل الذي يليه، حتى يبعث الله عبادا له” أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً”

فالموعد مع البقعة المباركة سيبقى قائما ينتظره الصادقون، يهيئون ما يناسب المنازلة الحضارية الكبرى بين عبدة العجل وأحفاد عمر وصلاح الدين وعباد الله الصالحين، ينتظرون بشوق عودة أولى القبلتين وثالث الحرمين إلى دار الإسلام، ويحنون إلى علم السلام الحقيقي يرفرف على مدينة السلام ليهدوا زيت القناديل للأقصى وشموع النصر لقبة الصخرة وجميع أركان وزوايا ودروب المدينة المباركة.

وهذه نصوص شرعية من الكتاب والسنة، تعتبر بمثابة أصول للنظرة الإسلامية للقضية المشتعلة بيننا وبين الغاصبين ومن وراءهم من المناصرين والمؤيدين الذين يشكلون حبل الناس لبني صهيون، والذي به اليوم قائمون، وحتما سيقطعه غدا حبل الله الممدود من طنجة إلى جكرتا يوم يستيقظ المسلمون من غفلتهم.

نصوص تذكرنا بالعلاقة الشرعية مع القضية في ماضيها السحيق ومستقبلها المرتقب إلى قيام الساعة. فقضيتنا ليست مجرد أرض مغتصبة أو قضية احتلال وسرقة أرض وتهجير شعب وتدمير مستقبل أجيال فحسب، إنها قضية أمة بكاملها وقضية بقعة مباركة مقدسة في الوجدان والضمير وقضية حضارة ربانية تأبى الاستسلام لمن ضلوا السبيل ونالوا غضب الديان، إنها قضية تكليف شرعي بتطهير المقدس ودفع الظلم وإعادة أرض الأنبياء لورثة الأنبياء.

                           إعداد د.محمد بولوز

                  الرباط:محرم:1442

                             غشت:2020

لماذا لا يستجاب لنا الدعاء في شان القدس وغيرها

قيل لإبراهيم بن نصر الكرماني: (إنَّ القرمطي دخل مكة، وقتل فيها، وفعل، وصنع، وقد كثر الدعاء عليه، فلم يستجب للداعين؟ فقال: لأن فيهم عشر خصال، فكيف يستجاب لهم؟ فقلت: وما هنَّ؟ قال: أوَّلهنَّ: أقرُّوا بالله وتركوا أمره، والثاني: قالوا: نحبُّ الرَّسول، ولم يتبعوا سنته، والثالث: قرؤوا القرآن ولم يعملوا به، والرابع: قالوا: نحبُّ الجنَّة، وتركوا طريقها، والخامس: قالوا: نكره النَّار، وزاحموا طريقها، والسادس: قالوا: إنَّ إبليس عدُّونا، فوافقوه، والسابع: دفنوا أمواتهم فلم يعتبروا، والثَّامن: اشتغلوا بعيوب إخوانهم ونسوا عيوبهم، والتَّاسع: جمعوا المال ونسوا الحساب، والعاشر: نسوا القبور واشتغلوا بالقصور) بتصرف في العبارة يسير.

وما عسانا نحن نقول بعد زمان الكرماني بقرون.

      بيت المقدس وما حولها أرض مباركة

قال تعالى في سورة الإسراء” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)

وقال تعالى في سورة المائدة:” يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21)

قال ابن كثير في تفسير الآية بأنه تعالى يخبر:” عن تحريض موسى عليه السلام لبني إسرائيل على الجهاد والدخول إلى بيت المقدس الذي كان بأيديهم في زمان أبيهم يعقوب لما ارتحل هو وبنوه وأهله إلى بلاد مصر (…) فنكلوا وعصوا وخالفوا أمره فعوقبوا بالذهاب في التيه والتمادي في سيرهم حائرين لا يدرون كيف يتوجهون إلى مقصد، مدة أربعين سنة عقوبة لهم على تفريطهم في أمر الله تعالى”

وقال تعالى في سورة الأعراف:” وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ (137)

وقد أورد ابن كثير رحمه الله تعالى قول الحسن البصري وقتادة في قوله تعالى:” مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها” يعني الشام.

وقال تعالى في سورة الأنبياء:” وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) قال ابن كثير”يقول تعالى مخبرا عن إبراهيم إنه سلمه الله من نار قومه وأخرجه من بين أظهرهم مهاجرا إلى بلاد الشام إلى الأرض المقدسة منها” وجاء في تفسير الجلالين في معنى” باركنا فيها”:بكثرة الأنهار والأشجار وهي الشام نزل إبراهيم بفلسطين ولوط بالمؤتفكة وبينهما يوم”

وقال تعالى في سورة الأنبياء أيضا:” وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) والأرض هنا الشام بما فيها فلسطين والقدس.

وقال تعالى في سورة سبأ:” وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) والقرى المباركة:الشام.

بيت المقدس قبل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

بيت المقدس ثاني مسجد بني في الأرض

روى البخاري عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قال: قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة. ثم أينما أدركتك الصلاة بعد، فصله فإن الفضل فيه”

فتح بيت المقدس على يد موسى عليه السلام

ذكر محمد بن إسحاق:” أن الذي فتح بيت المقدس هو موسى، وإنما كان يوشع على مقدمته وذكر في مروره إليها قصة بلعام بن باعور”[1] .

الأرض المقدسة مدفن الأنبياء

روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ، فلما جاءه صكه ، فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، فرد الله عليه عينه ، وقال : ارجع ، فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة . قال : أي رب ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت . قال : فالآن ، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلو كنت ثم لأريتكم قبره ، إلى جانب الطريق ، عند الكثيب الأحمر[2] .

سليمان عليه السلام يجدد بناء المسجد الأقصى

روى ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” لما فرغ سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثا: حكما يصادف حكمه، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما اثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة[3] .

يوشع بن نون يعيد فتح القدس

جاء في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إن الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس وفي رواية ) غزا نبي من الأنبياء ، فقال لقومه : لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة ، و هو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ، و لا آخر قد اشترى غنما أو خلفات ، و هو منتظر ولادها ، قال : فغزا ، فأدنى للقرية حين صلاة العصر ، أو قريبا من ذلك ، و في رواية : فلقي العدو عند غيبوبة الشمس ) ، فقال للشمس : أنت مأمورة و أنا مأمور ، اللهم احبسها علي شيئا ، فحبست عليه ، حتى فتح الله عليه ، [ فغنموا الغنائم ] ، قال : فجمعوا ما غنموا ، فأقبلت النار لتأكله ، فأبت أن تطعمه [ و كانوا إذا غنموا الغنيمة بعث الله تعالى عليها النار فأكلتها ] فقال : فيكم غلول ، فليبايعني من كل قبيلة رجل ، فبايعوه ، فلصقت يد رجل بيده ، فقال : فيكم الغلول ، فلتبايعني قبيلتك ، فبايعته ، قال : فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة [ يده ] ، فقال : فيكم الغلول ، أنتم غللتم ، [ قال : أجل قد غللنا صورة وجه بقرة من ذهب ] ، قال : فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب ، قال : فوضعوه في المال ، و هو بالصعيد ، فأقبلت النار فأكلته ، فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ، ذلك بأن الله تبارك و تعالى رأى ضعفنا و عجزنا فطيبها لنا ، و في رواية ) فقال رسول الله عند ذلك : إن الله أطعمنا الغنائم رحمة بنا و تخفيفا ، لما علم من ضعفنا”[4]

يؤيد هذا ما في صحيح البخاري[5] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها فقال إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فليبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ثم أحل الله لنا الغنائم رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا”

يحيى عليه السلام يجمع الناس في بيت المقدس

روى الترمذي عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات: أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها. فقال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم. فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب. فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد، وتعدوا على الشرف. فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات، أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن. أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق، فقال: هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت. وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها، وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم. وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا، حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم. كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، إلا أن يرجع. ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم. فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلى وصام؟ قال: وإن صلى وصام. فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله” قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب .

بيت المقدس بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم

حادثة الإسراء

روى البخاري عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما كذبني قريش ، قمت في الحجر ، فجلا الله لي بيت المقدس ، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه[6]

وروى البخاري أيضا في صحيحه عن ابن عباس رضي اه عنهما قال:في قوله تعالى : { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } . قال : هي رؤيا عين ، أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس[7].

النبي صلى الله عليه وسلم يصف المسجد بدقة

 روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:”لما كان ليلة أسري بي فأصبحت بمكة فظعت (عظم عنده إخبار الناس بما وقع له) وعرفت أن الناس مكذبي ، فقعد معتزلا حزينا، قال:فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء ؟ قال : نعم ، قال : وما هو ؟ قال : إني أسري بي الليلة ، قال : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس ، قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم ، فلم يره أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه ، قال : أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم ما حدثتني ؟ قال : نعم ، قال : هيا معشر بني كعب بن لؤي ، فانفضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما ، قال : حدث قومك بما حدثتني : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أسري بي الليلة ، قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس ، قالوا : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم ، قال : فمن بين مصفق ومن واضع يده على رأسه متعجبا ، قالوا : وتستطيع أن تنعت المسجد – وفي القوم من قد سافر إليه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل أو عقال فنعته وأنا أنظر إليه ، فقال القوم : أما النعت فوالله لقد أصاب .[8]

بيت المقدس مسرى الحبيب المصطفى ومنطلق معراجه إلى السماء

روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” أتيت بالبراق ( وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل . يضع حافره عند منتهى طرفه ) قال ، فركبته حتى أتيت بيت المقدس . قال ، فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء . قال ، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين . ثم خرجت . فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن . فاخترت اللبن . فقال جبريل صلى الله عليه وسلم : اخترت الفطرة . ثم عرج بنا إلى السماء . فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه . ففتح لنا . فإذا أنا بآدم . فرحب بي ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء الثانية . فاستفتح جبريل عليه السلام . فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال . محمد . قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه ؟ ففتح لنا . فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما . فرحبا ودعوا لي بخير . ثم عرج بي إلى السماء الثالثة[9] .

المعراج من بيت المقدس مناسبة فرض الصلاة، أعظم ركن في الدين

روى مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته حتى أتيت بيت المقدس قال فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل صلى الله عليه وسلم اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكرياء صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قال وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير قال الله عز وجل ورفعناه مكانا عليا ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير ثم عرج إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عني خمسا قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة قال فنزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه”

جبريل يخرق حجر بيت المقدس ويعقل فيه البراق

روى الترمذي عن بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”لما انتهينا إلى بيت المقدس ، قال جبرئيل : بأصبعه فخرق به الحجر وشد به البراق .[10]

النبي يؤم الأنبياء في بيت المقدس

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:”لقد رأيتني في الحجر . وقريش تسألني عن مسراي . فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها . فكربت كربة ما كربت مثله قط . قال فرفعه الله لي أنظر إليه . ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به . وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء . فإذا موسى قائم يصلي . فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة . وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي . أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي . وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي . أشبه الناس به صاحبكم ( يعني نفسه ) فحانت الصلاة فأممتهم . فلما فرغت من الصلاة قال قائل : يا محمد ! هذا مالك صاحب النار فسلم عليه . فالتفت إليه فبدأني بالسلام[11].

وفي رواية لأحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلي فالتفت ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه فلما انصرف جيء بقدحين أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال في أحدهما لبن وفي الآخر عسل فأخذ اللبن فشرب منه فقال الذي كان معه القدح أصبت الفطرة”

وعن عائشة رضي الله عنها قالت :”لما أسري بالنبي إلى المسجد الأقصى ، أصبح يتحدث الناس بذلك ، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به ، و صدقوه ، و سعوا بذلك إلى أبي بكر ، فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم ، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق ، قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس و جاء قبل أن يصبح ؟ قال : نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء في غدوه أو روحه ، فلذلك سمي أبو بكر الصديق[12] .

بيت المقدس القبلة الأولى للمسلمين

روى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي اله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده ، أو قال أخواله من الأنصار ، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا ، أو سبعةعشر شهرا ، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت ، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر ، وصلى معه قوم ، فخرج رجل ممن صلى معه ، فمر على أهل مسجد وهم راكعون ، فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة ، فداروا كما هم قبل البيت ، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس ، وأهل الكتاب ، فلما ولى وجهه قبل البيت ، أنكروا ذلك[13] .

وفي رواية أخرى، أوردها مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه:” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس . فنزلت : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام } [ 2 / البقرة / الآية – 144 ] فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر . وقد صلوا ركعة . فنادى : ألا إن القبلة قد حولت . فمالوا كما هم نحو القبلة [14].

فضل بيت المقدس

فضل الصلاة في المسجد الأقصى

عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة ، وفي مسجدي ألف صلاة ، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة[15].

وعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت:”يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس ؟ قال : أرض المحشر والمنشر . ائتوه فصلوا فيه, فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره قلت : أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه ؟ قال : فتهدي له زيتا يسرج فيه, فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه .[16]

وروى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة أو عن عائشة أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الأقصى” حدثنا علي بن إسحاق أخبرنا عبد الله أخبرنا ابن جريج فذكر حديثا قال وأخبرني عطاء أن أبا سلمة أخبره عن أبي هريرة وعن عائشة فذكره ولم يشك.[17]

من صلى في المسجد الأقصى غفر له ذنبه

روى النسائي عن عاصم بن سفيان الثقفي “أنهم غزوا غزوة السلاسل ، ففاتهم الغزو ، فرابطوا ، ثم رجعوا إلى معاوية ، وعنده أبو أيوب وعقبة ابن عامر ، فقال عاصم : يا أبا أيوب ! فاتنا الغزو العام ! وقد أخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه ؟ فقال : يا ابن أخي ! ألا أدلك على أيسر من ذلك ؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من توضأ كما أمر ، وصلى كما أمر ، غفر له ما قدم من عمل “[18] والمقصود بالمساجد الأربعة:المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء.

من خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة ببيت المقدس خرج من خطيئته ، كيوم ولدته أمه

روى أحمد في مسنده عن عبد الله الديلمي قال: دخلت ، على عبد الله بن عمرو بن العاص, وهو في حائط له بالطائف يقال له الوهط, وهو مخاصر فتى من قريش, وذلك الفتى يزن (يتهم) بشرب الخمر، فقلت لعبد الله بن عمرو خصال تبلغني عنك تحدث بها عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أنه من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحا . فاختلج الفتى يده من يد عبد الله ثم ولى . فإن الشقي من شقي في بطن أمه . وأنه من خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة ببيت المقدس خرج من خطيئته ، كيوم ولدته أمه . فقال عبد الله بن عمرو : اللهم إني لا أحل لأحد أن يقول علي ما لم أقل إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يقول : ( من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحا ، فإن تاب ، تاب الله عليه . فإن عاد لم تقبل توبته أربعين صباحا فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة ، فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة (الطين والوحل وما يسيل من عصارة أهل النار)الخبال يوم القيامة ) “[19] .

المسجد الأقصى من المساجد الثلاث التي تشد إليها الرحال:

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى”

وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لا تعمل المطى إلا إلى ثلاثة مساجد ؛ المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس .”[20]

وروى أحمد عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أنه قال لقي أبو بصرة الغفاري أبا هريرة وهو جاء من الطور فقال من أين أقبلت قال من الطور صليت فيه قال أما لو أدركتك قبل أن ترحل إليه ما رحلت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى”

بيت المقدس نعم المصلى وهو أرض المحشر والمنشر

وعن أبي ذر الغفاري أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في بيت المقدس أفضل أو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلاة في مسجدي هذا ، أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى ، هو أرض المحشر والمنشر ، وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط – أو قال : قوس – الرجل حيث يرى منه بيت المقدس ؛ خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعا”[21] .

فضل الإحرام بالحج من بيت المقدس

روى أبو داود عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو وجبت له الجنة شك عبد الله أيتهما قال قال أبو داود يرحم الله وكيعا أحرم من بيت المقدس يعني إلى مكة”

سادن بيت المقدس من الشهداء

 روى أحمد عن راشد بن حبيش رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده فقال:”أتعلمون من الشهيد من أمتي ؟ فأرم القوم (سكتوا)، فقال عبادة : ساندوني . فأسندوه ، فقال : يارسول الله ! الصابر المحتسب . فقال رسول الله : إن شهداء أمتي إذا لقليل ، القتل في سبيل الله عز وجل شهادة ، والطاعون شهادة ، والغرق شهادة ، والبطن شهادة ، والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة ، [ قال : وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس : ] والحرق ، والسل .”[22]

ربط العديد من النصوص الشرعية بين بيت الله الحرام وبيت المقدس

قال تعالى:” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)الإسراء

حوض النبي صلى الله عليه وسلم ما بين الكعبة وبيت المقدس

روى ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس أبيض مثل اللبن آنيته عدد النجوم وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة[23] .

لا يستقبل بيت المقدس في قضاء الحاجة

روى البخاري عن عبد الله بن عمر : أنه كان يقول : إن ناسا يقولون إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس ، فقال عبد الله بن عمر : لقد ارتقيت يوما على ظهر بيت لنا ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على لبنتين ، مستقبلا بيت المقدس لحاجته[24] .

الرسول صلى الله عليه وسلم يراسل قيصر في شأن الإسلام وهو في بيت المقدس

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر ؛ وله الجنة ؟ . فقال رجل من القوم : وإن لم يقتل ؟ قال : وإن لم يقتل . فانطلق الرجل به ، فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس ، قد جعل له بساط ، لا يمشي عليه غيره ، فرمى بالكتاب على البساط ، وتنحى ، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب أخذه ، ثم دعا رأس الجاثليق وأقرأه ، فقال : ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك ، فنادى قيصر : من صاحب الكتاب ؟ فهو آمن فجاء الرجل ، فقال : إذا [ أنا ] قدمت فأتني ، فلما قدم أتاه ، فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت ، ثم أمر مناديا فنادى : ألا إن قيصر تبع محمدا وترك النصرانية ! فأقبل جنده وقد تسلحوا ، حتى أطافوا بقصره ، فقال لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد ترى أني خائف على مملكتي ! ثم أمر مناديا فنادى : ألا إن قيصر قد رضي عنكم ، وإنما اختبركم لينظر كيف صبركم على دينكم ؟ فارجعوا ، فانصرفوا . وكتب قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني مسلم ! وبعث إليه بدنانير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرأ الكتاب : كذب عدو الله ، ليس بمسلم ، وهو على النصرانية ، وقسم الدنانير[25].

النبي صلى الله عليه وسلم يتنبأ بفتح بيت المقدس

وروى البخاري عن عوف بن مالك الأشجعي قال:” أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، وهو في قبة من أدم ، فقال : ( اعدد ستا بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ) .[26]

وفي رواية:” أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بناء له من أدم فسلمت عليه فقال لي : يا عوف ، قلت : نعم ، قال لي : ادخل ، قلت : كلي أو بعضي ؟ قال : بل كلك ، فقال : يا عوف اعدد ستا بين يدي الساعة : أولهن موتي ، قال : فاستبكيت حتى جعل يسكتني ثم قال : قل إحدى . قلت : إحدى . قال : والثانية فتح بيت المقدس . قل : اثنتين . قلت : اثنتين ، قال : والثالثة موتان يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم قل ثلاثا ، قلت : ثلاثا قال : والرابعة فتنة تكون في أمتي وعظمها قل أربعا ، قلت : أربعا ، والخامسة يفيض فيكم المال حتى إن الرجل ليعطى المائة دينار فيتسخط ، [ قل ] خمسا قلت : خمسا ، قال : والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيسيرون إليكم على ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا[27] .

قيصر يتنبأ باتساع نفوذ المسلمين يشمل بيت المقدس

روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله فلما جاء قيصر كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين قرأه التمسوا لي ها هنا أحدا من قومه لأسألهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس فأخبرني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشأم في رجال من قريش قدموا تجارا في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش قال أبو سفيان فوجدنا رسول قيصر ببعض الشأم فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج وإذا حوله عظماء الروم فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل (…) إلى قوله لأبي سفيان:” وإن يك ما قلت حقا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقيه ولو كنت عنده لغسلت قدميه قال أبو سفيان ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فعليك إثم الأريسيين و يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون قال أبو سفيان فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدري ماذا قالوا وأمر بنا فأخرجنا فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم لقد أمر أمر ابن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر يخافه قال أبو سفيان والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره”

حث المسلمين على الصلاة فيه والعناية به

روى أبو داود في سننه عن ميمونة بنت الحارث قالت:”يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس فقال ائتوه فصلوا فيه وكانت البلاد إذ ذاك حربا فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله[28].

وفي رواية: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس ؟ قال : أرض المحشر والمنشر . ائتوه فصلوا فيه, فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره قلت : أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه ؟ قال : فتهدي له زيتا يسرج فيه, فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه[29] .

تعظيم الصحابة لبيت المقدس

وروى أبو داود عن جابر بن عبد الله “أن رجلا قام يوم الفتح فقال يا رسول الله إني نذرت لله إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين قال صل هاهنا ثم أعاد عليه فقال صل هاهنا ثم أعاد عليه فقال شأنك إذن[30].

وأيضا ما أخرجه أحمد ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما” أن امرأة شكت شكوى فقالت : إن شفاني الله تعالى فلأخرجن فلأصلين في بيت المقدس فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج , فجاءت ميمونة تسلم عليها فأخبرتها بذلك فقالت : اجلسي وصلي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة .

أول من أذن ببيت المقدس من المسلمين

وروى البيهقي عن عبادة – وكان على أيلياء – فأبطأ عبادة عن الصبح ، فأقام أبو نعيم الصلاة ، وكان أول من أذن ببيت المقدس ، فجئت مع عبادة حتى صف مع الناس ، وأبو نعيم يجهر بالقرآن ، فقرأ عبادة بأم القرآن حتى فهمتها منه ، فلما انصرف قلت : سمعتك تقرأ بأم القرآن ، قال : نعم ، صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلاة التي يجهر فيها بالقراءة ، فقال : لا يقرأن أحد منكم إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن[31] .

وروى أحمد عن عبد الرحمن بن عائذ قال انطلق عقبة بن عامر الجهني إلى المسجد الأقصى ليصلي فيه فاتبعه ناس فقال ما جاء بكم قالوا: صحبتك رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نسير معك ونسلم عليك قال انزلوا فصلوا فنزلوا فصلى وصلوا معه، فقال حين سلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس من عبد يلقى الله عز وجل لا يشرك به شيئا لم يتند بدم حرام (أي لم يصب منه شيئا)إلا دخل من أي أبواب الجنة شاء”[32]

عمر يصلي في بيت المقدس

روى أحمد في حديث ضعيف عن حماد بن سلمة عن أبي سنان عن عبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس قال فقال أبو سلمة فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لكعب أين ترى أن أصلي فقال إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك فقال عمر رضي الله عنه ضاهيت اليهودية (أي شابهت)لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس”[33]

عمر يباشر تطبيق بعض الأحكام في بيت المقدس

عن سويد بن غفة عن عمر أنه رفع إليه رجل أراد استكراه امرأة مسلمة على الزنى فقال : ما على هذا صالحناكم فأمر به فصلب في بيت المقدس[34] .

الصحابة يحرمون من بيت المقدس

روى ابن حزم عن عبد الله بن أبي عمار قال:” أقبلنا مع معاذ بن جبل محرمين بعمرة من بيت المقدس وأميرنا معاذ بن جبل فأتى رجل بحمار وحش قد عقره فابتاعه كعب بن مسلم فجاء معاذ والقدور تغلي به فقال معاذ : لا يطيعني أحد إلا أكفأ قدره فأكفأ القوم قدورهم فلما وافوا عمر قص عليه كعب قصة الحمار فقال عمر : ما بأس ذلك ؟ ومن نهى عن ذلك ؟ لعلك أفتيت بذلك يا معاذ قال : نعم فلامه عمر[35] .

وثبت عن ابن عمر أيضا أنه أحرم من بيت المقدس.[36] وعند ابن تيمية أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان إذا أتى بيت المقدس دخل إليه وصلى فيه ولا يقرب الصخرة ولا يأتيها ولا يقرب شيئا من تلك البقاع[37].

أبوذر الغفاري يصلي في بيت المقدس

عن أبي ذر الغفاري رضي اله عنه قال:”دخلت بيت المقدس فوجدت فيه رجلا يكثر السجود ، ووجدت في نفسي من ذلك . فلما انصرف قلت : أتدري على شفع انصرفت أم على وتر ؟ قال : إن أك لا أدري فإن الله ، عز وجل ، يدري . ثم قال : أخبرني حبي أبو القاسم – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ثم بكى ثم قال : أخبرني حبي أبو القاسم – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ثم بكى ثم قال أخبرني حبي أبو القاسم – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أنه قال : ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها ، درجة وحط عنه بها خطيئة ، وكتب له بها حسنة ، قال : قلت : أخبرني من أنت ؟ يرحمك الله قال : أنا أبو ذر صاحب رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : فتقاصرت إلى نفسي .[38]

الصحابة يصلون في بيت المقدس زمن معاوية

روى أبو داود عن يعلى بن شداد بن أوس قال:”شهدت مع معاوية بيت المقدس فجمع بنا فنظرت فإذا جل من في المسجد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرأيتهم محتبين والإمام يخطب[39] .

وجاء في رواية عن مرة بن كعب قال:”قامت خطباء بإيلياء في إمارة معاوية رضي الله تعالى عنه فتكلموا ، وكان آخر من تكلم مرة بن كعب فقال : لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قمت . سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكر فتنة فقربها ، فمر رجل مقنع فقال هذا يومئذ وأصحابه على الحق والهدى . فقلت : هذا يا رسول الله ؟ وأقبلت بوجهه إليه . فقال : هذا . فإذا هو عثمان رضي الله تعالى عنه”[40].

التابعون يهلون بعمرة من بيت المقدس

عن محمود بن ربيع عن عتبان بن مالك  قال:”كنت أصلي لقومي بني سالم فكان يحول بيني وبينهم واد وإذا جاءت الأمطار ، قال : فيشق علي أن أجتازه قبل مسجدهم ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : إني قد أنكرت من بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار ، فيشق علي اجتيازه ، فوددت أنك تأتيني ، فتصلي في بيتي مصلى أتخذه مصلى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سأفعل فقال : فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما امتد النهار ، فاستأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأذنت له ، فلم يجلس ، حتى قال : أين تحب أن أصلي لك من بيتك فأشرت إليه إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكبر ، وصففنا وراءه ، فركع ركعتين ، ثم سلم وسلمنا خير سلام ، فحبسته على خزير يصنع له من شعير ، فسمع أهل الدار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت فقال رجل منهم : أين مالك بن الدخشن أو الدخشم لا أراه ؟ فقال رجل منهم : ذلك منافق لا يحب الله ولا رسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل ذلك ، ألا تراه يقول لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله ، فقال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن ، فوالله لا نرى وده وحديثه إلا إلى المنافقين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله قد حرم على النار أن تأكل من قال لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله . قال محمود بن ربيع : فحدثتها قوما ، فيهم أبو أيوب الأنصاري ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . في غزوته التي توفي فيها ويزيد بن معاوية عليهم بأرض الروم فأنكرها علي أبو أيوب ، فقال : والله ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قلت قط ، فكبر ذلك علي ، فجعلت لله علي ، لئن سلمني حتى أقفل من غزوتي أن أسأل عنها عتبان بن مالك إن وجدته حيا في مسجد قومه ، فقفلت ، فأهللت من إيلياء بعمرة ، ثم سرت ، حتى قدمت المدينة ، فأتيت بني سالم ، فإذا عتبان بن مالك شيخ أعمى ، يصلي بقومه فلما سلم من الصلاة ، سلمت عليه ، وأخبرته ، من أنا ثم سألته عن ذلك الحديث ، فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة[41].

الوعد الرباني لعباده الصالحين بالانتصار على علو بني إسرائيل كلما حدث ووقع.

قال تعالى في سورة الإسراء :” وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)

طبيعة القوم المسيطرين على القدس وفلسطين حتى لا تنطلي على المسلمين الخديعة

قال تعالى في سورة المائدة:” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ “82

وقال في سورة البقرة في شأنهم:” أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ “85

وقال أيضا في نفس السورة:” أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)

وقال أيضا في شأنهم في نفس السورة:” قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ “93 البقرة

وقال:” وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ “96 البقرة

وقال فيهم أيضا” أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (100)

وقال تعالى في سورة المائدة:” وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)

قال تعالى في سورة البقرة:” وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (120)

وقال تعالى في سورة النساء:” مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)

وقال تعالى في سورة المائدة منبها المومنين في علاقتهم بهم:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)

القتال واقع مع مغتصبي القدس والنصر حليف المسلمين

روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود”

خلافة المسلمين ستشمل بيت المقدس قبيل قيام الساعة وفيه التنبؤ بانتصارهم على اليهود

روى أبو داود عن عبد الله بن حوالة قال:”بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم ثم وضع يده على رأسي أو قال على هامتي ثم قال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك .[42]

التنبؤ بعمران بيت المقدس

روى أبو داود عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”عمران بيت المقدس ، خراب يثرب ، وخراب يثرب ، خروج الملحمة ، وخروج الملحمة ، فتح قسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال . ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدث أو منكبه ثم قال : إن هذا لحق كما أنك هنا ، أو كما أنك قاعد . يعني : معاذ بن جبل –[43]

معقل المسلمين من الدجال بيت المقدس

وعن أبي الزاهرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”معقل المسلمين من الملاحم دمشق ، ومعقلهم من الدجال بيت المقدس ، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور[44] .

وروى أحمد عن مجاهد قال:” كنا ست سنين علينا جنادة بن أبي أمية فقام فخطبنا، فقال: أتينا رجلا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلنا عليه فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا ما سمعت من الناس فشددنا عليه فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال: أنذرتكم المسيح وهو ممسوح العين قال أحسبه قال: اليسرى، يسير معه جبال الخبز وأنهار الماء علامته يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ سلطانه كل منهل لا يأتي أربعة مساجد الكعبة ومسجد الرسول والمسجد الأقصى والطور ومهما كان من ذلك فاعلموا أن الله عز وجل ليس بأعور وقال ابن عون وأحسبه قد قال يسلط على رجل فيقتله ثم يحييه ولا يسلط على غيره”

من علامات الساعة خروج ياجوج وماجوج وسيرهم إلى جبل بيت المقدس

 وروى مسلم عن النواس بن سمعان الكيلاني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”يبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون . فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها . ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء . ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه . حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه . فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم . فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة . ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض . فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله . فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله . ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر . فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة . ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ، وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة . ويستظلون بقحفها (…)

 وفي رواية : وزاد بعد قوله ” – لقد كان بهذه ، مرة ، ماء – ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر . وهو جبل بيت المقدس . فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض . هلم فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء . فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما ” . وفي رواية ابن حجر ” فإني قد أنزلت عبادا لي ، لا يدي لأحد بقتالهم ” [45].

==

وفي الختام هذه قصيدة تلخص حكاية السلام مع بني صهيون مغتصبي القدس وأرض فلسطين المباركة.

وهي للشيخ سفر الحوالي أخذتها من كتابه “القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى “والذي قال فيه من بين ما قال:” فلا تجد في كتاب الله أمة طال الحديث عنها وتنوع قصصها مرة بعد مرة كهذه الأمة ؛ فضح الله خبايا نفوسها وخبيث طباعها وعداوتها للعالمين أجمعين ، وحقدها على أهل الخير والحق في كل زمان ومكان حتى الملائكة المطهرين ! فباؤوا بغضب على غضب ولعنوا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم كما لعنوا على لسان داود وعيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام”

إعـــــلان المبـــادئ

ا- أنْجَب المكرُ سَلِيــلَه ***** وشَفَى الغَدرُ غَلِيـلـه

2- وَجَرى المغرورُ لَهثًـا ***** تَابعًا كُلَّ مَخِيـلــة

3- فــــإذا الجَولاَت آلٌ ***** وإذا الجائِلُ غُوله[46]

4- تِلك ” إجراءَاتُ بدءٍ ” ***** في المتَاهَاتِ الطَّوِيلَة

5- ذَاكَ إِعلانُ مبـــادٍ ***** للمَســارات المهِيلَة

6- تِلكَ “إجراءَاتُ” بدء ***** فِي المتَاهَاتِ الطَّويلَة

7- فَمتَى نَدخُلُ في صُلب ***** المعــانَاةِ الثَّقِيـلـة

8- وَمتى تُنصب سُوق الرِّقِّ ***** في ظل الخمـيـلـَة

9- ومَتى يَزْهُو خِطَام الذُل ***** في أنفِ القَـبـيـلـة

. ا – ومَتى تعبث “استير” ***** بأحـلام الفـُحُـولَـة

ا ا- ومَتى يفترش الغَرقَد ***** صَحراء الـبُـطُـولَـة

12 – ويُغطي وادي الثّأر ***** ويسـتـاق نخيـلـه

13- ألهاث وسُعار ***** قبل إطفـاءِ الفـتـيـلـة ؟

14 – أجُنُــون وجُنـُوح ***** قبل إجهاضِ الفَسِيلة ؟

15 – أصُـراخٌ وَعَوِيــلٌ ***** قَبل إِخماد الفَتـيلـة ؟

16 – و حُييٌ وكُعَيْبٌ ***** لهما ملـيُـون حِـيـلَـة

7ا- كل بند من شُروط الذل ***** يَبْغـي ألـف جـولـة

18- هذه دَوامة الإحباط ***** والـيَـأس الـقَـتُـولة

19 – جعَلوا الذُلّ وِسَاما ***** للتَّحَـدي والـبُـطُولَة

20- جَرَّعُونا الكاس مُرًّا ***** حَطَّموا فِينـا الرُجُولة

21- ألبسونا ثَوْبَ عارٍ ***** يَسْحَـبُ الخِـزي ذُيُولَه

22- نَحن في التَّاريخ نسْيٌ ***** كُلَّمَـا أرخـى سُـدُولَـه

23- أعَليْنَا وحدَنَا تَستَأسد ***** الـبُـومُ الـذَّلِـيـلـة

24- أعَلينَا وحْدَنَا تَستَكبر ***** الأيْـدي الـهَـزيـلَـة

25-أعَلَينَا وَحْدَنَا تَقْوَى ***** القَرارَات الـعَـلِـيـلَـة

26- يَا خَلِيجَ الذُّلِّ دَومًا ***** تَدفَع الجِزيَة دُولـــة

27- فادفَع المهرَ كَثِيرًا ***** يَرفُض “الرَّاعي” قَلِـيلَـه

28- واضْمَن الصُّلح رَخَاءً ***** للزَّعَامَاتِ الـعَمِيلَـة

29- وَاسقِها العَارَ فُرَاتًا ***** يشـرب الكَـافِـرُ نِيـلَه

30- واجعل الأقصَى مُبَاحًا ***** للعِـصَابَات الـرَّذِيـلة

31- واجعلِ الأعلاجَ تَبنى ***** غُورَه ثُم جَـلِـيـلَــه

32- سُلبت عكا ويَافَا ***** وتُقَاضِـيـهِ ” خـلـيـلـه “

33- يَخجَلُ التَّاريخُ مِن فِعل ***** الزَّعامات الخَتِـيـلَة

34- ما عَلى جَسَّاسِ ما ****يُنهش من عرض الجليـلة

35- مَا عَلى “البَراضِ “مَا ***يُنهب من سَرْحِ القَبيلَـة

36- الخَواجَات رَضُوا فلتحزن ***** الدُّنـيَـا الكَـلـيـلـَة

37- وإذا الجَحشُ تَخَلى ***أركَضَ السَّائِسُ فِيـلَـــه[47]

38- يَخْتُلُون الأفة العَقرى ***** وتُـخـتَـال الـخـتِـيـلـة

39- يَشْرَبُون النَّفْطَ حُرًا ***في القَـواريرِ الـصَّـقِـيـلَـة

40 – والخَنَارِيُر تُغني ***** فَوقَ هَـامَاتِ الخَـلـيلَـة

41- والعَدُوّ الصِّرف هُم *** أهل الفدى أهل البطُولَـة

42 – ” الأصولِيُّونَ “مَن يدعُونَ ***الدَّعوى الأصِيلَـة

43- وبَنُو صُهيون مُنذُ الآنَ ***** إخوان الفَسِيلَـــــة

44- غَير مغضُوب عَلَيهِم **عند “أصحابِ الفَضِيـلَـة !

45- فاحذِفُوا ما قيِلَ قُدْمًا ***في التَفاسِير الطَويلَــــة !

46- واشطُبُوا ما قيلَ فيهِم **(بِئسَما) تِلك المقُولَــــة !

47- عَدل التاريخ واحذِف **مِنه”حِطين ” الدَّخِيلَــــة !

48- عدِّل السِّيرة واحذف ***ذِكر ” كَعب “و قَبِيلَــــه

49- واجعل الكُفَّار حَصْرًا ****في قُريش أو بَجِيلَـــــة

50- كُلّ هَذا شَرط ” شَامِير” **فأوفُوا المرءَ كِيلَــــه !

51- وبِهَذا عَقْد “مَدرِيد ” **** فأعطُوا العَهدَ قِيلَـــــة

52 – سُورةُ الأحزابِ والحَشْرِ ***مَعانيها ثَقِيلَـــــة !

53- فاطْلُب التَأوِيلَ شَيْخًا ***تَلْقَ ” للإسراء ” حِيلَــــة

54- أو تَجاوزَهَا إِلى الكَهفِ **وَلا تَخشَ المثِيلَـــــة [48]

55- آه يا شَعبَ المآسِي ***** إنك المقتُولُ غِيلَـــــة

56- كبِّر الله وجاهد ***** كُل خوَّار الفصيلـــــــة

57- أنت يُنبوع التَّحدي ***** أنت بُركان البطولَـــــة

58- أنت منصُور بدينٍ ***** عزّ مَن يَقْفُو سَبيلَــــــه

59- وبِهذَا الوَعْد حَقّا ***** أرْسَلَ اللّه رَسُولَــــــــه

وخلاصة القصيدة أنه بعد معاهدة مدريد  بين الصهاينة ومن يزعم تمثيل الفلسطينيين، وبعد جولات سِرِّية وعلنية تمخض المكر والخيانة عن المسخ الذي سمَّوه: إعلان المبادئ بين يهود وزعامة المنظمة، وفيما يحتاج كل بند سري أو علني إلى سلسلة طويلة من المفاوضات واللِّجان، وفيما يجزم الشاعر عن يقين أن مصير هذا كله الخَيبة والخَسار، ونجد التسارع الشديد لإلغاء المقاطعة، وإقامة المشروعات المشتركة، وتعديل الإرث الثقافي، وكسر الحاجز النفسي!!

وبعبارة جامعة: نسف عقيدة الولاء والبراء!!

إنه ليس صلحاً ولكنه تهويد قسْري لأمة الإسلام التي لن تتهود بإذن اللّه؛ بل ستنقض على اليهود بلا هوادة مهما طال الزمن!

والحمد لله رب العالمين


[1] المحدث: ابن كثير – المصدر: البداية والنهاية – الصفحة أو الرقم: 1/300

خلاصة الدرجة: صحيح

[2] صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 1339

[3] المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 1164 خلاصة الدرجة: صحيح

 السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 202[4]

 رواه في كتاب فرض الخمس.[5]

[6] المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3886

[7] صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3888

[8] المصدر: مسند الإمام أحمد – الصفحة أو الرقم: 2680 خلاصة الدرجة: إسناده صحيح

[9] المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 162

[10] المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: 3132 خلاصة الدرجة: حسن غريب

[11] المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 172

[12] المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 306 خلاصة الدرجة: متواتر

[13] – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 40

[14] – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 52

[15] المحدث: البزار – المصدر: الاستذكار – الصفحة أو الرقم: 2/448 خلاصة الدرجة: حسن ، وضعفه الألباني

[16] المحدث: الوادعي – المصدر: الصحيح المسند – الصفحة أو الرقم: 1662خلاصة الدرجة: صحيح، وضعفه الألباني

[17]  مسند أحمد رقم الحديث 7413

[18]  المحدث: الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 144خلاصة الدرجة: صحيح

[19] المحدث: أحمد – المصدر: المسند – الصفحة أو الرقم: 6355 قال عنه الوادعي في المسند الصحيح خلاصة الدرجة: صحيح قد تداوله الأئمة وقد احتجا البخاري ومسلم بجميع رواته ثم لم يخرجاه ولا أعلم له علة

[20] الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 1429

خلاصة الدرجة: صحيح

[21] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 1179 خلاصة الدرجة: صحيح

[22] وصححه الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 1396

[23] المصدر: صحيح ابن ماجه – الألباني- الصفحة أو الرقم: 3489 خلاصة الدرجة: صحيح

[24] المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 145

[25] المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الموارد – الصفحة أو الرقم: 1351 خلاصة الدرجة: صحيح

[26] المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3176

خلاصة الدرجة: [صحيح]

[27] الراوي: عوف بن مالك الأشجعي المحدث: ابن منده – المصدر: الإيمان لابن منده – الصفحة أو الرقم: 374

خلاصة الدرجة: إسناده صحيح.

[28] – المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 457 خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

[29] الراوي: ميمونة بنت سعد مولاة النبي المحدث: الوادعي – المصدر: الصحيح المسند – الصفحة أو الرقم: 1662 خلاصة الدرجة: صحيح

[30] المحدث: أبو داود – المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 3305 خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

[31] الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: البيهقي – المصدر: السنن الكبرى للبيهقي – الصفحة أو الرقم: 2/165

خلاصة الدرجة: صحيح وله شواهد

 [32]  مسند أحمد رقم الحديث 16700

[33]  مسند أحمد رقم الحديث 252

[34] المحدث: الألباني – المصدر: إرواء الغليل – الصفحة أو الرقم: 1278 خلاصة الدرجة: حسن

[35] المصدر: المحلى – الصفحة أو الرقم: 7/251خلاصة الدرجة: صحيح

[36] المحدث: ابن حزم – المصدر: المحلى – الصفحة أو الرقم: 7/75خلاصة الدرجة: صحيح

[37]  اقتضاء الصراط المستقيم – الصفحة أو الرقم: 2/346 خلاصة الدرجة: ثابت

[38] المحدث: الوادعي – المصدر: الصحيح المسند – الصفحة أو الرقم: 284خلاصة الدرجة: صحيح

[39] – المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 1111 خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

[40] المحدث: الوادعي – المصدر: صحيح دلائل النبوة – الصفحة أو الرقم: 504 خلاصة الدرجة: حسن لغيره

[41] المحدث: ابن خزيمة – المصدر: التوحيد – الصفحة أو الرقم: 784/2 خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]

[42] المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 2535 خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

[43] المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 4294 خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

[44] المحدث: القرطبي المفسر – المصدر: التذكرة للقرطبي – الصفحة أو الرقم: 599

خلاصة الدرجة: صحيح ثبت معناه مرفوعاً

[45] المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2937

[46]  تورية ظاهرها أنثى الغول وحقيقتها غولة بنت كوهين زعيمة المطالبين ببناء الهيكل .

[47]  الحمار والفيل رمزان للحزبين المتعاقبين على الحكم في أمريكا والسائس معروف .

[48]  سورة النجم

(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى