بقلم د. سعيد بن ناصر الغامدي – الرئيس التنفيذي لمنتدى العلماء
هناك فرق كبير بين من يقع في المعصية والمخالفة الشرعية وهو معترف بأنها معصية أو مخالفة، ومن يقع فيها ويبحث لها عن مسوغات شرعية وحيل عقلية وفذلكات مصلحية.
المخالف للشرع وأحكامه مع إقراره بأن فعله مخالفة قريب من التوبة، يوشك أن يندم ويعود وينيب إلى ربه (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأؤلئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً).
أما من يخالف أحكام الإسلام المعلومة، ويتستر بالتأويلات ويتمحل في الأعذار، ويضرب صدورها بالأقوال البشرية، ويصرف مدلولها الصريح بالاستنباطات الذهنية ويتحكم في مضامينها، بالشعارات المصلحية، فذلك أوجب على نفسه البقاء في صحاري التيه، يتبع السراب يحسبه ماء، ويبني قصوراً على الرمال ويرسم ويكتب فوق سطح الماء (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).