كشف الشيخ فهد بن صالح العجلان، الدكتور المشارك في قسم الثقافة الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، أن بعض الآباء والأمهات يخشون على أولادهم – خاصة الصغار – من الغلو في الدين حين يرونهم مجتهدين في بعض الطاعات أو متحرزين من بعض المعاصي، وقد يدفعهم هذا التخوُّف لعدم تشجيعهم عليها، بل وربما تعمُّد حرمانهم من بعضها.
وأوضح العجلان، عبر حسابه على “تويتر”، أن هذا التخوُّف من الغلو ينشأ بسبب ٣ أخطاء في فهم مشكلة الغلو: الأول: خطأ في فهم كيفية نشوء الغلو، والثاني: خطأ في معرفة واقع الغُلاة مع العبادة، والثالث: خطأ في الغفلة عن أثر الهداية.
ولفت العجلان إلى أن الغلو لا ينشأ بسبب حرصٍ على التدين وتجنب الحرام يزيد ثمَّ يتحول لاحقاً لغلو في الدين! هذا بعيد جداً، بل هو خَلل في التفكير وانحراف في السلوك، وهذا الخَلل قد يأتي على صاحب تعبُّد كما قد يأتي على من هو مفرِّط، فليس هو نتيجة زيادة تديُّن، بل مجيء الانحراف مع ضعف تعبُّد يعمِّق المشكلة أكثر.
وأكَّد أن انشغال النفس بالطاعة صارف لها عن الفساد، وسبب لتوفيق الله للعبد وحفظه له، فحين يأتي خَلل التفكير وانحراف السلوك مع ضعفها فهذا هو الخذلان؛ ولهذا فحال كثير من الغُلاة أنهم مقصرون في التعبُّد، وفيهم ضعف ديانة تجرئهم على المحرَّمات، وحالهم بعيد عن حفظ القرآن، أو المحافظة على السنن.
وأكَّد الشيخ العجلان أن الهداية بيد الله، يقلب الله قلوب العباد كيف شاء، وكثير ممن دخل في الغلو لم يعرف الناس عنهم تديناً ظاهراً، بل وبعضهم عُرفوا بخلاف ذلك، وهذا يحتِّم على الوالدين أن يبذلوا أسباب الهداية لأولادهم، وليس لهم بعدها إلا الدعاء، ورجاء الله، وحسن الظن به، ولا شك أن الطاعات كلها هي من أعظم أسباب الحفظ من كل انحراف.
وأوضح أن الواجب على من يخاف انحراف ولده عن الدين أن يَزيد من حرصه على تديُّنه، لا أن يبعده عنه ويحرمه منه! وأخشى ما أخشاه على من يحرم أولاده من باب طاعة، أو لا يشجعهم عليها خشية الغلو؛ أن يجازيه الله بضد قصده فيأتيه من حيث لا يحتسب.
(تواصل)