الغرب يعترف تعاليم الإسلام هي الواقية2
بقلم الشيخ نور الدين رزيق
وعلق عبدالحميد قائلاً: هذه الأحداث وغيرها ستجعل كثيرين يتجاوبون مع بدائل حضارية ينشدون فيها الأمن الاجتماعي والروحي الذي خلفته تلك الأزمة، مشدداً على أن الإسلام كدين وشريعة ومنهج حياة يأتي في مقدمة المرشحين لملء هذا الفراغ في عقول وقلوب هؤلاء.
من هنا، يتابع د. عبدالحميد، يستطيع دعاة الإسلام النفاذ لعقول الجماهير قبل قلوبهم في إعادة عرض المنهج الإسلامي العادل الكامل الشامل العالمي، إسلام يجمع بين الفضل والعدل، بين الجلال والجمال والكمال، إسلام يساوي بين البشر جميعاً؛ فلا قدسية لشخص على شخص، وليس هناك دم مقدس يجري في عروق إنسان دون آخرين، ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى.
-من فقه الدعوة:
وعلى الداعية أن يراعي أحوال المدعوين، وأن يعتبر أفهامَ المخاطَبِين، فيخاطب كلَّ فئة من الناس حسبَ فهومهم وكان النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم – يُحدِّث كلَّ واحد من الناس حسبَ حاله، فحين يسأله واحد من أصحابه: أيُّ العمل أفضل؟ فيجيبه -صلَّى الله عليه وسلَّم – بقوله: “الإيمان بالله، والجهاد في سبيله”؛ البخاري، كتاب العتق، باب: أي الرقاب أفضل.
ويُجيب آخرَ سأله نفس السؤال بقوله: “الصلاة لوقتها”؛ مسلم، كتاب الإيمان، ويجيب ثالثٌا بغير ذلك، ورابعا بغير هذه كلِّها… إلخ.
وهذا هو الصواب في فقه الدعوة؛ كما عَلَّمنا الحبيب – صلَّى الله عليه وسلَّم.
إن بعض المناطق في بلدنا الحبيب الخطاب الديني غير مسموع ولكن العمل الخيري الاجتماعي مبرور ومقبول، فالداعية إلى الله يخاطب صاحب الحاجة بقضاء حاجته ورفع المعاناة عنه قبل مخاطبة العقل و الوجدان، قال صلى الله عليه وسلم “لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان.” رواه مسلم وغيره. الأخبثان: البول والغائط انتهى.
إن الإيواء إلى الله بالتضرع والدعاء والانخلاع من الذنوب والمعاصي ورد المظالم ودوام الذكر لهو من أهم الأسلحة لمدافعة مثل هذه الإبتلاءات، فعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قَالَ: “لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَدَع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وَإذا أَمْسَى: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يميني، وعن شِمالي ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي ” أبو داود والترمذي.
المصدر: صحيفة البصائر الالكترونية