بقلم مدحت القصراوي
ومجمل وحقيقة ما تعود اليه العلمانية هو الإلحاد وإنكار الوحي، بل والتكذيب بالرسالة، بل وجحود لرب العالمين.. إذ يقول قائلهم أنا أقر بوجود الله، لكن أنا أو (نحن) من يحدد مساحة الدين ومجالاته في حياة الناس. وهذا أمر لا يقوله من يصدق بالله وبرسالته ووحيه؛ لأن من أقر أن هذا وحي الله أقر بأن الله تعالى هو الذي يحدد مساحة ومجال ما أنزل، وليس العبيد.. أما الله تعالى فقد قال {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162-163]. فمن يحادّ اللهَ تعالى، ويقرر على الله، ويحدد للعبيد مساحة ومجال ما يقبلون من أمر الله وما يرفضون.. فهذه مشاقة ومحادة، وقد قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [المجادلة: 5]. وقال {أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} [المجادلة: 20]. ولهذا فهذه الجرأة لا تكون ممن يجلّ اللهَ تعالى ويعظمه، بل لا تكون ممن يقر بوجوده تعالى ولقائه.. هذا منطلقهم وتلك نتيجتهم. وأما الصوفية وتوهينهم وإسقاطهم لشريعة الله تعالى فلهم فيها مآخذ.. سنوضحها بإذن الله. يُتبع إن شاء الله..
(المصدر: طريق الإسلام)