مقالاتمقالات مختارة

العلمانية ومكر الاستدلال

العلمانية ومكر الاستدلال

بقلم عبد المنعم إسماعيل

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)سورة البقرة.

رد فروع الأحداث في الواقع المعاصر إلى أصول قاعدة الصراع التي طرفاها

حق لا باطل فيه مقابل باطل لا حق فيه يظهر عنها أمور منها:

مكر متوالي لأهل الباطل العلماني الذين يمكرون ويبدلون.

زعم الاستدلال بمصطلحات في أصل وجودها ناتجة من توابع فهم الحق فيغفل أهل الحق عن استعمالها فيظن الناس أن في وجودها مع أهل الباطل دلالة على وجوب قبولهم لباطل دعواه حق كما يراه الآخرون في ظاهره.

أمثلة:

كلمة (الحرية) مفردة من المفردات التي يراد تسويقها في الواقع مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمفاهيم الغربية والتي منها الديمقراطية

رغم أن أصل الدعوة التي قام عليها الإسلام هي العبودية لله رب العالمين وحرية الخلق من جميع صور الرق والعبودية للناس

سواء قبول التحاكم لأهواء البشر أو الولاء والبراء على خيارات وأحاديات العقول التي في غالبها تجر الناس إلى انتكاسة عقلية وفكرية

وتجعل منهم مجرد أرقام في سجل حسابات المفسدون على الساحة الدولية.

لننظر لحوار الصحابي الجليل ربعي بن عامر يوم أن واجه رستم زعيم الفرس حين قال له رستم:

فقال له رستم: ما جاء بكم؟ فقال له: لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،

ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

أين الحرية في سجلات الدول السبع الباغية الذين صنعوا الحروب العالمية التي سقط خلالها عشرات الملايين؟!

لماذا يختذلون الحرية في حرية الانقلاب على العقيدة والشريعة والأخلاق؟!

لماذا جعلوا الحرية عبارة عن التصفيق وقبول دعوات الردة الأخلاقية حين جعلوا الشذوذ خياراً سلوكياً عند شذاذ الآفاق؟!

أي حرية في شرعنة قبول أن يطأ الكلاب النساء ولا يقبلون أن تعيش النساء تحت شريعة تعدد الزوجات

في وقت يقبلون تعدد الفاسقات الخدينات حتى مع الحيوانات والحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام؟!

لماذا يتألمون من حجاب المرأة المسلمة وعفافها بالبعد عن الاختلاط العشوائي

ولا يتألمون من قتل مئات الآلاف من النساء ببراميل تفجير العفاف التي تروج لها هوليود ووكلائها في أوكار دور السينما هكذا زعموا؟!

ما سبب حرصهم في الدفاع عن مظاهر الشرك في الأمم السابقة بمزاعم حراسة التراث وإثبات حرية الأجداد من توحيد رب العالمين؟!

لماذا يدافعون عن الباطل الخالص الجاهلي بمزاعم حراستهم للحق ولا ندري أي حق يريدون؟

هل هو تدمير العقول بالمخدرات الفكرية تحت شعارات الحداثة والعلمانية الفاشية والنيوليبرالية التي تؤسس لانفكاك العقول من مفاهيم الاستسلام لله رب العالمين؟!

أم يريدون امتلاك جيل قائم على الطعن والتشويه لكل الثوابت بمزاعم المعاصرة تلك الكلمة والمفردة التي سرقوها وجعلوها حصرية على التغريبيين المفسدين

ولو صدقوا لأدركوا أن المعاصرة هي نتاج فهم الأصولية العقدية والثوابت الشرعية للإسلام والسنة والسلفية وعموم تراث الأمة؟

المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى