مقالاتمقالات مختارة

العلمانية وإزالة الخصوصية

العلمانية وإزالة الخصوصية

بقلم عبد المنعم إسماعيل

مما تهدف إلية المدرسة التغريبية العلمانية المعاصرة في سعيها الماكر ضد منهجية التحاكم للنصوص والشريعة الإسلامية هي مرحلة إزالة الفارق بين العقائد والشعائر الخاصة بالإسلام كدين رباني خاتم للرسالات السماوية إلى الأرض بخلط المفاهيم وهدم الفوارق العقدية بين الإسلام الحق وغيره من ملل الباطل ، ومن ثم تسعى العلمانية إلى ما يعرف ببناء مجمع الأديان وهي دعوة للمساواة بين غير متشابهين أو متماثلين ، ومن الظلم ومن الجور المساواة بين التوحيد لله وأفراده بالعبودية الشاملة ، ودعوات التثليث أو جعل الخلق لله والحاكمية للبشر من خلال نظم التشريع المعاصر التي لا تقيم وزنا للنصوص أو لفهم الجيل الأول جيل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لها.

..

جاء الإسلام ليقيم بنيان الخصوصية العقدية للأمة الإسلامية مع ملازمة القواعد العامة بالرحمة بالمخالف فالخصوصية صيانة لأصول الإعتقاد ومظاهر التعبد لله عزوجل من خلال قول الله عزوجل “لكم دينكم ولي دين”، والأمر بمخالفة اهل الكتاب امر لازم لأن به يظهر مكنون الاعتقاد وتتحدد معالم المفاصلة في دقيق التشابه وكثيره مع المخالفين من اليهود او النصارى.

الهدي الظاهر احد اهم خصائص التميز العقدي للأمة الإسلامية سواء في تخصيص اماكن للعبادة مثل المساجد و مناراتها وما تابعها من ادوات تحقق الخصوصية لهذا الدين من ثياب خصصته الجاهلية الشيطانية للنصارى او لليهود فمن باب اولى حراسة هذه الخصوصية بعيدا عن المسلمين وجاء الاسلام يؤسس حين قال صلى الله عليه وسلم ” ومن تشبه بقوم فهو منهم”،ومن هنا علينا ان ندرك جميعا خصائص المخالفين العقدية والسلوكية حتى نفارقهم فيها صيانة للحق الذي معنا من ان يتشابه مع الباطل الذي معهم لمجرد التوافق في الظاهر او الباطن الذي لا نراه الا من خلال دلائل الولاء الظاهر في كافة نواحي الحياة .

..

تتحدد معالم الولاء داخل كل دولة من خلال تخصيص قطعة من القماش وتمييزها بألوان محددة لتكون شارة اجتماع ابناء الوطن الواحد هكذا تؤسس العلمانية المعاصرة للواقع الذي نعيشه . اليس من باب اولى قبول حاكمية الشريعة والنصوص الصحيحة لمظاهر حياة المسلمين لتكون حارسة للثوابت والأصول ؟

..

العلمانية تلتزم حرفيا بفروع مفاهيمها في شتى الجوانب ثم تلجأ الى محاربة فروع الهدي الظاهر المؤسس للتميز الاسلامي بدعوى القشور واللباب وهي دعوى ماكرة يهدم اركانها فول الله عز وجل ” يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة” ، والسلم هو الاسلام والمراد قبول الاسلام عقيدة وشريعة اخلاص واتباع باطن وظاهر اقتصاد وسياسة ثوابت وحضارة وتطور مع ملازمة قواعد عامة لتحقيق الاعتقاد السليم والهدي القويم .

..

فالمحافظة على الخصوصية في كافة مظاهر الحياة ليظهر من خلالها دقائق العبودية لله احد اركان الاستقرار العقدي للبشرية لانها تؤسس لاستفزاز النفس نحو التفكير حال مفارقة اهل الحق لكل ادوات وآليات التشابه مع اهل الباطل في كافة شئون الحياة .

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى