مقالاتمقالات مختارة

العلماء ورثة الأنبياء (4-6)

العلماء ورثة الأنبياء (4-6)

بقلم د. زغلول النجار

كيف تمكن العلماء في ظل الحضارة الإسلامية من تحقيق وراثتهم للأنبياء؟

درج المسلمون منذ فجر الإسلام على إرسال أبنائهم وبناتهم منذ نعومة أظفارهم إلى المساجد أو إلى مراكز تحفيظ القرآن الكريم (الكتاتيب) لحفظ كتاب الله وتجويده،

وتعلم مبادئ كل من اللغة العربية والحساب،

ثم ينتقلون بعد ذلك إلى الدراسات النظامية في المدارس والجامعات.

وبذلك كان كل مسلم محيط بتعاليم دينه -على تباين الثقافات والتخصصات ومجالات العمل-

وكان منهم من دعا إلى الله على بصيرة فحقق  بذلك وراثته لدعوة الأنبياء.

وبمثل هؤلاء العلماء الربانيين الموسوعيين،

قامت الحضارة الإسلامية التي شهد بروعة إنجازاتها الأعداء قبل الأصدقاء (زيجريد هونيكا: شمس الله تشرق على الغرب).

كيف فقد المسلمون هذا الدور القيادي في مجال العلم؟:

في دورة من دورات الزمن أترف المسلمون، وانشغلوا بالدنيا فاستغل الأعداء ذلك للقيام بهزيمتهم العسكرية،

وإخراجهم من بلاد الأندلس بعد ثمانية قرون من الحضارة الزاهرة التي مدنت أوروبا بعد أن عاش الأوروبيون في ظلام دامس للعديد من القرون.

وبعد هذا الانكسار، أكرم الله تعالى الأمة الإسلامية بقيام دولة الخلافة الإسلامية في تركيا التي وحدت العالم الإسلامي،

ومدت سلطانها إلى غالبية دول أوروبا الشرقية، وحاصرت فينا مرتين،

واستمر حكمها لأكثر من ستة قرون (1299 م-  1923 م)  كانت فيها هي القوة العظمى على مستوى العالم.

ثم تكالب أعداء الله على دولة الخلافة الإسلامية حتى أسقطوها في سنة 1924م.

وتبع ذلك تمزيق العالم الإسلامي إلى أكثر من 62 دولة ودويلة،

مما سهل احتلالها بواسطة الدول الغربية التي خططت للحيلولة دون إعادة  توحدها،

أو التزامها بالإسلام واستعادة شيء من مجدها القديم.

والغرب الذي انبهر بتراث الحضارة الإسلامية، أخذ منه المنهج العلمي التجريبي فقط، ولم يأخذ الإسلام،

وذلك لأن الدين عند الغربيين كان قد شوه تشويها كبيرا، وامتلأ بالخرافات والأساطير.

وبتطبيق المنهج العلمي تمكنت الدول الغربية من تحقيق نهضة علمية وتقنية هائلة أعانتها في الهيمنة على غالبية دول العالم.

ولكن هذه الحضارة الغربية التي قامت على أساس من المادية البحتة، وعلى الفصل بين المعارف،

وعلى المبالغة في التخصص، لم تتمكن من تحقيق السعادة لأبنائها، رغم الوفرة المادية الهائلة التي حققتها لهم،

وذلك لأن الإنسان متدين بالفطرة، والجانب الروحي فيه أهم كثيرا من احتياجاته المادية،

فإذا فقد الإنسان الإيمان الصحيح بالله ولم يهتد  بهديه،

وتخلف عن ركب العلم الشرعي الصحيح، ووضع الاكتشافات العلمية في إطاره فقد خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى