العدوان على غزة .. الاحتلال يصعّد ويدفع الثمن
بعد يومين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما تبعه من رد للمقاومة أوجع الاحتلال، ذكر موقع والا العبري أن قائد أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي ورئيس الشاباك نداف أرغمان طالبا بوقف القتال على جبهة قطاع غزة أمس الأحد.
وذكر الموقع أن الضابطين عارضا توسيع القتال في القطاع ودعما جهود الوساطة المصرية والأممية للتوصل لوقف لإطلاق النار وذلك خلال جلسة الكابينت الطارئة التي عقدت ظهر أمس.
وتوصلت فصائل المقاومة والاحتلال لوقف لإطلاق النار فجر الإثنين برعاية مصرية أممية، تلتزم “إسرائيل” بموجبه بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار.
وشهد قطاع غزة منذ صباح السبت وحتّى فجر الإثنين، تصعيدا عسكريا حيث شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية ومدفعية عنيفة على أهداف متفرقة في القطاع، فيما أطلقت الفصائل بغزة رشقات من الصواريخ تجاه جنوبي الأراضي المحتلة. وعلى الجانب الآخر، قُتل 4 صهاينة، وأصيب 130 على الأقل معظمهم بالصدمة، جراء الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت من قطاع غزة، بحسب الإعلام العبري.
المقاومة ترد
وردت المقاومة على العدوان الإسرائيلي بقصف مكثّف على أهداف إسرائيلية في غلاف غزة ومدن عسقلان وأسدود وبئر السبع وكريات ملاخي، ما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين وجرح العشرات.
واستهدفت المقاومة بصاروخين موجهين آليتين عسكريتين إسرائيليتين شرق شمال القطاع ووسطه، وأصيبتا بشكل مباشر. وعرضت المقاومة مقطعي فيديو يُظهران إصابة الآليتين بدقة، ولم يكشف الاحتلال عن حجم خسائره فيهما.
إدانات واسعة
جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أدانت العدوان على الأبرياء في قطاع غزة مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني وقواه الشعبية ومقاومته بمواجهة هذا العدوان والدفاع عن الأبرياء المحاصرين أمام آلة الدمار والقتل الصهيونية.
وقالت الجماعة في بيان وصل “بصائر” إن الاحتلال الصهيوني ما كان ليتمادى بجرائمه وعدوانه وغطرسته لولا الانحياز الكبير من الإدارة الأمريكية له والدعم المتواصل لهذا الاحتلال وجرائمه مما يجعل الإدارة الأمريكية شريكة في هذه الجرائم الدموية بحق الشعب الفلسطيني المحاصر والمضطهد، فلا يمكن قراءة هذا التصعيد الخطير بعيدا عن المخططات الصهيوأمريكية للنيل من الشعب الفلسطيني وتحطيم صموده وإرادته لتمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما لن يتم بإذن الله فالشعب الفلسطيني ثابت صامد لن يكل ولن يمل حتى تحرير الأرض والمقدسات.
كما أدان رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والذي يتزامن مع حلول شهر رمضان المعظم واستعدادات الفلسطينيين لاستقباله في ظروف قاسية نتيجة المعاناة والحصار.
وقال الغنوشي في بيان له اليوم: “أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني ومنذ نهاية الأسبوع على تصعيد عدوانها على غزة مستعملة في ذلك كل وسائل الدمار العسكرية التي استهدفت المباني السكنيّة والمدارس والأسواق وخلّفت عشرات الشهداء والجرحى وتنبئ بحصول كارثة إنسانية جديدة.”
وأهاب بأنصار العدل والإنصاف في العالم إلى إدانة هذا العدوان والوقوف الفعّال إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركته ضد العدوان ونضاله الشرعي ضد الاحتلال حتى بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وترحم الشيخ الغنوشي على أرواح الشهداء “الذين يعبّدون بدمائهم طريق الحرية ويخطون بها ملاحم المقاومة.”
الأمم المتحدة تنحاز للاحتلال
تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش كانت منحازة للاحتلال حيث قال: “أدين بأقوى العبارات إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، لا سيما استهداف المراكز السكانية المدنية”. دون أن يتطرق لإدانة الاحتلال وغاراته التي أسفرت عن استشهاد 28 فلسطينيا، وإصابة 177 آخرين.
من جهتها اتهمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، بالانحياز إلى “إسرائيل”، خلال تعقيبه على التصعيد الإسرائيلي على غزة.
وقالت الحركة في بيان مساء الإثنين : “لقد صدمنا في الحركة بالبيان الصادر عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، حول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة”.
وأوضحت: “لقد عكس البيان انحيازاً للموقف الإسرائيلي، ومساندة لموقفه العدواني”.
وأردفت: “أغفل البيان الجرائم التي ارتكبها الاحتلال يوم الجمعة، بقتل الأطفال المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة، ثم تبعها اغتيال اثنين آخرين، ما استدعى رداً لقوى المقاومة على العدوان، ولم نبادر إليه بل دفاعًا عن النفس”.
واستدركت: “كما تغافل البيان أن الاحتلال في عدوانه الأخير قتل 28، أغلبهم من المدنيين، وجرح أكثر من 200، وهدم أكثر من 500 منزل ومنشأة مدنية”.
وأكدت الحركة أن “هذه اللغة المنحازة لصالح الاحتلال وعدوانه لا تخدم الاستقرار ووقف الحرب، ولا تساعد في لعب دور الوسيط، أو خلق البيئة المناسبة للهدوء والتحرك قدما في هذا الوضع المعقد”.
(المصدر: موقع بصائر)