
العبد بين التوبة والرحمة..!!
بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)
( وَمَن يَعْمَلْ سُوٓءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُۥ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ).. يا جميل عفو الله.. ويا عظيم بركاته ورحماته.. هذا من أجمل النصوص التي تتحدث عن اتساع باب الرحمة والمغفرة من الله سبحانه لعباده.. فقد جاء عن ابن عباس رضي اللهعنه، أنه قال في هذه الآية: أخبر الله عباده بحلمه وعفوه وكرمه وسعة رحمته، ومغفرته، فمن أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا ” ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ” ولو كانت ذنوبه أعظم من السماوات والأرض والجبال..
وجاءت أقوال مختلفة في معنى السوء وظلم النفس، ننقل منها ما قاله الطنطاوي في تفسيره، فقد عرفهما كما يلي: فالمراد بعمل السوء هنا- على أرجح الأقوال- العمل السيئ الذي يكون فيه أذى للغير كالقذف والشتم والسب وما يشبه ذلك.
والمراد بظلم النفس: الأعمال السيئة التي يعود ضررها ابتداء على فاعلها نفسه كشرب الخمر، وترك الصلاة أو الصيام وما يشبه ذلك..
ونقول من خلال قراءة التفاسير المتعددة، بأن كلمة سوء جاءت نكرة، وهذا يعني، أن كل فعل سيئ فعله الإنسان سواء في حق الله، أو في حق الخلق، ثم يعود ويستغفر، فإن الله، سيغفر له إن شاء الله.. وظلم الإنسان لنفسه، يشمل ما يفعله الإنسان في حقه أولاً.. وأعلى هذا الفعل، هو الشر بالله كما قالت بلقيس ” إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين..” وظلمها لنفسها يعني، عدم الإيمان بالله.. وجاء في النص القرآني، تأكيد على فكرة ظلم الإنسان لنفسه في قوله تعالى ” ومنهم ظالم لنفسه مبين..”
وتمام المعنى، أنه حتى لو كان ظلم النفس في أعلى درجاته، مثل الشرك بالله أو الكفر به، ثم يأتي هذا العبد تائباً مستغفراً بين يدي الله، سيجد الله غفوراً رحيماً.. إنها رحمة الله بعباده، والتي جاء في وصفها ” فالله أرحم من هذه الأم على وليدها.. “.. فما من عبد يذنب ذنباً، ثم يحسن الوضوء، ويصلى ركعتين يستغفر الله على ما كان منه، إلا وقد غفر الله له.. فعلاً، يا جميل رحمة الله.. ويا عظيم وسعها.. حينما قرأ الأعرابي قوله تعالى ” ورحمتي وسعت كل شئ ” قال يارب اجعلني من هذا الشئ.. إنها رحمة الله الواسعة.. فلكل من رانت على قلبه الذنوب.. أقْبِل على الله ولا تتردد.. فأنت مقبل على الرحمن الرحيم.. فلعل الله أراد لك أن تكون من هؤلاء، الذين يعملون بعمل أهل النار، وليس بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.. فيا باغي الخير أقبل.. ويا باغي الشر أدبر..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح رحمة الله الواسعة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله