مقالاتمقالات المنتدى

الضعفاء والمستكبرون.. حجج فاشلة .. ومصير واحد..!!

الضعفاء والمستكبرون.. حجج فاشلة .. ومصير واحد..!!

 بقلم د. عمر  عبدالله شلّح( خاص بالمنتدى)

( وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ ٱلضُّعَفَٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍۢ ۚ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَٰكُمْ ۖ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍۢ ).. هذه الصرخة في صباح اليوم، لهؤلاء الضعفاء.. الذين قبلوا أن يكونوا تبعاً للمستكبرين والظلمة، من الطغاة والقتلة المجرمين.. هؤلاء الضعفاء يوم القيامة، موقفهم لا يختلف عن المستكبرين.. فالنص يتحدث عن لحظة خروج الخلق جميعاً من الأجداث، للوقوف والعرض بين يدى الله سبحانه، من أجل فتح الكُتب والسجلات..
في ذلك اليوم، الذي هو أكثر الأيام صعوبة في حياة الإنسان، بما فيهم الأنبياء، كلٌ نفسي نفسي.. في ذلك اليوم، يقف الضعفاء أمام سادتهم وأسيادهم من المستكبرين، الذين كانوا يتبعوهم ويعطونهم الولاء في الدنيا.. في ذلك اليوم، فإذا برزوا لبعضهم، صاروا يتحاجون، وكل يدفع عن نفسه، ويدافع ما يقدر عليه.. ولكن هيهات ينفعهم المحاججة، أو المعاتبة.. فقد سبق الأمر.. وقضي بينهم بالحق.. يومها يصرخ الضعفاء في وجوههم، ألم نكن معكم، ألم نتبعكم في كل الأمور، ولم نعارضكم.. ألم نقف معكم ضد غزة وأهلها، وتركناهم يقتلهم الجوع والقصف والمرض.. كنا لكم تبعاً.. أمرتمونا بالضلال، وزينتموه لنا فأغويتمونا.. ولم نعترض، بل كنّا أبواق تنعق بالدفاع عنكم وعن عروشكم وكراسيكم.. وكنا نتصدى لكل فكرة تنال منكم.. فنحن اليوم ،ولأننا كنا أتباعكم، نريد منكم أن ترفعوا عنا هذا العذاب..!!
وهنا تأتي المفاجأة الصادمة، من المستكبرين لهؤلاء الضعفاء.. بضيق وتحسّر فى ردهم عليهم يقولون، لو هدانا الله إلى الإِيمان الموصل إلى النجاة من هذا العذاب الأليم لهديناكم إليه، ولكن ضللنا عنه، وأضللناكم معنا، واخترنا لكم ما اخترناه لأنفسنا، ولو كنا نستطيع النفع لنفعنا أنفسنا.. ثم يردف المستكبرون بالقول، سواء علينا، أجزعنا، أم صبرنا، ما لنا من محيص.. أي ما لنا من مهرب.. وجاء في هذا الموقف حديثاً مهماً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ننقله هنا للتذكرة لهؤلاء الضعفاء.. ” يقول أهل النار إذا اشتد بهم العذاب تعالوا نصبر فيصبرون خمسمائة عام فلما رأوا أن ذلك لا ينفعهم قالوا هلم فلنجزع فيجزعون ويصيحون خمسمائة عام فلما رأوا أن ذلك لا ينفعهم قالوا سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص “..
لهؤلاء الضعفاء، ارجعوا للوراء خطوة واحدة، وتذكروا أن هناك يوم بعث، يأتي الناس فيه فُرادىٰ.. وأن الله سيسألكم لماذا تركتم غزة وحدها، واتبعتم هؤلاء المستكبرين والمجرمين، من الظلمة والقتلة.. يومها، ولّآت حين مناص..!!
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح البراءة من المستكبرين.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ أيضا:التأصيل لخذلان غ زة !!!(٢)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى