الصين والايغور .. ماذا يجري في تركستان الشرقية ؟
بغض النظر عن الاهداف الامريكية من اثارة قضية تركستان الشرقية بين الفينة والاخرى ، إلا أن الثابت هو أن شعب هذه البلاد تتم ابادته وقلع جذوره وتغيير ثقافته من قبل الصين التي احتلت هذه الجمهورية اوائل القرن الماضي .
ولأن ملايين الايغوريين ، وهم سكان تركستان الشرقية الاصليون الذين الحقوا بالصين يتم حبسهم في مخيمات جماعية واسعة والتنكيل بهم شيوخا ونساء واطفالا لا لذنب إلا لأنهم مسلمون ، وبالتالي فهم متطرفون وارهابيون بالضرورة ، وفق ” بضاعة ” راج سوقها هذه الأيام تسبب بها تنظيم داعش الارهابي الذي شوه الاسلام وغيره من المتطرفين ، ولأن قضيتهم بدأت تخرج الى العلن بواسطة الناشطين الوطنيين من الايغور المهاجرين وغيرهم ومن قبل منظمات حقوقية دولية ، فقد غضبت الصين أيما غضب ، واصدرت الاسبوع الماضي بيانا ساخنا استنكرت فيه تصريحات امريكية عن سكان هذه الجمهورية المسلمة التي احتلتها الصين واطلقت عليها زورا وبهتانا اسم : ” اقليم شينجيانج ” ، حيث اكدت في بيانها أنها ترفض اي تدخل في شؤونها وقوميات مواطنيها .
ليس من المعقول أن الصين التي لديها 19 % من سكان العالم تحسب حسابا لـ 25 مليونا من المواطنين الايغوريين ” السنة ” ولكن العداء للاسلام بات ديدن كثيرين ومنهم هذه الدولة الكبرى التي مارست أشد أنواع التنكيل بحق هؤلاء وهو تنكيل لا يبدأ بتغيير الاسماء ولا منعهم من بناء المساجد واحياء الاحتفالات والمناسبات الدينية ، ووصل الامر قبل عامين تقريبا الى منعهم من صيام رمضان ، أو الزواج على الطريقة الاسلامية ، او الصلاة وفق التعاليم الصحيحة ، ولا ينتهي بمنعهم من اقتناء المصاحف وما يخطر ببالك من ظلم يمارس بدون حساب .
إلا أن اخطر ما يتعرض له الايغور هو أن بيجين وبعد أن تيقنت ىأنها لن تستطيع محو الاسلام من نفوس وعقول وقلوب مسلمي تلك البلاد لجأت الى اختراع دين اسلامي جديد لا علاقة له بالدين الحنيف ، حيث يتم اجبار خطباء المساجد الواقعة تحت الرقابة الصارمة على القاء خطب من مطبوعات توزعها الحكومة المحلية في ” الاقليم ” تهيء فيه النشء لدين غريب عجيب ، ليس فيه من الاسلام سوى الاسم ، وقد نجحت بالفعل في تكوين بذور لمثل هذا الجيل الذي لا يعرف شيئا عن تراث آبائه وأجداده وبلاده ، ومن غير المسموح لذويه من أب او ام او جد ممن تبقى في ذاكرتهم شيء من العقيدة الصحيحة أن يعلموا ابناءهم دينهم تحت طائلة السجن والقتل والاخفاء ، وإذا قال قائل إن هذا أمر مبالغ فيه اخترعته الدعاية ، فإنا نحيله الى بلاد “حزبية ” بين ظهرانينا سبق ومارست ذلك مثل نظام الاسد في سوريا وبن علي في تونس وغيرهما حيث يخاف المرء من ابنه ومن اخيه ومن زوجته ، ويعترف كتاب تركستانيون بأن هذا الاسلوب ، أي تشكيل مثل هؤلاء “الطلائع الحزبية” يسهم الى حد كبير في تغريب المواطنين عن تاريخهم ودينهم ، وبدأت مؤخرا حملة مسعورة لم يسبق لها مثيل يقوم فيها الحكم المحلي التابع للحزب الشيوعي بترحيل فتيات تتراوح اعمارهن بين 18 – 22 الى خارج تركستان للعمل في أماكن بعيدة يضاف الى ذلك أن الحكومة الصينية جعلت جمهوريتهم منفى للمجرمين ولمتعاطي الممنوعات والمحكومين بأحكام قاسية ، وشجعت قومية ” الهان ” وهي الاغلبية الحاكمة على الهجرة الى هذا ” الاقليم ” بكثافة ، مما سهل من عملية التغيير الديمغرافي وبقسوة ، دون أن ننسى بأن تركستان الشرقية هي اكبر مقاطعات الصين واغناها على الاطلاق وتعتبر عصب الاقتصاد ” الصناعي ” وبلا منازع ، حيث لديها مخزون من الطاقة يفوق كل مخزون المنطقة مضافا اليه مناجم الفحم وأفضل انواع اليورانيوم في العالم ، ناهيك عن انها معبر لطريق الحرير التاريخي الذي يجري احياؤه من جديد .
هذا باختصار سبب بيان الصين الذي اصدرته قبل ايام ، وما يجري في تركستان الشرقية ،ناهيك عما يجري في آسيا الوسطى عموما ، وما ورد آنفا ليس سوى مثال من عشرات الامثلة على أنه لا ظهير للضعفاء في العالم ، وعلى رأسهم ثلثا مشرديه ، وهم المسلمون السنة .
(المصدر تركستان تايمز)