شدد نائب رئيس مجلس النواب التونسي، ونائب رئيس حركة النهضة التونسية، الشيخ عبد الفتاح مورو أن تهميش الشباب ودورهم في العالمين العربي والإسلامي “هو الذي يدفعهم للبحث عن بديل عند الجمعات التكفيرية، حيث يشعرون هناك بأن لهم مكانة وأنهم أصحاب قضية، رغم أنها قضية مفتراة على الدين الإسلامي”.
ورأى الشيخ مورو في مقابلة خاصة مع الأناضول في العاصمة اللبنانية بيروت، التي يزورها لإلقاء محاضرات وندوات علمية وثقافية، أن الفكر التكفيري الرافض للآخر “يجد مناخه المناسب عندما تعطل الدولة”، مطالبا علماء الدين أن “ينتقلوا من مرحلة الذم والشتم لهذا الفكر السيء الى مرحلة المجابهة بالحجة”.
وأشار أن الحجة في هذا الإطار ضرورية بالرغم من أن “أصحاب الأفكار التكفيرية لا يسمعون ولا يتقبلون الحجج لأنهم أغلقوا باب الحوار والعقل وحملوا السلاح على الأعزل والضعيف والمسكين واستحلوا دماء الناس جميعا”.
وأوضح الشيخ مورو أنه “لا يمكن مجابهة هذا التيار (التكفيري) إلا بنخبة من مفكرينا ومثقفينا وعلمائنا وأصحاب الرأي ورجال الإعلام والثقافة والفنون، يجب على هؤلاء أن يجتمعوا ليثبتوا أن هذا الفكر لا أثر له في مجتمعاتنا”.
وشدد على ضرورة تجنيب الشباب أن “يُفتنوا بأطروحات أصحاب هذا التيار، لكي لا يكونوا لقمة سائغة لفكر يقدم نفسه على أنه الحقيقة الدينية، إلا أنه ليس كذلك بل هو افتراء على الدين”.
وتابع “نحن اليوم نرى شبابا متعلما من أصحاب الشهادات العليا، يتركون أهلهم وعلمهم لينضموا الى أصحاب الفكر التكفيري”، مشيرا أن السبب في ذلك “كون هؤلاء الشباب يفتشون عن مرجعية وزعامة ومكانة، لأنهم مهمشون في مجتمعهم ورأيهم غير مسموع وغير محترم”.
وأضاف مورو “نحن الكبار قد نسينا شبابا وأخذنا حقنا وحقهم دون أن نعطيهم الفرصة ليبلغوا في مجتمعاتهم”، مشددا أن “التنمية والثقافة والفكر السياسي والتطور رهينة عند الشباب، ولكن علينا إعطاؤهم الفرص”.
وقال “إذا أردنا أن نحميهم من الفراغ فلنعطهم معنى للحياة، بأن نؤهلهم ليساهموا في بناء مستقبلهم”، معتبرا أنه بهذا “يمكن أن نغلق فم داعش وكل أمثالها”.
المصدر: وكالة الأناضول.