الشيخ صافي الأخرس محرر مدينة جرابلس من الاستعمار الفرنسي
كاتب الترجمة: حسن عبد الحميد
كان العَلم الفرنسي يحيّا يوميا مع الموسيقى أمام البلدية في مدينة الباب فثار الطلاب وهجموا على مقر المليس المتركز في دار حسن العلاك شرقي المنشية وجرت معركة حامية مع جنود فرنسا
وأسر الشعب جنود المليس ولولا حماية الزعيم الوطني عبد القادر رحمو لذبحوا ذبح النعاج
وأكثر الأسرى موظفون عند فرنسا وهم من أبناء الوطن ومنهم من بلدة الباب بالذات
وتجمع المجاهدون وأرادوا السير إلى جرابلس لإنزال العلم الفرنسي من السراي
ودع الزعيم الوطني المجاهدين وأمن لهم أداة الركوب من خيل وسيارات
وسارت الجموع بقيادة رجل بسيط يعمل في تبيض الأواني النحاسية .
ذهب الشيخ صافي الأخرس إلى جرابلس
وأشعل معركة حامية مع جنود فرنسا ثم أنزل العَلم الفرنسي من على السراي واستشهد واحد من آل عمرو من الباب وحمل إلى بلده ودفن فيها وودفن من دفن في مدينة جرابلس رحمهم الله
عاد الشيخ صافي إلى الباب مكللا بأكاليل النصر وبنى مسجدا عرف باسمه جامع الشيخ صافي ويسمى اليوم جامع النور وأشرف عليه الداعية المجاهد الشيخ عبد الباسط كريدي حفظه الله .
وتابع الشيخ صافي عمله يزور تركيا بين الحين والآخر وهو يتقن اللغة التركية كأبنائها ويسمى شرشي ويحمل بضاعته على الدابة ويدخل تركيا قشقق
دخل مرة قرية على الحدود فسمع صراخا وبكاء وقالوا بنت سقطت في البئر سمى الشيخ الله سبحانه ونزل البئر وأخرج البنت حية يحملها على أكتافه ودارت الأيام ومرّ الشيخ بالقرية وسمع الزغاريد فقالوا له هذا عرس البنت التي أنقذتها من الموت وأخرجتها من البئر رحمة الله عليه
وللعلم لهذا المجاهد ابن أخ اسمه الشيخ مصطفى الأخرس رحمه الله وهو رجل من الصالحين ويعمل سائق شاحنة بين سوريا والكويت ركبت مرة معه في السيارة من حلب إلى الباب وكان يردد على مسامعي يجب أن يكون لك شيخ ؟
قلت: لي شيخ قال : من هو؟
قلت مصطفى السباعي
قال : شيخك على راسي
والحاج مصطفى الأخرس شيخ الكرم في مدينة الباب وموائده الأسبوعية عامرة بالفقراء والمساكين وله معارف منهم الوزير الكويتي يوسف الرفاعي وقد زاره مرارا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
كان الشيخ مصطفى الأخرس حقا رجلا صالحا يطعم ولا يطعم ولايأكل الدنيا باسم الدين لباسه بسيط وطعامه من عرق جبينه ولسانه لايفتر عن ذكر الله وجسمه رياضي قوي
كان عونا للضعفاء حضرت مرة مائدته الصباحية التي ملأت جوانب الدار أكل بسيط ووجه باسم وكان كثير السفر للحج والعمرة توفي رحمه الله 1987
الرجل يمثل التصوف الحقيقي العملمي رحمة الله عليه وقد أثنى على أستاذي وشيخي مصطفى السباعي ثناء عاطرا قائلا أليس هو القائل في مرضه : إحملوني إلى الحبيب وروحوا واطرحوني بباه واستريحوا رحمهم المولى
رحم الله الشيخ صافي المجاهد البطل ورحم شهداء مدينة جرابلس ورحم المولى أخانا وحبيبنا الحاج مصطفى الأخرس ولا ننس أن بين آل الأخرس وآل الخضر قرابة ومصاهرة فالشيخ صافي ابن خالة والدي الحافظ لكتاب الله رحمه المولى وأسكنه فسيح الجنات
آمل من الدعاة الكبار والصغار أن ينشروا على الأسماع مايعرفونه عن دعاة عاشوا مغمورين وماتوا بصمت دون أن تسلط عليهم الأضواء فقد ماتت مغنية في أوربا أقيمت لها حفلات التأبين وسميت باسمها مدارس واستشهد زاهر شرقاط وقتل غدرا ولسان حاله يقول أضاعوني وأي فتى أضاعوا فقد ترك الشهيد زوجة وأولاد فهل سأل عنهم أحد
فعلا نحن أمة لاتستحق الحياة غيرنا يبني الدول ويقيم الحضارات ونحن نفكر بالغنائم والمسروقات ونريد أن يخدمنا الإسلام بدل أن نخدمه قال والدي رحمه الله لبدوي يعيش في الصحراء وكانت الأيام أيام انتخابات من سنتخب فقال : الشيشكلي ينطينا طحين !
كم من طلاب العلم من يأكلون باسم الدين وينطقون بهديه ويأخذون المعاشات من فضلاته ولاتستغرب إذا تقاسموا وظائف الإفتاء والعمادة وحسبنا الله ونعم الوكيل
أختم بسؤال:
من هو الشيخ نافع شامية؟
من هو الشيخ عدنان السرميني؟
من هو أحمد قطيع؟ من ومن ومن !!
أقول قولي هذا وأستغفر الله
وفرجك ياقدير
(المصدر: رابطة العلماء السوريين)