الشيخ سالم الشيخي يدعو لإطلاق وثيقة المعلوم من الدين بالضرورة
طالب عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء الأوروبي الدكتور الشيخ سالم الشيخي، علماء الأمة بإطلاق وثيقة “المعلوم من الدين بالضرورة“، وذلك خلال ندوة نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية القطرية بعنوان “حفظ الدين المقصد الأعلى من مقاصد الشريعة”.
وشدد الشيخ الشيخي أن العلماء بحاجة الى التحصن والتخندق وراء هذا الإجماع حتى لا يفتح الباب لأي “زنديق مأول” أن يأتي ويؤول الآيات ويستنتج لنا من الأحكام؛ الأمر الذي يبطل من خلاله ما يتعلق بالمعلوم من الدين بالضرورة.
حكم مخالف وثيقة المعلوم من الدين بالضرورة؟
أضاف الشيخ، “علينا أن نستشعر جميعاً أن الأمة تعيش في خطر حقيقي، وأمام مد خطير لم يعد يستهدف القضايا الجانبية أو القضايا التكميلية، داعياً العلماء جميعاً أن يجتمعوا في مجمع عام ليتعاهدوا على وثيقة المعلوم من الدين بالضرورة.
إلى ذلك، حذر الشيخ أن من يخالف الوثيقة وينكرها لا علاقة له بالدين مهما كان مسماه ولقبه ومهما كبرت عمامته أو صغرت؛ وهو خارج عن ملة الإسلام بشكل واضح، وذك لكي لا يحصل العبث في مثل هذه المسائل، ولا يحصل المساس بالخط الأخير في الدفاع عن الدين وهو المعلوم من الدين بالضرورة.
وأكد الشيخ الشيخي أن حفظ الدين يُقصد به حفظ المصلحة المتعلقة بدين الإنسان بشكل مباشر، وأن كل أحكام الشريعة يمكن أن توصف بأنها حفظ للدين لكن المقصود بحفظ الدين في اصطلاح العلماء ما تعلق من حفظ المصلحة المتعلقة بتدين الإنسان جلباً أو دفعاً للمفسدة.
مقامات الدين الإسلامي
أشار الشيخ الشيخي أن المدخل النبوي لتعريف الدين قائم على مقاماته الثلاث – الإيمان والإسلام والإحسان-، وعليه يمكن أن يكون الدين وضع إلهي يُرشد الى الحق في الإيمان والعقيدة والى الصواب في والمعاملة، وإلى الخير في الأخلاق والسلوك ويكون بهذا يستقي مفهوم الدين مع ما ذكره صلى الله عليه وسلم في المقامات.
وأوضح د. الشيخي أن التحدي الذي تواجهه الأمة اليوم لم يعد يتعلق بالأمور المندوبة او التحسينية في ديننا ولا الأمور التكميلية، فالحملة باتت على المعلوم من الدين بالضرورة من الإلحاد الذي يشكك في وجود الله الى التأويلات الباطلة والزندقة الفاسدة التي تشكك في الأنبياء وقصصهم وفي الغيب وفي حكم الصلاة وحكم الصيام وحكم الزكاة وحكم الحج، إلى الطعن العميق في الاحكام التشريعية المتعلقة بالأسرة وتكوينها، وكذلك المتعلقة بالعلاقات وبالأحكام والمعاملات من قضايا الربا والرشوة.
في غضون ذلك، قال الشيخ: “هي حملة كبيرة تستهدف المعلوم من الدين بالضرورة”، وأن المطلوب من أهل العلم أن يجعلوا من المعلوم من الدين بالضرورة الحصن الأخير الذي يدافعون عنه، والعمل على تسمية الأشياء بمسمياتها.
المصدر: الاتحاد