https://youtu.be/NIjyxKPDGHY
قال الداعية الإسلامي والإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ حمد السنان: يحرص أعداء الإسلام على صناعة إسلام مفرغ من حقائقه ومعانيه، ومسلمين يدينون بهذا الإسلام الفارغ ويدعون له ويبشرون به، ويعينهم على ذلك المغفلون من أبنائه والموظفون عند أعدائه، وأعني بالإسلام المفرغ هو المحصور في المسجد والمقصور على المواسم، ووظيفة رجاله الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة في حدود المسجد، فإن خرجت من المسجد دخلت إلى البيت فلم تتعد حدود العلاقة الزوجية من نكاح أو طلاق أو ميراث، وهذا هو الإسلام الذي ينادي به أعداؤه ويتابعهم على ذلك أبناؤه ممن يكتبون في كتاباتهم ألا سياسة في الدين وأن الدين طهارة والسياسة قذارة، فلا ينبغي أن نجمع الطهارة مع القذارة، وأنه لا ينبغى للدعاة والعلماء أن يلوثوا أنفسهم ودينهم ويخوضوا في أوحال السياسة، ومن مثل هذه المقولات الفارغة التي تنادي بإسلام عاجز محنط ذليل يتحكم في أبنائه كل من لا خلاق له في الدنيا ولا في الآخرة، والعجيب في ذلك أن من يردد مثل هذه المقولات هو نفسه من قرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في صغره، ودرس أن أول ما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وضع الصحيفة، وهي دستور الحكم الذي يبين طبيعة العلاقة بين مجتمع المدينة من الأوس والخزرج والمهاجرين وقبائل اليهود، وكذلك علاقة دولة المدينة الجديدة بقبائل الجوار.
وتابع السنان: فإن كان ذلك كذلك فهل يعقل أن يقرب أفضل الأنبياء والبشر أن يقرب الطهارة من القذارة؟ وهل يعقل أن يخوض خلفاؤه من بعده فيما أسماه البعض وحل السياسة؟ ومن العجب أن من يردد بعض المقولات من يقرؤون القرآن ويقرأ فيما يقرأ (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ {50}) (المائدة)، فأي وجه حمله عليه هؤلاء حتى يقولون مقالاتهم؟ وأعجب من ذلك أن هؤلاء يقرؤون قول الله تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) (الشورى: 10).
(المصدر: مجلة المجتمع)