الشيخ المعمر الفقيه أحمد الدوغان الأحسائي
إعداد فياض العيسو
( 1332 هـ ـ 1911 م )
( شيخ الشافعية بالأحساء )
اسمه ونسبه:
هو الشيخ المعمر الفقيه الشافعي الزاهد الورع أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حسين الدوغان الأحسائي الخالدي ( المهاشير ) .
كان والده من طلاب العلم ، مستمع محب … أما جده محمد فقد كان عالما ، وكذلك جده الأعلى حسين ، كان من العلماء .
مولده ونشأته:
ولد الشيخ سنة 1332 هـ ، في حي الكوت في مدينة الأحساء ، ونشأ فيها ، وتلقى العلم على علمائها
شيوخه:
الشيخ محمد بن حسين العرفج الشافعي ( 1287- 1360 هـ ) ،
والشيخ أحمد بن محمد العلي العرفج الشافعي ( 1280- 1357 هـ ) ،
والشيخ عبد العزيز بن صالح العلجي المالكي ، المولود في الأحساء سنة 1288 هـ ، والمتوفى عام 1362 هـ ، والذي تلقى العلم على العلماء ، حتى أصبح من كبار علماء الأحساء ، في الفقه المالكي والنحو ، له منظومة في الآداب والأخلاق ، ومنظومة في الفقه ، بعنوان: بغية الطالب النبيه ، 3000 بيتا في العبادات ، وكان الأولاد يحفظونها .
وبعد وفاته تتلمذ على تلميذه الشيخ محمد العبد اللطيف .
إجازاته:
أجازه كل من: الشيخ المسند محمد ياسين الفاداني ، والشيخ المحدث عبد الفتاح أبو غدة ، والشيخ المفسر المحدث عبد الله سراج الدين الحلبي ، رحمهم الله تعالى ، وغيرهم من العلماء .
ويقال ان بينه وبين السيد أحمد بن زيني دحلان مفتي مكة ، المتوفى بالمدينة المنورة عام ( 1304هـ/ 1886م ) رحمه الله ، رجل واحد وهو شيخه الشيخ محمد بن حسين العرفج رحمه الله … كما أخبره زميله الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخطيب رحمه الله وهو من تلاميذ الشيخ العرفج أيضا .
ولديه سند في كتب الفقه الشافعي يتصل بالإمام الشافعي رحمه الله وأئمة المذهب .
من زملائه وأقرانه:
الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخطيب الشافعي وكان كفيف البصر ، ويحفظ متن الزبد في الفقه الشافعي ، وألفية ابن مالك في النحو .
من تلاميذه:
تتلمذ على الشيخ أحمد عدد كبير من طلبة العلم من داخل الأحساء وخارجها , فمن أبرز طلابه الأحسائيين: ابناه الشيخ الدكتور محمد والشيخ عبد العزيز , والشيخ وليد بن عبد اللطيف العرفج وأخوه الشيخ الدكتور أحمد , والشيخ عبد اللطيف بن عبد الله السعيد العرفج , والشيخ عبد اللطيف بن محمد العرفج , والشيخ الدكتور عبد الإله بن حسين العرفج , والشيخ الدكتور عصام بن عبد العزيز الخطيب , والشيخ الدكتور محمد بن عبد الله الجغيمان , والشيخ محمد بن عبد الله الدوغان , والشيخ لؤي بن عبد الله السيد الهاشم , والشيخ ماهر بن عبد اللطيف الجعفري , والشيخ محمد بن إبراهيم أبو عيسى العمير , وغيرهم الكثير , وتتلمذ عليه آخرون من الكويت وسوريا والسودان وغيرها … وأجازهم جميعا … كما حضر عنده السيد إبراهيم خليفة الأحسائي حفظه الله .
إجازته لي:
استجزته فأجازني بقوله: أجزتك بما أجازني به مشايخي …
وذلك بحضور ولده الشيخ عبد العزيز ، وابن أخته الشيخ عصام الدوغان .
كما أجاز سابقا كلا من: الشيخ المحدث محمد عوامة ، والشيخ مجد مكي ، والشيخ سلمان بن عبد الفتاح أبو غدة ، الحلبيين ، والشيخ محمد عبد الله الرشيد وابنه نواف ، حفظهم الله ، وغيرهم من العلماء وطلاب العلم .
رحلاته:
ذهب إلى الهند في وقت الفقر ، ولم يحصل على وظيفة هناك … وكان يدرس صغار السن ، أجرة كل واحد الشهر كامل بربيتين .
( ابتلينا بالفقر ، والآن في نعمة عظيمة ، لا نحصي ثناء عليه ( من كلام الشيخ حفظه الله ) .
وفي الهند استفاد من الشيخ أسعد الله الهندي ، في القرآن وعلومه والتجويد والقراءات .
ورحلاته إلى الحجاز كثيرة .
كما ذهب إلى سورية لزيارة العلامة الشيخ المفسر المحدث عبد الله سراج الدين ، رحمه الله ، والشيخ الدكتور زهير الناصر ، حفظه الله ، في حلب .
محفوظاته:
حفظ القرآن الكريم في صغره .
كما حفظ متن الزبد في الفقه الشافعي ، وحفظ من ألفية ابن مالك 300 بيتا .
أعماله:
درس في المدرسة الابتدائية بالأحساء مدة 25 سنة .
كما درس الفقه الشافعي لعدد كبير من طلاب العلم في الأحساء وخارجها .
حج واعتمر كثيرا … وهو زاهد ورع متواضع لا يرى نفسه .
وصية لطلاب العلم:
طلبت منه وصية لطلاب العلم ، فقال:
أوصيكم بتقوى الله وطاعته وطلب العلم والعمل الصالح وإخلاص النية .
ثناء العلماء عليه:
قال عنه الشيخ المحدث المحقق محمد عوامة حفظه الله:
وفي مدينة الأحساء: بقية السلف الصالح شيخنا العالم العامل القدوة المعمَّر الشيخ أحمد دوغان حفظه الله وعافاه ، ربّى أجيالاً خلال عدة عقود ، يُعتمد عليهم في الفتوى في الفقه الشافعي ، أقرَّ الله عين الشيخ بهم .
وقال تلميذه الشيخ الدكتور عبد الإله العرفج حفظه الله ، والذي لازمه لمدة تزيد عن الثلاثين سنة:
( فلما أراد الله بث الروح من جديد في المدرسة الشافعية ، وأخصها بالذكر لأنني أحد أبنائها ، اجتمع نفر قليل من الراغبين في تحصيل العلم عند مؤسس المدرسة الشافعية الأحسائية شيخنا الشيخ أحمد بن عبد الله الدوغان ، وهو أحد طلبة جدي الفقيه الشيخ محمد بن حسين العرفج ، وكان ذلك عام 1395 هـ تقريبا ، والتحقت بركاب المدرسة الشافعية عام 1398 هـ ، ومنذ ذلك الحين والمدرسة الشافعية منطلقة بهدوء وتؤدة رغم ما يقف أمامها من عقبات ، ومن الملاحظ كذلك تصاعد نشاط المدارس الشرعية الأخرى كالحنفية والمالكية ، وألمس تناميا لفكرة التمذهب من جديد ، خصوصا بعدما عانى كثير من الناس من فوضى الإفتاء والاجتهاد في الدين بدعوى الاعتماد على الكتاب والسنة ، ولي كتيب صغير عن المذهب الشافعي في الأحساء … ).
وقال أيضا:
شيخنا الفقيه الشيخ أحمد بن عبد الله الدوغان الشافعي الأحسائي, وهو الذي تصدى لنشر العلم الشرعي والفقه الشافعي في الأحساء, وبذل نفسه ونفيسه له, فنفع الله به البلاد والعباد, وألحق به الأحفاد بالأجداد, فهو شيخنا ومعلمنا وقدوتنا, وعن طريقه اتصل سندي العلمي بعلماء الإسلام الكبار , كالشهاب ابن حجر الهيتمي والشمس الرملي, وهو أحد طلبة جدي الشيخ محمد بن حسين رحمه الله , وقد لازمت شيخنا طويلا منذ أن كان عمري ثلاث عشرة سنة إلى تاريخ تحرير هذه السيرة , وقد أكرمني الله عز وجل بالاستفادة منه كثيرا, فقها ونحوا وفرائض وسيرة وخلقا وتربية , وقد أجازني إجازة عامة عن مشايخه .
ومن الكتب التي درسها وأقرأها:
o عمدة السالك وعدة الناسك للشيخ أحمد بن النقيب في الفقه الشافعي .
o شرح منظومة الزبد للشيخ أحمد بن حجازي الفشني في الفقه الشافعي .
o الإيضاح في مناسك الحج للإمام النووي .
o فتح المعين للشيخ زين الدين المليباري في الفقه الشافعي.
o فتح الوهاب للقاضي زكريا الأنصاري في الفقه الشافعي .
o كفاية الأخيار للشيخ تقي الدين الحصني في الفقه الشافعي.
o الإقناع للشيخ الخطيب الشربيني في الفقه الشافعي.
o مغني المحتاج شرح المنهاج للشيخ الخطيب الشربيني في الفقه الشافعي.
o فتح الجواد شرح الإرشاد للشيخ ابن حجر الهيتمي في الفقه الشافعي.
o طبقات الشافعية للشيخ تاج الدين السبكي في تراجم علماء الشافعية… وغيرها من الكتب .
د. عبد الإله العرفج ( أحد تلاميذ الشيخ النجباء ) .
*****
وبعد:
فهذا موجز من سيرة العلامة الفقيه الزاهد بقية السلف الصالح … مفتي الشافعية بالأحساء .
الشيخ أحمد بن عبد الله الدوغان أطال الله في عمره .
الذي كانت له إلى عهد قريب حلقات علمية يدرس فيها القرآن الكريم والفقه الشافعي والفرائض والنحو . وأسرة الدوغان من أهل الأحساء المحترمين هم خوالد ، وسمعت أن لديهم نية لبناء مجلس خاص للأسرة .
وهم أصحاب مدرسة الروحاء ( المدرسة الشافعية بالأحساء ) وعالمها الجليل الشيخ أحمد الدوغان وباقي المشايخ حفظهم الله .
وقد عرضت هذه الترجمة على الشيخ الدكتور عبد الإله العرفج ، فأضاف إليها إضافات طيبة ، وكتب إلي:
أثابكم الله أخي الكريم , وهي خطوة مهمة بلا شك , وستتلوها خطوات أخرى إن شاء الله ،
بارك الله في جهودكم ووفقكم للخيرات .
محبكم: عبد الإله العرفج .
مصادر الترجمة:
فضيلة الشيخ المترجم له ، وابنه الشيخ عبد العزيز ،وذلك خلال لقائي بالشيخ حفظه الله ، في منزله بمدينة الأحساء بتاريخ: عصر يوم السبت 10 شعبان 1430 هـ / الموافق 1 / 8 / 2009 م .
مع إضافات مفيدة من تلميذه الشيخ الدكتور عبد الإله العرفج ، والدكتور خالد الحليبي في كتابه: الشعر الحديث في الأحساء صفحة 32 ، كما ترجم له الأستاذ معاذ المبارك في كتابه: شخصيات من بلادي .
(المصدر: رابطة العلماء السوريين)