مقالات المنتدى

الشعوب وموقفها الرمادي من غزة..!!

الشعوب وموقفها الرمادي من غزة..!!

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( وَقَالُواْ رَبَّنآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا )… وفي سورة الأحزاب مرة أخرى.. ولكن هذين النصين منها، يتحدثان عن الجماهير والشعوب، التي تتبع أمراءها وسادتها من الحكام والملوك.. والذي يتابع تحرك الجماهير، خاصة في دول الطوق التي تحيط بدولة الإحتلال، يرى أن هذا التحرك، حتى الآن، لم يتجاوز مرحلة التعاطف، إلى ساحة الفعل الأكثر أهمية، إلاّ في حالات فردية ومحدودة..
لتلك الشعوب، وهؤلاء الجماهير، نستحضر هذه النصوص، للتذكير من ناحية، ولإقامة الحجة من ناحية ثانية.. فحينما يجتمع الخصوم بين يدى الله يوم القيامة، وحينما تجتمع غزة المقتولة ظلماً وجوراً، بخصومها، سواء أنظمة أو شعوب، يومها ماذا سيكون حال هؤلاء الخصوم..؟؟
النصوص هنا، تظهر صورة من المشهد، ومحاولة بائسة من الدفاع عن النفس، يقوم بها الناس الذين اتبعوا حكامهم، سواء كانوا من عوام الناس، أو من علماء السلطان الظالمين.. يومها، يحاولون التبرأ من فعلهم، وإلقاء التهمة على حكامهم.. لكن الله سبحانه لا تخفى عليه خافية، فهو الذي يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور.. فهم يحاولون التبرأ من كل قطرة دم سالت من أهل غزة.. فيطلبون من الله أن يعذب هؤلاء السادة والحكام، تعذيباً قاسياً ومضاعفاً، وأن يطردهم الله من دائرة رحمته.. ولكن الصاعقة تنزل عليهم، وهم في النار، فيرد الله سبحانه على طلبهم بقوله تعالى ” حَتَّىٰٓ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰٓؤُلَآءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ ٱلنَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّۢ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ..”..
للجماهير التي تحيط بفلسطين.. إلى متى سيبقى حدود حراككم لا يتجاوز الحناجر والصراخ، وأنتم تهتفون ” بالروح بالدم نفديك يا فلسطين..”
أي فداء هذا بالروح، وبالدم، وأنتم ما زلتم في دائرة التعاطف فقط..؟؟ رغم أن هذا التعاطف جيد، ولكنه غير كافٍ أمام هذه الإبادة التي تحصل في غزة.. إن مشهد يوم القيامة، يجعل الولدان شيباً.. فهل غاب هذا المشهد عنكم أمام حكامكم وزعمائكم..؟؟
ما هو حالكم، حينما يسألكم الله عن دم غزة، ووجوب نصرتها بفعلٍ أكثر من المظاهرات، والتي تأتي على استحياء أحياناً، وللشعور بإراحة الضمير من ناحية أخرى.. ذلك اليوم قادم لا محالة، ذلك اليوم، الذي تَذْهل كل مرضعة فيه عما أرضعت.. وترى الناس فيه سُكارىٰ، وما هم بسكارىٰ.. ولكن عذاب الله شديد.. ما هي الإجابة التي سنقدمها لله سبحانه، عندما يسألنا عن إخوة لنا في الدين، استنصرونا ولم ننصرهم كما ينبغي، وكما يجب أن تكون النصرة..
إن فكرة تذكير الشعوب بواجبها الحقيقي، وتحريضها على الإحتلال هو واجب شرعي، وهذا أقل ما نفعله، معتقدين أنه يجدد إيمان الشعوب، وربما يعمل على إفاقتها من سُبَات سكرتها.. ” حرّض المؤمنين على القتال..”.. حالة الحصار التي تفرضها الأنظمة على الشعوب، أظنها ليست مبرراً، لعدم تطوير الفعل من تظاهرة ضد الاحتلال، إلى ما هو أكثر إيلاماً لهذا العدو المجرم، الذي لا يهدد غزة وحدها، بل يهدد وجود كل مسلم موحّد بالله.. وهذا هو حقدهم الدفين من خيبر وبني قريظة وبني النضير.. فقبل أن نقف بين يدى الله سبحانه.. لا بد من خطوة تنجينا من عذاب أليم.. وإلا فإن العاقبة قاسية.. ويومها ” ولّآت حين مناص “..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح البراءة من الأنظمة الفاسدة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

 

إقرأ أيضا:رجال الله في غـ زة..!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى