الريسوني: ليس لعيوش أدنى أهلية معرفية ليتكلم عن القرآن
1– أثارت مقاطع من بعض “المقررات الدراسية” بالدارجة جدلا واسعا سواء على مستوى وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي، كيف تقيم ما يثار حول هذه المقررات؟
هذا أولا رد فعل يعزز اليقظة الإيجابية والفعالية الاجتماعية، وروح المبادرة، التي أصبح عامة الناس، وخاصة الشباب، يتحلون بها. يجب أن تنتهي الحالة التي يقف الناس فيها موقف المتفرج العابر مما يُفعل بهم، بل منهم من لا يعطي حتى الاهتمام للمتابعة والتفرج. لا ينبغي أن نبقى في محل المفعول به المنصوب، أو في محل الإسم المجرور بأي أداة من أدوات الجر، بل يجب أن نكون فاعلا مرفوعا. نحن جميعا مسؤولون عن مستقبلنا، ومستقبل أبنائنا، ومستقبل تعليمنا، ومستقبل وطننا ومجتمعنا. وفي القضايا المصيرية والقضايا المجتمعية، لا ينبغي التعويل على البرلمان أو الحكومة أو المعارضة.
2- بالنسبة لك هل يعد هذا الأمر عاديا، وهل إدراج “أسماء علم” لحلويات أو أكلات أو ملابس مغربية في مقرر دراسي بالسلك الابتدائي يعود لمبررات بيداغوجية صرفة، وفق تعبير بلاغ وزارة التربية الوطنية، أم أن الأمر وراءه هدف ما؟
أنا أعتقد أن ردة الفعل ضد “دس بعض المفردات العامية” في الكتاب المدرسي، محكومة بسياق نعرفه جميعا وهو وجود دعوات ومحاولات حثيثة لتدريج لغة التعليم كلية، أو بالأحرى لتدريج ما أبقته الفرْنَسة. فهذه الكلمات العامية القليلة ينظر إليه الآن على أنها بداية مسار تدريجي سيمحي اللغة الفصيحة، ويُحل محلها لغة السوق ولغة الزنقة، ولغة التمثيليات… ولو كانت فلتة معزولة أو تعبيرا استثنائيا لتمليح الشرح والبيان، لقلنا لا بأس بها، ولكن السياق لا يسمح لنا بهذا التغافل، فالسياق هو سياق التحرش باللغة العربية بغية اغتصابها.
ولذلك فإن ما أقدمت عليه الوزارة الوصية هذه السنة هو تدشين فعلي لمخطط طويل الأمد هدفه تنحية ما تبقى من اللغة العربية في التعليم المغربي، بعد أن زحفت اللغة الفرنسية، في غضون السنوات الأخيرة، على مساحات واسعة من المقررات المدرسية المغربية.
3- علق نور الدين عيوش في مقطع مرئي على الجدل حول المقررات التي تضم عبارات بالدارجة بقوله: “لم ينزل القرآن باللغة العربية، بل باللغة التي كانت في مكة تتكلم بها قريش، ليفهم الجميع”، وأضاف عيوش “اللغة العربية ليست مقدسة، ولي قالها: حمار”. مردفا “القرآن الكريم كتاب مقدس لأنه أنزل من الله سبحانه وتعالى“. ما تعليقكم؟
ليس لعيوش أدنى أهلية معرفية ليتكلم عن القرآن الكريم، ولا يليق بي الرد على جهالاته التي يعرف الجميع تفاهتها.
وما دام الرجل “يفهم” في الحداثة والتقدم وشؤون العصر، كان عليه أن يدعو المغرب لتبني اللغة الإنجليزية وإحلالها محل اللغة الفرنسية، بدل لغة الزنقة التي نتعلمها ونستعملها جميعا، دونما حاجة إلى مدرسة ولا وزارة تعليم.
(المصدر: هوية بريس)