مقالاتمقالات مختارة

الديوبندية

الديوبندية

بقلم عبد الرحمن محمد جمال

ضمن سلسلة الدروس الفكرية والتربوية التي يلقيها سماحة الأستاذ المفتي محمد قاسم القاسمي حفظه الله للعلماء أسبوعيا يوم الإثنين فقد عرّف الديوبندية في ضوء كلام العلامة أبي الحسن الندوي رحمه الله، فقد قال السيد في كلمة ألقاها في الحفل المئوي لجامعة دار العلوم ديوبند: إن الديوبندي من يتصف بهذه الأمور الأربعة:
١- التوحيد الكامل والحمية الدينية.
٢- اتباع السنة.
٣- التزكية والإحسان، وتوثيق الصلة بالله.
٤- التحمس لنشر إعلاء كلمة الله.
وإذا تتعبنا حياة الرعيل الأول من هذه المدرسة وجدنا أنهم كانوا متصفين بهذه الأوصاف الأربعة اتصافا تاما حيث لم يألوا أي جهد لنشر عقيدة التوحيد الصافية النقية من الشوائب، وكانوا يتبعون سنن الهدى دقها وجلها، وكانوا ممن تحلوا بالفضائل وعلى جانب كبير من الزهد والتقشف والجهاد والإخلاص والتجرد والتفاني في سبيل نشر العلم وإعلاء كلمة الله حتى استطاعوا أن يقفوا في وجه التحديات التي كانت تعصف بالمسلم الهندي بعد أن أنشب الأخطبوط الإنجليزي أظفاره في المجتمع الهندي وأجلب بخيله ورجله لمحو كل ما يمت إلى الإسلام بصلة.
فالديوبندية ليست حزبا ولا فرقة جديدة تتبنى أصولا وقواعد خاصة بل هي نفس أهل السنة والجماعة مع الالتزام التام بكل ما ثبت من القرآن والسنة والسلف الصالح.
من طالع حياة علماء ديوبند لم يجد أي نوع من الانحراف عن جادة أهل السنة والجماعة، بل تحمس وتجرد لنشر إعلاء كلمة الله ونشر الإسلام الصافي النقي.
ومن ميزات ديوبند أنها تعمل أكثر مما تقول، تهتم بالحقيقة أكثر من الظاهر والشكل، وليست لها دعايات كثيرة شأن كثير من الأحزاب والجماعات.
ومن ميزاتها أنها لا تنتمي إلى أية حكومة أو حزب سياسي بل لها استقلاليتها في كل شيء، وتسير على أساس التبرعات الشعبية. وعلى هذا الأساس فإن الديوبندي صريح في قوله لا يعرف المجاملة والتملق لأنه لا يتوقع من أي حكومة أو حزب أي دعم مالي فلا يخاف لومة لائم في بيان الحق أمام السلطان الجائر آخذا بالحكمة والموعظة الحسنة التي أمر الله بها.

(المصدر: قناة د. وصفي أبو زيد على التيليجرام)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى