مقالاتمقالات مختارة

الدعوة الإسلامية إعلام وإقناع في وقت واحد

الدعوة الإسلامية إعلام وإقناع في وقت واحد

بقلم الشيخ محمد خير رمضان يوسف

الدعوة الإسلامية إعلام وإقناع في الوقت نفسه فليس الهدف إلقاء كلمة التوحيد على أسماع الناس وتركهم يفسّرونها كيفما شاؤوا دونما رعاية لهم ومتابعة أثرها فيهم .

       وليس الهدف من الدعوة بيان الأحكام الشرعية في الصحافة والإذاعة والتلفاز ثم الخلود إلى الراحة .

       إذ ما فائدة هذا كله إذا لم يتحول إلى تطبيق عملي يكسوبها الناس سلوكهم، ويلتزمون بها في معاملاتهم، ويربون عليها أبناءهم ويرشدون بها غيرهم؟

       إن الواجب يقتضي من الداعية أن يخترق شوارع الجمهور ويتعرّف على مشكلاتهم، ويتحسس آمالهم وآلامهم ، ويهتمّ بردودهم ومقترحاتهم ، ويساعد فقيرهم ويعاون محتاجهم، وليصغوا إليه ويسمعوا كلامه .

       وهذه المخالطة التي ندب إليها الإسلام، سبيل إيجابي وعنصر حيوي للإعلام؛ لأنها توفّر له جوًا مناسبًا للدعوة، يجدّد فيها أسلوبه بحسب فئات المجتمع ومشكلاتهم ، ويغذي عن طريقها معلوماته بمعرفة أحكام الإسلام فيها ، ويزداد بذلك خبرة .. يقول عليه الصلاة والسلام : «لاحليم إلا ذو عثرة ولاحكيم إلا ذو تجربة» (1).

       وبتبين مدى أهميّة المخالطة إعلاميًا في الجوانب التالية :

       1- ينبغي أن نعلم أولاً أن المخالطة من الدين، وهي الأمر المندوب إليه . يقول عليه الصلاة والسلام : «إن المسلم إذا كان يخالط الناسَ ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لايخالط الناسَ ولايصبر على أذاهم» (2).

       وينبه الإمام النووي إلى فضل الاختلاط بالناس، وحضور جمعهم وجماعاتهم ومشاهد الخير ومجالس العلم، ومجالس الذكر معهم ، وعيادة مريضهم وحضور جنائزهم، ومواساة محتاجهم وإرشاد جاهلهم ؛ وغير ذلك من مصالحهم لمن قدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقمع نفسه عن الإيذاء وصبر على الأذى ، ويقول :

       «اعلم أن الاختلاط بالناس على الوجه الذي ذكرته هو المختار الذي كان عليه رسول الله ﷺ وسائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، وكذلك الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من علماء المسلمين وأخيارهم، وهو مذهب أكثر التابعين ومن بعدهم ، وبه قال الشافعي وأحمد وأكثر الفقهاء رضي الله عنهم أجمعين» (3).

       2- وكان – عليه الصلاة والسلام – يعايش الناس ويغشى مجالسهم، ويدعوهم ويحذرهم مما هم فيه ، ولم يغب عن حياة المجتمع الجاهلي ، ولم يبتعد عما يعايشه من مشكلات . لقد عاش مع (المجتمع الذي سينقل إليه الدعوة عيشة المستوعب لثقافة البيئة دون أن يغامس حياة المجتمع في اتجاهاتها التي تؤثر مستقبلاً عليه ، فهو لم يغفل عنها ولم ينغمس فيها ؛ بل عاش حياة المجتمع الفاضلة ، فكان راعيًا للغنم عند أمه حليمة ، وكان راعيًا للغنم عند قريش على قراريط ، وكان تاجرًا معهم في السوق ، وكان قاضيًا لهم في مدلهمات الأمور عند وضع الحجر الأسود ، واشترك معهم في حلف الفضول .

       لقد عاش معهم الحياة الاجتماعية في مستواها العفيف ، وعاش معهم الحياة السياسية في مستواها العادل الواضح ، وعاش معهم الحياة الاقتصادية في مستواها الأمين الحلال ؛ ومع هذا فما سجد لصنم، ولا حلف باللات والعزى ؛ فهو لم يندمج كليًا فيغامس حياة المجتمع كلها ، ولم ينعزل عنها فيجهلها كلها ؛ لكنه كان منفتحًا على المجتمع كله بذاته وطهارته(3).

       3- وبقدر مايكون الداعية ملتزمًا بآداب المعاشرة وعارفًا بالأصول والأعراف ، يكون أنجح وأكثر تأثيرًا في مدعويه . وقد ذكر الحسن بن علي عن خاله هند بن أبي هالة بعض الجوانب عن معاشرة الرسول ﷺ يحسن أن نوردها ؛ فهو القدوة الحسنة .

       كان يخزن لسانه إلا فيما يعنيه ، ويؤلّفهم ولاينفّرهم ، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترز منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولاخلقه . ويتفقّد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس ،ويحسن الحق ويقبّح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر غير مختلف ، لايغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا . لكل حال عنده عتاد ، لايقصّر عن الحق ولايُجوزه . الذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة ، وكان لايقوم ولايجلس إلا على ذكر . وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ، يعطي كل جلسائه نصيبه ، لايحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه . مَن جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف . ومن سأله حاجة لايردّه إلا بها أو بميسور من القول ، قد وسع الناس بسطُه وخلقه فصار لهم أبًا وصاروا في الحق عنده سواء . مجلسُه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة ، ولاتُرفع فيه الأصوات ولا تُؤْبِنٌ(4) فيه الحُرَم ، يتعاطفون فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقّرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون فيه الغريب ؛ كان دائم البشر سهل الخُلق ، لين الجانب، ليس بعيّاب ولامدّاح ، يتغافل عما لايشتهي ، ولا يوئس منه ولايخيِّب مؤمِّله .

       قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإِكثار(5) ومالا يعنيه؛ ولايطلب عورة أحد ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ؛ وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا ، لايتنازعون عنده الحديث . من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أولهم ، يضحك مما يضحكون فيه ، ويتعجب مما يتعجبون به . قد صبر للغريب على الجفوة في منطقة ومسأله، حتى إن كان أصحابه يستجلبونهم(6)، ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة فارفدوه . ولايقطع على حديثة حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام(7).

       4- ويشير الدكتور منير حجاب إلى الجوانب التي ينبغي للداعية أن يلم بها في محيط الدعوة فيقول: يتضمن فهم هذا الواقع من وجهة نظر النظرية الإعلامية الإسلامية مجموعة عديدة من الجوانب هي :

       (أ) مدى إدراك البيئة لواقعها المتخلف عن تطبيق المبادئ الإسلامية مساعدة الداعية للبيئة على إدراك هذا التخلف من أهم العوامل نحو تغييرها ؛ ولهذا يجب أن يتجه الداعية إلى استثارة الأهالي للتفكير في شؤون مجتمعهم وتنظيم جهودهم المشتركة لمواجهة احتياجاتهم وعلاج مشكلاتهم وإثارة وعيهم ، وتحريك هذا الوعي في اتجاه التطبيق الإسلامي الصحيح للمبادئ الإسلامية .

       (ب) إدراك الداعية للدعوات الأخرى المحيطة به ومعرفة ماهيتها وحدودها ومافيها من سقطات وتغيرات . ويشمل ذلك كل الدعوات الهدامة والمذاهب السياسية والاقتصادية حتى يستطيع إقناع الناس بباطلها وفسادها .

       (ج) إدراك الداعية لواقع التيارات الفكرية المعاصرة كاليسارية والليبرالية والتيارات الإقليمية أو القومية المحدودة .

       (د) إدارك الداعية لواقع الحركات الإسلامية المعاصرة والفرق المنشقة عنها ، بالإضافة إلى دراسة مؤسسات الدعوة الإسلامية القائمة كالجامعات ، ووزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية .. الخ .

       (هـ) إدراك الداعية لأحداث الحياة اليومية ووقائعها . وتنبع أهمية الأحداث من مقدرتها الهائلة على التأثير على الرأي العام بأكثر مما تملكه أية وسيلة اتصال(8).

       وهذه الأمور التي ذكرها الدكتور حجاب تبين مدى الإيجابية والفاعلية التي ينبغي أن يتحلى بها الإعلام المسلم وهو يقدّم رسالته إلى جمهور المستمعين أو المشاهدين .

       5- وتبدو الفائدة من المخالطة أن الناس عندما يحسّون بأنه يخاطب نفوسهم ويلامس تفكيرهم، يألفونه وتنشأ بينهم وبين حديثه صلة مودة وحب ؛ أساسها الثقة والتجاوب والمتابعة . وكأن روحه امتزجت بروح المستمعين أو المشاهدين. فهو حبيب يتمنى الخير والعز للجميع، ويخلص لهم وينصحهم ويتعاون معهم ويفيدهم . وتتولد هذه الثقة من صدقه في الحديث، وإخلاصه في خدمة مجتمعه واهتمامه بشؤون أفراده.(9)

       6- وقد كان للدعوة الفردية والرحلات التجارية إلى خارج البلاد الإسلامية أثر كبير في نشر الإسلام . فقد كان هؤلاء دعاة إلى عقيدتهم ، وسفراء لبلادهم ؛ يرون في تبليغ الدين متعة وسعادة لاتقدّر . ويرى الشيخ محمد أبوزهرة أن الدعوة الآحادية كانت تبلّغ بطرق ثلاثة :

       أولها: الاختلاط والائتلاف ، فالأليف يقرب أليفه ويدنيه .

       ثانيها : التبيين ؛ وذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مع تأليف القلوب والموعظة الحسنة .

       ثالثها : إزالة الأوهام التي تسيطر على الناس فيما يتعلق بالأوثان(10)

       إذاً فالإعلام بالدين ليس باللسان وحده ؛ بل إن السيرة الحسنة ، والتعاون المثمر، والتزاور، والخدمات الاجتماعية ، وإقامة المنشآت الخيرية ؛ كل هذا وغيره دعوة عملية للناس ، وتركيز واهتمام على النواحي الخيّرة لإصلاح المجتمع . قال تعالى : ﴿وَافْعَلُوْا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُوْنَ﴾(11).

       إن الوسائل العملية بجوار تبيين الحقائق الإسلامية تقرب النفوس وتشدّ القلوب إلى الدعاة أكثر..(12)

العناصر الحيوية في العلم والدعوة :

       ومما أكسب الإعلام الإسلامي الإيجابية والحركة الدائبة ، هو ترغيب المسلمين في العلم ، وبيان فضل الدعوة إلى الإسلام، وتوضيح كثير من الوسائل والأساليب الدعوية التي تعين الدعاة إلى الله على تبليغ الدعوة . فهذه ثلاثة أمور رئيسة في البحث :

1-     الترغيب في العلم :

       (أ) قبل أن أورد النصوص الواردة في هذا الموضوع ، أذكر أن الهدف مما أذكره هنا هو بيان إيجابية الإعلام الإسلامي ، بمعنى أن الترغيب في العلم ليس مقصورًا على عهد معين وأفراد معينين ؛ بل هو لكل مسلم ومسلمة . وهذا هو السر في أنه لاتوجد طبقة معينة في الإسلام هي التي يحق لها الفتيا في الدين وبيان شرائعه وأحكامه على نحو ماهو معهود عند النصارى واليهود مما يسمى برجال الدين ؛ بل هو حق لكل فرد في الأمة الإسلامية يرى في نفسه قابلية لأن يكون كذلك دون إذن أو تصريح معين . هذا من جانب .

       ومن جانب آخر يتوضح لنا أن الذي يتعلم العلوم الإسلامية عليه أن يبلغ ماتعلمه ، وينور المجتمع بما وهبه الله من العلم حتى تعم الفائدة . وإن لم يفعل وتعمد كتمان العلم فقد عصى ، وسلك طرائق من قبله ؛ مثل بعض العلماء في الأمم السابقة . قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِيْنَ يَكْتُمُوْنَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدٰى مِنْ بَعْدِ مَا بَيّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِيْ الْكِتَابِ أُولـٰـئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ﴾(13) . ويقول عليه الصلاة والسلام : «من سُئل عن علم فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار» (14).

       فهذا بيان أمر الإيجابية في الإعلام .

       تعلُّم العلم ، وتعليمه !

       (ب) غدا من المفروغ منه أن الإسلام يدعو إلى العلم والتعلم ، فهو الدين الذي أول مانزل في دستوره :

       «اقرأ» . والجهل أحد أسباب الكفر، فمن جهل شيئًا عاداه . وقد بيّن الله تعالى الفرق الشاسع بين المتعلم والجاهل فقال : ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِيْ الَّذِيْنَ يَعْلَمُوْنَ وَالَّذِيْنَ لاَيَعْلَمُوْنَ﴾(15) .

       وللعلماء قيمة وجائزة: ﴿يَرْفَعُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوْا مِنْكُمْ وَالَّذِيْنَ أُوْتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾(16) .

       ويقول عليه الصلاة والسلام : «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئًا» (17). وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺيقول: «نضّر الله امرأ سمع منّا شيئًا فبلَّغه كما سمعه، فربَّ مبلَّغ أوعى من سامع» (18). وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : «..إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جُحْرها وحتى الحوت ليصلّون على معلمي الناس الخير» (19).

       (ج) وعلى هذا «كانت مجالس الرسول ﷺ أسوة طيبة للمجالس العلمية ، ولحلقات العلم التي كثرت واتسعت مع اتساع رقعة البلاد الإسلامية وكثرة المساجد فيها ؛ زمن الصحابة والتابعين ، ومن جاء بعدهم ، وكثر الحضور كثرة تثلج بها الصدور، وتسعد لها النفوس ، حتى ضمت حلقة الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه نيّفًا وخمسمائة وألف طالب، إلى جانب حلقات غيره من شيوخ دمشق وعلمائها . وفي عهد عبد الملك بن مروان كان المسجد الحرام يغصّ بحلقات العلم، التي لايُحصـٰـى طلابها لكثرتهم . وبلغ من يطلب الحديث في الكوفة أربعة آلاف طالب قبل سنة ثمانين من الهجرة . واتسعت هذه الحلقات والمجالس فيما بعد حتى صارت تُعْقَد في الرحبات الواسعة، واتخذ العلماء من يبلغ عنهم ليسمع الحاضرون . وكانت حلقات بعضهم لايكفيها مبلغ واحد ولا اثنان ، فقد بلغ عدد المبلغين في بعض الحلقات سبعة وأكثر من ذلك ، يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه . بلغ الحاضرون فيمجلس أبي إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي ثلاثين ألف رجل ، وفي مجلس أبي مسلم الكجي أربعين ألف رجل سوى النظارة .

       وهذا أقصى ما يستطيع أن يفعله العلماء في ذلك العصر في ميدان الإعلام الإسلامي، وبيان أحكام الإعلام الإسلامي، وتثقيف المسلمين» (20).

2-     المراكز العلمية :

       (أ) وكانت المراكزة العلمية منتشرة في معظم مدن العالم الإسلامي : في مكة المكرمة والمدينة المنورة وبغداد والكوفة والبصرة والشام والمغرب والأندلس واليمن وجرجان وقزوين وخراسان ؛ وما كان يمرّ يوم إلا وفيه برنامج لطلاب العلم، من تفسير وحديث ولغة .. الخ . وتخرج من هذه المراكز والمدارس أجيال قامت بمسؤولية التعليم والتربية ، وحملوا لواء العلم والحضارة والجهاد والدعوة .

       (ب) وإذا كانت المراكز الإسلامية لم تنقطع بحمد الله ، وكثير منها منتشر الآن في العالم الإسلامي والأجنبي ، فإن المهم هو الأشخاص المقيمون على هذه المراكز ، ومدى سلامة عقيدتهم والتزامهم ، وتآلفهم واتفاقهم ثم نشاطهم !

       فإن المسلمين أحوج ما يكونون إلى الدعوة والتلاحم هو في هذا العصر الذي تكالب عليهم الأعداء ورموهم عن قوس واحدة . ولايخفى مالنشاط بعض المراكز والهيئات – الحكومية أو غيرها – من نشر الإسلام والمحافظة على عقيدة أبناء المسلمين وتشجيع الدعاة . مثل رابطة العالم الإسلامي والندوة العلمية للشباب الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية والأزهر.. وكثير من الجامعات الإسلامية الأخرى. ومعاهد الدعوة والجمعيات الإسلامية ومراكز تحفيظ القرآن . ودور الإفتاء ووزارات الأوقاف . بنسب متفاوته .

3-   الوسائل والأساليب الإعلامية في الدعوة الإسلامية:

       للوسائل الإعلامية أهمية كبرى في نشر الدعوة الإسلامية، فهي تمنحها سرعة أكبر في الذيوع والانتشار.

       وبإدراك القيمة الإعلامية لهذه الوسائل، فإنها إذا لم تطعم بالخير دخل مكانها الشر، وإذا دخل الشر في كل بيت ورأس كل فرد فإنه يعشش ويفرخ كل مامن شأنه فساد المجتمع ومضرته. ومن هنا تأتي أهمية الدعوة الإسلامية في إن تدخل كل وسيلة من هذه الوسائل، بعد وجود أكفاء يعرفون خصائص هذه الوسائل وأساليب الدعوة فيها.

       (أ) وهناك وسائل عديدة لنشر الإسلام وإيصال دعوته إلى جميع فئات المجتمع . فمن وسائل الاتصال المباشر: الداعية نفسه من حيث اتصاله الشخصي ، وعن طريق المسجد، وموسم الحج، والجهاد، وتمثيليات هادفة عن طريق المسرح.

       ومن وسائل الاتصال غير المباشر: الرسائل – سواء منها الشخصية أو العلمية – وتأليف الكتب ، والاهتمام بالمكتبات في المراكز الإسلامية والمساجد، والرسوم بما يوافق أحكام الشرع ، وعن طريق الصحافة والسينما ، والإذاعة والتسجيلات ، والتليفزيون والفيديو ؛ ومعاهد الدعوة والجمعيات الإسلامية .

       (ب) أما الأساليب ، فما أكثرها ، وما أكثر مايجد الداعية الأسلوب المناسب للمدعوين حسب بيئتهم ومداركهم.. ومن هذه الأساليب: السلوك الإسلامي والدعوة بالقدوة ، التربية والتعليم، الخدمات الإجتماعية ، المال ، الأمثال والحكم ، الترغيب والترهيب ، الوعظ، الخطب ، المحاضرات، الدروس ، الحوار، المجادلة والمناقشة ، الندوات، المؤتمرات ، الاحتفالات .. الخ .

       وهذا مجرد إشارات للوسائل والأساليب التي من الممكن الإعلام عن طريقها ، أما شرحها فيطول، ولها مكان خاصة بها ..

*  *  *

الهوامش :

(1)        رواه الترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه وقال: حديث حسن غريب أبواب البر والصلة ، باب ما جاء في التحارب.

(2)        رواه الترمذي، أبواب صفة القيامة ، الباب العشرون .

(3)        رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ، يحيى بن شرف النووي، تحقيق محيي الدين الجراح . – بيروت : مؤسسة مناهل العرفان ، ص 329.

(4)        انظر الدعوة الإسلامية في عهدها المكي : مناهجا وغاياتها . رؤوف شلبي – د2 . – الكيوت : دارالقلم ، 1401هـ، 1981م، ص 191-193 (باختصار).

(5)        لانتهك ولاتعاب .

(6)        من الكلام أو من الدنيا زيادة على  مايحتاجه .

(7)        يجيئون بهم إلى مجلس لسيتفيدوا من أسئلتهم .

(8)        الوفا بأحوال المصطفى ﷺ . عبد الرحمن بن الجوزي . بيروت: دارالمعرفة ؛ القاهرة: دار الكتب الحديثة ، 1386هـ، 1966م، ص 469-470.

(9)        نظريات الإعلام الإسلامي : المبادئ والتطبيق . محمد منير حجاب . الإسكندرية : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1982، ص 169-170.

(10)    صفات مقدمي البرامج الإسلامية في الإذاعة والتليفزيون . محمد خير يوسف ، ص 90 .

(11)    الدعوة إلى الإسلام : تاريخها في عهد النبي والصحابة والتابعين والعهود المتلاحقة . محمد أبو زهرة. القاهرة: دارالفكر العربي، ص 90.

(12)    سورة الحج ، الآية 77 .

(13)    الدعوة الإسلامية : الوسائل والأساليب . محمد خير يوسف ، ص 76-77.

(14)    سورة البقرة ، الآية 159.

(15)    رواه أبو داؤد والترمذي وقال: حديث حسن . أنظر رياض الصالحين للإمام النووي ، ص 615.

(16)    سورة الزمر ، الآية 9.

(17)    سورة المجادلة ، الآية 11.

(18)    رواه مسلم . انظر رياض الصالحين للإمام النووي ، ص 613.

(19)    رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. رياض الصالحين، ص 615.

(20)       رواه الترمذي وقال : حديث حسن . رياض الصالحين ، ص 614.

(21)    أضواء على الإعلام في صدر الإسلام . محمد عجاج الخيب . بيروت: مؤسسة الرسالة ، 1405هـ ، 1985م، ص 39-40.

(المصدر: مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى