الخراب العلماني في تونس
بقلم محمد فوزي التريكي
حل الأوقاف والأحباس في تونس أحد كبائر بورقيبة
كانت بتونس العديد من الوقفيات ومؤسسات خيرية تقوم بدورها في المجتمع التونسي في سنة 1883 بلغت أراضي الوقف نصف مساحة الأراضي المزروعة في تونس. وتقدر ب570 ألف هكتار.فرقها بورقيبة على أصدقائه وهو عطاء من لا يملك إلى من لا يستحق فدمرت الفلاحة وتحولت تونس من مطمورة رومة إلى دولة تتسول قوتها من الخارج.
“ومن لم يكن أكله من فأسه لم يكن رأيه من رأسه” وهو ما يفسر اليوم تبعية تونس للغرب.
مسجد عقبة ابن نافع أول أوقاف إسلامية في تونس ثم جامع الزيتونة الذي بدوره يملك أوقافا في ألبانيا وفي مصر.
كانت المدارس والمساجد كانت التابعة للأوقاف والأحباس الإسلامية التونسية تغطي كل المدن والقرى التونسية وقد درس بورقيبة في المنستير بفضل جمعية القلة وهي جمعية وقفية.
من المساجد التي كانت لها أوقاف “جامع الزيتونة” الذي كانت له فروع في عديد المدن التونسية،
كان المحسنون التونسيون يتسابقون ويتنافسون في إنشاء المدارس والكتاتيب والمساجد والمكتبات. وإنشاء العديد من الأوقاف كالمستشفيات مثل مستشفى عزيزة عثمانة، عزيزة عثمانة الأميرة الحسينية أنشأت وقفا لتحرير أسرى المسلمين في العالم.
في تونس كان هناك56 محلا تجاريا في الأسواق العتيقة تابعا للأوقاف ويعود ربحها لصالح الفقراء.
أنشأ المٌحبسون عديد مراكز الرعاية الصحية والاجتماعية التي تعنى بالأرامل والأيتام والنساء الغاضبات وتجهيز الفتيات الأبكار للزواج.
سنة 1874 م وبموجب قرار من الباي التونسي نشأت جمعية الأوقاف لتتولى عملية الإشراف والمتابعة على الأوقاف العامة وكانت مستقلة عن سلطة الباي وكان لها مجلسا أعلى للأوقاف. وذلك لإحكام الرقابة على الأوقاف الإسلامية في تونس.
جاء بورقيبة وبجرة قلم وألغى الأوقاف والأحباس التي عاد بعضها للبلديات ووزع الكثير منها للمجموعة التي وقفت مع سياسته.
ففي 31 ماي 1956 يعني بعد شهرين فقط من إعلان الاستقلال (20 مارس1956) ألغي بورقيبة نظام الأوقاف والأحباس.
وفي 18 أوت 1957 أصبحت تونس خالية تماما من أي وقف أو نظام قانوني للأوقاف.
سنة 1961 أغلق جامع الزيتونة وبالتالي قضى على التعليم الزيتوني.
13 أوت 1956 اصدر مجلة الأحوال الشخصية التي أصبحت مع مرور الزمن كتابا مقدسا لا تقبل التغيير ولا التنقيح في أي فصل من فصولها.
25 سبتمبر 1956 ألغى بورقيبة المحاكم الشرعية وأغلق الديوان الشرعي تحت شعار توحيد القضاء التونسي.
4 مارس 1958 سن بورقيبة قانون التبني.
كما منع الرجل من الزواج بمطلقته بعد الطلقة الثالثة. (بدعوى سد ذريعة المحلل) مخالف الآية الصريحة {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.. [البقرة : 230].
أشير إلى شجاعة الراحل مصطفى الفيلالي الذي حل الأوقاف والأحباس بأمر من بورقيبة حيث قال: أطلب المغفرة من الله والشعب على إلغاء الأوقاف وقد دمعت عيناه عندما قام بهذا التصريح.
بينما هناك 50 جامعة أمريكية ينفق عليها الوقف الذي بلغ عام 2004 132 مليار دولار أي اكبر من جميع البلاد الإسلامية.
8 رؤساء أمريكا و 16 بالمائة من حاصلي جائزة نوبل هم من خريجي “جامعة هارفارد” أول جامعة في العالم ينفق عليها الوقف ب 22.6 مليار دولار سنويا، بينما تخر مدارسها ويسقط سقفها دون ان تجد التمويلات لإصلاحها ،وتنقص الخدمات الصحية في مستشفياتنا بسبب عجز الحكومة على وضع الميزانيات اللازمة لتطبي المرضى في تونس.
قدرت مداخيل الزكاة ب 4000 مليار في دراسة أعدها فريق من رئاسة الحكومة نفسها سنة 2014 لو طبقت ووضعت في بنك ووزعت على الفقراء والمحتاجين لكنما العمل عندما يقف العلمانيون التونسيون سدا منيعا لتطبيق قانون الزكاة بسبب عداوتهم لحزب النهضة!!
أما عجز الصناديق الاجتماعية وارتفاع نسبة المديونية أليس من حقنا أن نطالب بعودة نظام الأوقاف والأحباس أم سنظل ننتظر إعلان الإفلاس الكامل لتونس؟
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)