مقالاتمقالات مختارة

الحقائق القرآنية.. والحتميات العلميَّة

الحقائق القرآنية.. والحتميات العلميَّة

بقلم خباب مروان الحمد

من يريد تحكيم القضايا العلميَّة وتقديمها على الحقائق القرآنية أو النبويَّة؛

ويقصد معارضة القرآن وصحيح السنَّة بما يراها حتميات علميَّة، فقل له:

1) نسبيَّة العلم قد تختلف من شخص لآخر، وما تعتقده علماً قد يثبت العلم لاحقاً أنَّه غير صحيح.

2) ما تراه قانوناً قطعياً وعلماً نهائياً

قد يختلف فيه عدد من العلماء المعاصرين من غير المؤمنين بالله

ولو كانوا نصارى أو يهود فيرونه نظريَّة لا قطعيَّة نهائيَّة.

3) ما تعتقده علماً قد يكون نقطة بدائية لا غايَّة نهائيَّة؛ فهنالك ما هو أعمق؛

فهنالك أسس لكلّ العلوم قد يتطوَّر بعضها خصوصاً في مسائل العوم الطبيعيَّة

ويتم اكتشاف شيء يقضي على أساس علمي سبق وأن تم اعتماده.

4) ليس من الضروري أن يكون القانون العلمي صالح لكل زمان ومكان، بل قد يصلح لحال دون حال.

5) قد تكون هنالك معلومات تظهر للأوائل وتخفى عن المتأخرين؛ والعكس كذلك صحيح؛ فسليمان أوتي منطق الطير؛

وكل البشرية اليوم لا تستطيع أن تعلم طريقة كلام الطير وماذا يقصد العصفور في زقزقته، والحمامة في هديلها،

والغراب في نعيقه، فهذا علم خصَّ به سليمان لم يتأتَّى لمن هم بعده.

6) العلم لا متناهي،

وكثير من القضايا العلميَّة قليلة بحجم ما في هذا الكون من أسرار و ألغاز؛ والعلم الذي لدينا يبقى قليلاً كما قال تعالى:

(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)

وأمر الله رسوله والمؤمنين من بعده لأن يسألوه الزيادة في العلم فقال:

(وقل ربّ زدني علماً)

وفي الصحيحين من حديث ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث جاء فيه:

أن الخضر قال لموسى لما وقع عصفور على قارب السفينة فنقر في البحر فقال :

(يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر).

على أني أؤكد في المقابل على قضيَّة حسَّاسة ومهمة وهي:

أنَّ القرآن وصحيح السنَّة فيهما العديد من الحقائق العلميَّة الدقيقة

التي سبقت عصر من نزل فيهم القرآن حتَّى من قضايا سبقت عصرنا،

لكنَّ عمليَّة استنزال هذه الآيات وإسقاطها في وقائع علميَّة يحتاج منَّا الحيطة والحذر الشديدن

قبل إثباتها والتكلَّم عنها ثمَّ التورط إن ثبت عكسها؛

فهنالك طروحات يدّعيها منتسبون للإعجاز العلمي في القرآن والسنَّة حيث يلوون بها أعناق النصوص بل يطوِّعونها؛

ليوافقوا بها قضايا علمية؛ قد يثبت عدم صحَّتها لاحقاً،

ويكون ذلك ناتج عن الاستعجال في فهم بعض الظواهر العلمية

لتركيبها على حقائق لها مدلولات أعمق في القرآن فإنّ هذا محض تزييف للحقيقة؛

وقد قيل:

رام نفعاً فضرَّ من غير قصد * ومن البر ما يكون عقوقاً !!

المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى