الجِبن الفرنسي… والإسلام السياسي!
بقلم عبد العزيز الفضلي
لو وجّه شخص الإهانة والتحقير تجاه والدك، وكان له محل تجاري قريب من بيتك تشتري منه احتياجاتك اليومية، فإن أقل صور المروءة والكرامة وعزة النفس ألّا تشتري من هذا المحل تقديراً واحتراماً لوالدك.
إن كنت تفعل هذا من أجل والدك، فكيف إذا كان الشخص الذي تعرض للإساءة والاستهزاء والسخرية هو أعظم إنسان عرفته البشرية… رسولك محمد عليه الصلاة والسلام ؟
لقد أساء بعض الفرنسيين إلى مقام النبي عليه الصلاة والسلام، ورسموا لوحات فيها سخرية واستهزاء وانتقاص منه.
ولما احتج المسلمون على تلك الرسومات وطالبوا الحكومة الفرنسية بمحاسبة من قام بتلك الجريمة، أخذتهم العزة بالإثم، وبدلاً من الاعتذار عنها قاموا بعرضها في الأماكن العامة على جدران المباني !
وصرح الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه لن يمنع مثل هذه الرسومات، لأن فرنسا تكفل حرية التعبير، وهذا من الثقافة الفرنسية !
استفزت هذه التصريحات مشاعر ملايين المسلمين في العالم، واعتبروها تحقيراً واستهزاء بهم، ما جعلهم يتجهون إلى اتخاذ مواقف تردع هذه العنجهية وترغم أنفها في التراب.
فسارع الغيورون على دينهم ونبيهم إلى البدء بحملة مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية، وانتشرت الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى ضرب فرنسا بأحد العوامل المؤثرة في قرارها وهو اقتصادها.
وبفضل الله ومنّته أن قصب السبق في هذا المجال انطلق من بلدنا الحبيب الكويت.
ووجدت دعوات المقاطعة استجابة سريعة من أطراف عدة، ومنها اتحاد الجمعيات التعاونية، والذي دعا الجمعيات التعاونية إلى رفع البضائع الفرنسية من أسواقها، وبحمد الله استجابت أكثر من 30 جمعية تعاونية لهذا النداء.
وقد صرح رئيس جمعية الروضة وحولي التعاونية بأن قيمة مبيعات المنتجات الفرنسية داخل أسواق الجمعية خلال عام واحد فقط قد بلغت 12 مليون يورو، وأن الجمعية سترفع كل المنتجات الفرنسية رداً على الإساءة.
لقد انتقلت المقاطعة إلى بعض الدول العربية والإسلامية، ودعا الرئيس التركي أردوغان شعبه إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.
لقد ظهرت بوادر الخسائر على فرنسا من خلال تصريحات الرئيس الفرنسي والخارجية الفرنسية، والتي دعت الحكومات العربية والإسلامية إلى عدم التجاوب مع نداءات المقاطعة.
لذا أرى من الواجب على كل مسلم غيور أن يشارك في هذه المقاطعة، حتى يرتدع الفرنسيون عن غيهم.
وألّا يلتفت لبعض المخذلين، الذين يثيرون الشبهات حول المقاطعة، باتهامها بأنها لعبة من الإسلام السياسي، أو أنها لن تجدي نفعاً، أو أن ولي الأمر لم يأذن بها !
وكأن نُصرة الرسول صلى الله عليه وسلم تحتاج الإذن !
احتسب أيها المسلم الغيور الأجر من الله في مقاطعتك، وحتى عند شرائك لمختلف أنواع الأجبان إلا الفرنسي.
(المصدر: مجلة الراي الالكترونية)