مقالاتمقالات مختارة

التنصير القسري للمسلمين في العصر البيزنطي

التنصير القسري للمسلمين في العصر البيزنطي

بقلم أ. د. علي بن محمد عودة الغامدي

من الحقائق المسلم بها أن المسلمين لما فتحوا الكثير من البلدان ذات الغالبية النصرانية لم يجبروا أحدا من النصارى على اعتناق الاسلام قسرا.واكتفوا بأخذ الجزية منهم وتسامحوا معهم بشكل فريد.
ولما احتل النصارى بعض تلك البلدان مثل الأندلس وجبال الألب وجنوب ايطاليا ومعظم جزائر البحر المتوسط قتلوا المسلمين بوحشية قاسية ونصًروا من بقي على قيد الحياة قسرا.

وإليكم  هذا المثال من جزيرة كريت التي فتحها المسلمون سنة 212هجرية وأقاموا فيها أمارة إسلامية  استمرت حتى سنة 350 هجرية.وفي تلك السنة أرسلت بيزنطة(دولة الروم)حملة بحرية بلغ عددهاثلاثمئة ألف مقاتل وثلاثة آلاف سفينة وحاصرت مسلمي كريت الذين استنجدوا بالدولة العبيدية في شمال افريقية لكنها لم تقدم لهم أية مساعدة وبعد حرب ضروس ومقاومة مستيمتة من المسلمين تمكن الروم من الاستيلاء على الجزيرة وقتل الكثير من المسلمين.ومن بقي على قيد الحياة نصرهم الروم قسرا بطريقة مؤلمة: فلما اقترب عيد الميلاد سنة 961م/ 350هجرية أمر القادة الروم وجهاء المسلمين بالذهاب الى القسطنطينية لتهنئة الامبراطور رومانوس الثاني بالعيد النصراني فتوقف الوجهاء عن الذهاب واختاروا مئة رجل من اوساط المسلمين لتنفيذ الأمر.ولما وصلوا الى الملك تظاهر بإكرامهم وخلع عليهم الملابس وأمر بان يٌعطى كل واحد عشرة أواني من الذهب الخالص فرجعوا فرحين وندم الوجهاء الذين تأخروا عن الذهاب.
فلما اقترب عيد الفصح النصراني تهيأ كل رجال الجزيرة للذهاب لتهنئة الامبراطور ولما وصلوا الى القسطنطينية أمر الامبراطور بحبسهم ومنع عنهم الطعام والشراب حتى كادوا أن يهلكوا . وأخبرهم الحراس أن الملك امر بذلك حتى يعتنقوا النصرانية وإن رفضوا يبقون حتى يموتوا وتسلب نسائهم وذراريهم. ولما اشتد عليهم البلاء تنصروا وخلع عليهم الامبراطور وأخذهم العسكر إلى بيوتهم لكنهم أخبروهم أنهم نصارى وأهلهم مسلمون لا يحلون لهم ولاسبيل لاجتماعهم إلا بأن يعتنق نساؤهم وذراريهم النصرانية وإن لم يفعلوا اصبحوا رقيقا يباعون في أسواق الرقيق ويتمزقون. فاضطر الاهالي للتنصر جميعا . وبهذه الطريقة البشعة جرى تنصير بقية أهالي كريت المسلمين.

(المصدر: موقع أ. د. علي بن محمد عودة الغامدي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى