التلقي الحداثي للنص القرآني
إعداد د. عبد القادر الشايط
نشأت حول القرآن الكريم اتجاهات متعددة في التفسير الحديث، تسعى إلى إعادة النظر في مناهج التفاسير القديمة، فتعددت الدراسات القرآنية وتنوعت بدافع فهم الخطاب القرآني ومحاولة تفهيمه إلى المخاطبين فظهرت ألوان جديدة في التفسير، وتغيرت مناهجها من مدرسة إلى أخرى، وتعددت القضايا والمواضيع التي تعالجها كل مدرسة، حيث بذل علماء الأمة وسعهم في استبانة أسرار القرآن وحكمه، كما اجتهدوا للوصول إلى مقاصده العليا، فتنوعت طرائقهم في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتربوية للأمة، وتجديد صياغتها وفق منابع الإسلام الصافية، لما لها من دور استراتيجي في تجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي.
وكان هذا سببًا في ظهور تحيزات فكرية ومذهبية ونزعات أيديولوجية في مدارس التفسير الحداثية، مما أدى إلى انتشار التفسير المذموم، المخالف للغاية العظمى التي نزل القرآن من أجلها، واحتفظت لنا المكتبة الإسلامية ببعض مؤلفاته.
ومن هذا المنطلق فإن هذا البحث يسعى إلى دراسة الدواعي والأسباب التي أسهمت في ظهور هذا النوع من التفسير، وإدراك المرجعيات والأسس والمنطلقات المؤسسة لهذه المشاريع التفسيرية الحداثية.
(المصدر: مركز نماء للبحوث والدراسات)