كتب وبحوث

التكوير على التحرير والتنوير (15) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

التكوير على التحرير والتنوير (15)

 الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

 

الجزء الخامس عشر

 

سورة الإسراء

9- {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.

ويبشِّرُ أيضًا – مع هدايتهِ مَن اهتدَى به للسبيلِ الأقصدِ – الذين يؤمنون باللهِ ورسوله، ويعملونَ في دنياهم بما أمرهم اللهُ به، وينتهونَ عمَّا نهاهم عنه… (الطبري).

10- {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.

ذكرَ عند تفسيرِ الآيةِ (37) من سورةِ النساء، أن أصلَ {أَعْتَدْنَا}: أعدَدْنا، أُبدِلَتِ الدالُ الأولى تاءً لثقلِ الدالين عند فكِّ الإدغامِ باتّصالِ ضميرِ الرفع، وهكذا مادَّةُ (أعدَّ) في كلامِ العرب، إذا أدغموها لم يبدِّلوا الدالَ بالتاء؛ لأنَّ الإدغامَ أخفّ، وإذا أظهروا أبدلوا الدالَ تاء. اهـ.

وعند تفسيرِ الآيةِ السابقة، ذكرَ أن المقصودَ بالعذابِ الأليمِ جهنم.

12- {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً}.

أي: علامتين دالَّتَين على وجودنا ووحدانيتنا وقدرتنا. (البغوي).

14- {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.

أشارَ عند تفسيرِ الآيةِ السابقة، إلى أن المقصودَ بالكتابِ ما فيه ذكرُ الأعمالِ وإحصاؤها.

30- {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ في سورةِ الرعد {ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ} (الآية 26)، ومن قولهِ هناك: إن الله يشاءُ بسطَ الرزقِ لبعضِ عباده، ونقصَهُ لبعضٍ آخر، لحكمةٍ متصلةٍ بأسبابِ العيشِ في الدنيا، ولذلك اتصالٌ بحالِ الكرامةِ عندهُ في الآخرة.

قال: والبسطُ مستعارٌ للكثرةِ وللدوام، والقَدْرُ كنايةٌ عن القلَّة.

34- {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ الكلامُ عليه في سورةِ الأنعام (الآية 152)، وملخصُ قولهِ هناك: القِربانُ كنايةٌ عن ملابسةِ مالِ اليتيم. ولما اقتضَى هذا تحريمَ التصرُّفِ في مالِ اليتيم، ولو بالخزنِ والحفظ، وذلك يعرِّضُ مالَهُ للتلف، استُثنيَ منه قوله: {إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، أي: إلاّ بالحالةِ التي هي أحسنُ حالاتِ القرب. وإنَّما قالَ هنا: {وَلَا تَقْرَبُوا} تحذيراً من أخذِ مالهِ ولو بأقلِّ أحوالِ الأخذ؛ لأنه لا يدفعُ عن نفسه. والأشُدُّ اسمٌ يدلُّ على قوَّةِ الإنسان، والمرادُ به بلوغُ اليتيمِ القوَّةَ التي يخرجُ بها من ضعفِ الصِّبا، وتلك هي البلوغ، مع صحَّةِ العقل، لأن المقصودَ بلوغهُ أهليَّةَ التصرُّفِ في ماله.

35- {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ}.

أشارَ إلى تقدُّمهِ في سورةِ الأنعام (الآية 152)، ومنه قوله: كانوا يبيعون التمرَ والزبيبَ كيلاً، وكانوا يتوازنون الذهبَ والفضَّة، فكانوا يُطَفِّفون حرصاً على الربح، فلذلك أمرُهم بالوفاء.

46- {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا}.

{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}: ذكرَ أنه تقدَّمَ نظيرها في سورةِ الأنعام (الآية 152)، وملخصُ قولهِ هناك: الكنان: الغطاء، لأنه يكنُّ الشيء، أي: يستره. وهي هنا تخييل؛ لأنه شُبِّهتْ قلوبُهم في عدمِ خلوصِ الحقِّ إليها بأشياءَ محجوبةٍ عن شيء. وأُسنِدَ جعلُ تلك الحالةِ في قلوبهم إلى الله تعالى لأنه خلقهم على هذه الخصلةِ الذميمةِ والتعقُّلِ المنحرف، فهم لهم عقولٌ وإدراكٌ لأنّهم كسائرِ البشر، ولكنَّ أهواءهم تخيِّرُ لهم المنعَ من اتِّباعِ الحقّ. والوَقر: الصممُ الشديد، وهو مستعارٌ لعدمِ فهمِ المسموعات. اهـ.

{أَدْبَارِهِمْ}: أشارَ إلى أنه تقدَّمَ القولُ فيه في سورةِ المائدة {وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ} (الآية 21)، قال: الأدبار: جمعُ دُبُر، وهو الظهر. والارتداد: الرجوع، ومعنى الرجوعِ على الأدبار: إلى جهةِ الأدبار، أي: الوراء. اهـ.

{نُفُورًا}: انفضُّوا، فذهبوا عنك نفوراً من قولك.. (الطبري).

47- {إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا}.

أي: سُحِرَ فجُنّ. فمِن ظُلمِهم وضعوا اسمَ المسحورِ موضعَ المبعوث. (روح البيان).

53- {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}.

ظاهرَ العداوة. (البغوي).

57- {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}.

 أي القُرْبة، وقيل: الوسيلة: الدرجةُ العليا، أي: يتضرَّعون إلى الله في طلبِ الدرجةِ العليا،
وقيل: الوسيلة: كلُّ ما يتقرَّبُ به إلى الله تعالى. (البغوي).

60- {وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا}.

أي: تمردًا وعتوًّا. (البغوي).

61- {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا}.

واذكرْ إذ قلنا للملائكةِ اسجُدوا لآدمَ سجدةَ تكريمٍ لا سجدةَ عبادة، بعدَ أنْ سوَّينا خَلقَهُ ونفخنا فيه مِن روحِنا، فسجدَ له جميعُ الملائكةِ ملبِّينَ أمرَ الله، إلاّ إبليسَ أبَى أن يسجد.. (الواضح).

62- {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلا}.

يعني المعصومين، الذين استثناهم الله عزَّ وجلَّ في قوله: {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ} [سورة الحجر: 42]. (البغوي).

66- {رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}.

{الْفُلْكَ}: السفن.

{إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}: أي: إنما فعلَ هذا بكم مِن فضلهِ عليكم، ورحمتهِ بكم. (ابن كثير).

67- {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ}.

نالتكم. (الطبري).

73- {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ}.

ذكرَ عند تفسيرِ الآيةِ (94) من سورةِ آلِ عمران، أن الافتراءَ هو الكذب، وهو مرادفُ الاختلاق، وكأن أصلَهُ كنايةٌ عن الكذبِ وتلميح، وشاعَ ذلك حتى صارَ مرادفًا للكذب.

82- {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}.

رحمةٌ للمؤمنين لما فيه من العلومِ النافعة، المشتملةِ على ما فيه صلاحُ الدينِ والدنيا، ولما في تلاوتهِ وتدبرهِ من الأجرِ العظيم، الذي يكونُ سبباً لرحمةِ الله سبحانه، ومغفرتهِ ورضوانه. (فتح القدير).

89- {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ}

{صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ} أي: بيَّنَّا لهم. (الطبري وابن كثير).

وقد ذكرَ ابنُ عاشور رحمَهُ الله أنه تقدَّمَ عند قولهِ تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ} [سورة الإسراء:41]. قال: التصريفُ أصلهُ تعدُّدُ الصرف، وهو النقلُ من جهةٍ إلى أخرى، ومنه تصريفُ الرياح، وهو هنا كنايةٌ عن التبيينِ بمختلفِ البيانِ ومتنوَّعه.

91- {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا}.

ذكرَ أنها تقدَّمتْ في قولهِ تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [سورة البقرة: 266]. وليس فيه حديثٌ عن هذه المفردات. وهي واضحة. والجنة: البستان.

98- {ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا}.

{بِآيَاتِنَا}: يعني بأدلتهِ وحججه، وهم رسلهُ الذين دعوهم إلى عبادته، وإفرادهم إيّاهُ بالألوهةِ دون الأوثانِ والأصنام، وبقولهم إذا أُمروا بالإيمانِ بالميعاد، وبثوابِ الله وعقابهِ في الآخرة. (الطبري).

{وَرُفَاتًا}: قالَ في معناه، في الآيةِ (49) من السورة: الرفات: الأشياءُ المرفوتة، أي: المفتَّتة. يقال: رفَتَ الشيءَ إذا كسرَهُ كِسَراً دقيقة. ووزنُ (فُعال) يدلُّ على مفعولِ أفعالِ التجزئة، مثلِ الدقاقِ والحُطامِ والجُذاذِ والفُتات.

99- {وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا}.

{لاَّ رَيْبَ فِيهِ}: لا شكَّ فيه.

{الظَّالِمُونَ}: الكافرون. (الطبري).

100- {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ}.

{خَزَآئِنَ} أي: خزائنَ نعمهِ التي أفاضها على كافةِ الموجودات. فالرحمةُ مجازٌ عن النعم، والخزائنُ استعارةٌ تحقيقيةٌ أو تخييلية. (روح المعاني).

{خَشْيَةَ الإِنفَاقِ}: أي: خشيةَ الفاقة، قالَهُ قتادة. وقيل: خشيةَ النفاد، يقال: أنفقَ الرجلُ أي: أملقَ وذهبَ ماله، ونفق الشيءُ إذا ذهب. وقيل: لأمسكتم عن الإِنفاقِ خشيةَ الفقر. (البغوي).

102- {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ}.

خالقُهما ومدبِّرهما. (روح البيان).

109- {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}.

مما قالَهُ في تفسيرِ اللفظين في الآيةِ (107) من السورة: الخرور: سقوطُ الجسم. وقد تقدَّمَ في قوله: {وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا} في سورة الأعراف (الآية 143). والأذقان: جمعُ الذَّقَن، بفتحِ الذالِ وفتحِ القاف: مجتمعُ اللحيين. وذُكِرَ الذقنُ للدلالةِ على تمكينهم الوجوهَ كلَّها من الأرض، من قوةِ الرغبةِ في السجود، لما فيه من استحضارِ الخضوعِ لله تعالى.

110- {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا}.

{الْحُسْنَى}: تفسيرهُ في قولهِ تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} في الآيةِ (180) من سورةِ الأعراف، قال: (الحُسنى) مؤنثُ الأحسن، وهو المتصفُ بالحُسنِ الكاملِ في ذاته، المقبولِ لدى العقولِ السليمة، المجردةِ عن الهوى. وليس المرادُ بالحُسنِ الملاءمةَ لجميعِ الناس، لأن الملاءمةَ وصفُ إضافةٍ نسبي، فقد يلائمُ زيداً ما لا يلائمُ عمراً، فلذلك فالحسنُ صفةٌ ذاتيةٌ للشيءِ الحسن. ووصفُ الأسماءِ بـ {الْحُسْنَى} لأنها دالةٌ على ثبوتِ صفات ِكمالٍ حقيقي… اهـ.

{سَبِيلا}: أمرًا وسطًا، فإن خيرَ الأمورِ أوساطها. والتعبيرُ عن ذلك بـ(السبيل) باعتبارِ أنه أمرٌ يتوجَّهُ إليه المتوجِّهون ويؤمُّهُ المقتدون، فيوصلهم إلى المطلوب. (روح البيان).

111- {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ}

{الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا}: لأن الولادةَ من صفاتِ الأجسامِ لا غير، وهو ردٌّ لليهودِ، والنصارى، وبني مدلج، حيثُ قالوا: عُزيرٌ ابنُ الله، والمسيحُ ابنُ الله، والملائكةُ بناتُ الله، تعالَى عن ذلك علوًّا كبيرًا.

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ}: في ملكِ العالم، أي: الألوهية، فإن الكلَّ عبيده، والعبدُ لا يصلحُ أن يكونَ شريكًا لسيِّدهِ في ملكه، وهو ردٌّ للثنويةِ القائلين بتعدُّدِ الآلهة. (روح البيان).

سورة الكهف

2- {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا}

ويبشِّرَ بهِ المؤمنين الصَّادقين، الذين أتْبَعوا إيمانَهم بالعملِ الصَّالح، أنَّ لهم ثوابًا حسنًا في الآخرة، هو الجنَّةُ ونعيمُها. (الواضح).

12- {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا}.

مكثوا في كهفهم نياماً، {أَمَدًا}، أي: غاية. وقالَ مجاهد: عدداً. (البغوي).

13- {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ}.

ذكرَ في الآيةِ (10) من السورة، أن الفتى هو الشابُّ المكتمل…

15- {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}.

ذكرَ عند تفسيرِ الآيةِ (94) من سورةِ آلِ عمران، أن الافتراءَ هو الكذب، وهو مرادفُ الاختلاق، وكأن أصلَهُ كنايةٌ عن الكذبِ وتلميح، وشاعَ ذلك حتى صارَ مرادفًا للكذب.

17- {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}.

أي: من يُضلِلْهُ اللهُ ولم يُرشده، {فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا}: معيناً. (البغوي).

18- {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}.

ذكرَ أن (الرعبَ) تقدَّمَ في سورةِ آلِ عمران (الآية 151) وقد بيَّنَ هناك أن الرعبَ هو الفزعُ من شدَّةِ خوف.

19- {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا}.

{بَعَثْنَاهُمْ}: ذكرَ أنه تقدَّمَ (عند تفسيرِ الآيةِ 12 من السورة)، قال: البعثُ هنا الإيقاظ، أي: أيقظناهم من نومتهم يقظةَ مفزوع، كما يُبعَثُ البعيرُ من مَبركه. وحسنُ هذه الاستعارةِ هنا أن المقصودَ من هذه القصةِ إثباتُ البعثِ بعد الموت، فكان في ذكرِ لفظِ البعثِ تنبيهٌ على أن في هذه الإفاقةِ دليلاً على إمكانِ البعثِ وكيفيته.

{لَبِثْتُمْ} أي: كم رقدتم؟ (ابن كثير).

{وَلْيَتَلَطَّفْ}: وليترفَّقْ في الطريقِ وفي المدينة، وليكنْ في سترٍ وكتمان. (البغوي).

20- {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا}.

يقول: ولن تُدركوا الفلاح, وهو البقاءُ الدائمُ والخـلودُ في الجنان. (الطبري).

21- {وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا}.

لا شكَّ في قيامها، ولا شبهةَ في وقوعها.. (روح البيان).

22- {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم}.

بعددهم. (البغوي وغيره).

25- {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا}.

رقدوا.

26- {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا}.

معناهُ أنه تعالى أعلمُ بمقدارِ هذه المدةِ من الناسِ الذين اختلفوا فيها. (مفاتيح الغيب).

28- {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}.

أي: مرادهُ في طلبِ الشهوات. (البغوي).

30- {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.

وعملوا بطاعةِ الله، وانتهَوا إلى أمرهِ ونهيه. (الطبري).

32- {أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}.

{عَدْنٍ}: إقامة.

{مُرْتَفَقًا}: ذكرَ في الآيةِ (29) من السورة، أن المرتفقَ هو المـُتكأ، وأن شأنَ المرتفَقِ أن يكونَ مكانَ استراحة…

32- {جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ}.

بستانين.

33- {وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا}.

ذكرَ أن التفجيرَ تقدَّم عند قولهِ تعالى: {فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً } [سورة الإسراء: 90]، قال: التفجيرُ مصدرُ فجَّرَ بالتشديد، مبالغةً في الفَجْر، وهو الشقُّ باتساع. ومنه سمِّيَ فجرُ الصباحِ فجراً؛ لأن الضوءَ يشقُّ الظلمةَ شقًّا طويلاً عريضاً، فالتفجيرُ أشدُّ من مطلقِ الفجر، وهو تشقيقٌ شديدٌ باعتبارِ اتساعه؛ ولذلك ناسبَ الينبوعَ هنا، والنهرَ في قولهِ تعالى: {وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا}.

35- {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}.

بستانه.

36- {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا}.

{السَّاعَةَ} أي: القيامة، التي هي عبارةٌ عن وقتِ البعث.

{وَلَئِن رُّدِدتُّ}: والله لئن رجعتُ {إِلَى رَبِّي} بالبعث، على الفرضِ والتقدير، كما زعمت.. (روح البيان).

40- {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ}.

فعسَى ربِّي أنْ يرزقني خيرًا مِن بستانِكَ هذا. (الطبري).

41- {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا}

يعني: إنْ طلبتَهُ لم تَجدْهُ. (البغوي).

42- {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا}.

على الأموالِ التي أذهبها عليها. (ابن كثير).

45- {كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء}.

يعني المطر. (الطبري، البغوي). قالَ الشوكاني رحمَهُ الله في الآيةِ (22) من سورةِ الحِجر {فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء} أي: من السحاب. وكلُّ ما علاكَ فأظلَّكَ فهو سماء، وقيل: من جهةِ السماء، والمرادُ بالماءِ هنا ماءُ المطر. (فتح القدير).

46- {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

شيءٌ يتزيَّنون به في الحياةِ الدنيا. (روح البيان)، ليستْ من زادِ الآخرة. (البغوي).

47- {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}.

أي: الخلائق، ومعنى الحشر: الجمع، أي: جمعناهم إلى الموقفِ من كلِّ مكان. (فتح القدير).

49- {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ}.

المشركينَ بالله. (الطبري).

50- {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ}.

واذكرْ قولَنا للملائكة: اسجُدوا لآدمَ سجودَ تحيَّةٍ وإكرام، بعد أن سوَّيناهُ ونفخنا فيه من روحِنا، فسجدوا له جميعًا، طاعةً لربِّهم، إلاّ إبليسَ اللَّعين، وكانَ منَ الجِنّ. (الواضح).

53- {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}.

أي: المشركون. (البغوي).

54- {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ}.

قالَ عند قولهِ تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ} [سورة الإسراء:41]: التصريفُ أصلهُ تعدُّدُ الصرف، وهو النقلُ من جهةٍ إلى أخرى، ومنه تصريفُ الرياح، وهو هنا كنايةٌ عن التبيينِ بمختلفِ البيانِ ومتنوَّعه.

56- {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ}.

{مُبَشِّرِينَ} للمؤمنين والمطيعين بالثوابِ والدرجات، {وَمُنْذِرِينَ} للكافرين والعاصين بالعقابِ والدركات، فإن طريقَ الوصولِ إلى الأول، والحذرَ عن الثاني، مما لا يستقلُّ به العقل، فكان من لطفِ الله ورحمتهِ أن أرسلَ الرسلَ لبيانِ ذلك.

{وَيُجَادِلُ} ذكرَ أن (المجادلةَ) تقدَّمتْ في سورةِ هود {يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} (الآية 74)، وفيه أن المجادلةَ بمعنى المحاورة. اهـ. ومجادلتهم هنا بالباطل، ولذلك فسَّرها الإمامُ الطبري بالمخاصمة.

57- {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا}.

{بِآيَاتِ رَبِّهِ} أي: وُعِظَ بالقرآنِ الكريم.

{فَأَعْرَضَ عَنْهَا}: لم يتدبَّرها ولم يتفكَّرها.

{أَن يَفْقَهُوهُ}: كراهةَ أن يقفوا على كنهِ الآيات. وتوحيدُ الضميرِ باعتبارِ القرآن.

{وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى} أي: إلى طريقِ الفلاح، وهو دينُ الإسلام. (روح البيان).

61- {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا}.

الحوتُ هو السمك.

64- {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ}.

نطلب. (البغوي).

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى