مقالاتمقالات مختارة

التطبيع المعلن في صفقة القرن

التطبيع المعلن في صفقة القرن

بقلم أحمد المعلم

«وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ». سورة البقرة – الآية (11 – 12).

1_ ترامب يعلنها رسمية:

في الثاني عشر من فبراير (شباط) سنة 2020 أعلنها اليمين الأمريكي – الإسرائيلي ما يسمى بـ«صفقة القرن»، أو كما يسميها البعض «رؤية ترامب»
تلك كانت آخر صفعات الغرب للعروبة كانتماء، وللوطن العربي أجمع.
صفقة القرن هي واحدة من مبادرات أمريكية عدة سعيًا في حفظ السلام المزعوم في منطقة الشرق الأوسط.
صفقة القرن لم تكن يومًا مبادرة بالمعنى البلاغي في أعين (الشعوب العربية) قد كانت – وكما وصفها كثيرون – محاولة أخرى بائسة في تحقيق المشروع الإسرائيلي ضمن حدود إقليمية عربية مركزها فلسطين وعاصمتها القدس.

2- ما وراء الصفقة:

عرضت صفقة القرن (المزعومة) بهدف إضفاء الشرعية على الواقع الخارج عن القانون عن أكبر كيان محتل الذي تم خلقه بالقوة على وقع سياسة تطبيعية وخذلان من قبل حكام العرب، وشرعنة الاحتلال والدفع بالوضع الإقليمي إلى مزيد من الفوضى.

ونذكر أن الصفقة ليست مشروعًا عنصريًا أيديولوجيًا فقط، بل هي اقتراح خطير لشرعنة احتلال أكبر كيان خارج عن القانون في العالم.

3- دور السياسة العربية في شرعنة الكيان الإسرائيلي:

لعبت السياسات العربية دورًا كبيرًا وهامًا من خلال ما عُرف لاحقًا بالتطبيع العربي في نشأة المستوطنات اليهودية، وتأسيس الكيان الصهيوني، فبذلك حققت الدولة الإسرائيلية إحدى أهم إستراتيجياتها، وهي إنشاء رقعة تصالح سياسية بينها وبين بعض الدول العربية.

  • الدليل على دعم الحكومات العربية للصفقة:
– الصمت التكتكي في الوقت الحاضر حول الصفقة وإصدار بيان معارض للصفقة من قبل جامعة الدول العربية من منظور سياسي للعلن، وقد يظهرون التأييد للخطة في المستقبل.
ومما يؤكد صحة الافتراض استشارة العديد من السياسيين العرب في خطة الأعداد، وتواجد سفراء عمان، والبحرين، والإمارات في البيت الأبيض أثناء الإعلان عن الخطة.
– إضافة الورشة الاقتصادية في البحرين أيضًا كانت تدعم الصفقة.

4- الدعم العربي الاقتصادي في تمويل الكيان الإسرائيلي:

بدأت اول معالم التطبيع العربي الاقتصادي وأبرزها سنة 2019 من خلال تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة ومن أبرز أعضائه (إسرائيل، الأردن، قبرص، اليونان، إيطاليا، مصر).
– مما سمح لدولة إسرائيل بمباشرة تبادل الصفقات التجارية والدخول بشكل رسمي ضمن سوق العمل العربي.
– عَمل الإعلام الإسرائيلي أيضًا على الترويج السياحي لمنشآته ضمن الأراضي الفلسطينية مستغلًا بعض المعالم الأثرية والحضارات القديمة ونسبها وضمها للثقافة اليهودية.
وقد لاقت المشاريع السياحية ترحيبًا من قبل الخليج العربي، فأصبحت من أهم الوجهات السياحية لبعض المطبّعين العرب.

5-  الدعم اللوجستي العربي في ثبات الرقعة الإسرائيلية:

– شاركت أيضًا بعض الدول العربية بتأمين الحدود الإقليمية لدولة إسرائيل، بل وسَعت جاهدة في تنظيم وتسهيل طرق التجارة العالمية للبواخر والناقلات الإسرائيلية مؤخرًا وتطوير الاقتصاد اليهودي عن طريق الخطط الاستثمارية الضخمة التي تقام في دولة الكيان الصهيوني، وقد ساعد هذا على خلق بنية تحتية صلبة وثورة صناعية جديدة لإسرائيل.
– وقد كان من أبرز اسباب الدعم العربي للصفقة هو استخدام إيران قضية فلسطين لشرعنة تواجد قوتها العسكرية الأيديولوجي في المنطقة، ونجد أن الأنظمة العربية متمثلًا بالسعودية، والإمارت، والبحرين تريد إنهاء هذا النفوذ.

6- مصالح تبنى وشعوب تهمش:

– لاقت هذه الصفقة ترويجًا وأيادي مصفقة عدة من بعض الدول العربية، وكان أبرزها الخليج العربي سعيًا في تحقيق مصالح، سواء على الصعيد السياسي والعسكري أو الاقتصادي.
وكانت تلك المصالح تبنى على حساب شعبٍ هُجّر اهله ونُفِيوا في المخيمات والملاجئ، وبعضهم من صمد وما زال يعيش تحت التهديد اليهودي أسوأ أساليب المعيشة، بالإضافة لحرمانهم من أهم حقوق الإنسان وهي (المواطنة).

7-  تصريحات علنية:

  • وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبعًا لما سبق مغردًا: ‏نحن في أوج عملية تطبيع مع عدد كبير جدًا من الدول العربية والإسلامية. أنتم ترون جزءًا صغيرًا منها فقط فهذا هو رأس الكتلة الجليدية التي يظهر فوق سطح الماء. وتحت سطح الماء هناك عمليات كثيرة تغير وجه الشرق الأوسط، وتضع إسرائيل في مكانة الدولة العظمى إقليميًا وعالميًا. هذه هي ثمار سياستنا.
  • وأكد في إحدى لقاءاته أن لحزب الليكود اليميني اليهودي فرع كبير وذو أهمية عالية في المملكة العربية السعودية، وهذا يمثل حجم التعاطف والتيسير الذي تقدمه المملكة لدولة اليهود، وبهذا تكون قد أصبحت خطوات التطبيع شفافيًا وعلنيًا أمام أعين الشعوب العربية.
أما حان الوقت للحكومات العربية أن تفيق من غيبوبتها؟
هل نشهد يوم الثورة الكبرى للشعوب العربية في وجه حكامها؟
(المصدر: ساسة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى