مقالاتمقالات مختارة

التطبيع التربوي: ماهيته وخطورته

التطبيع التربوي: ماهيته وخطورته

بقلم أحمد الشيبة النعيمي
مع كل يوم يمضي من أيام التطبيع تتكشف لنا أوجه خطيرة من أوجهه، ونتحدث اليوم عن وجه خطير من أوجهه، والذي يتم التخطيط له وظهرت بعض خطواته، وهو التطبيع الذي يستهدف عقول الناشئة من خلال مؤسسات التربية والتعليم، لتغييب الوعي بقضية فلسطين وأهمية القدس والأقصى، والتهوين من خطورة المشروع الصهيوني في المنطقة وتطبيع وجوده.

والسير في هذا التطبيع لم يعد سراً، فقد أعلن قبل شهر رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، في تصريحات لقناة الغد، أنه سيتم تغيير الخطاب الديني والمناهج التعليمية “حتى يشعر الإسرائيلي بالطمأنينة والانتماء”..

هكذا بكل بجاحة نعلن عن تغيير خطابنا الديني وتغيير مناهجنا من أجل سواد عيون الصهاينة، أعداء ديننا وأمتنا وأعداء حضارتنا، فأي هوان وأي خزي وصلنا إليه؟ والأقبح من ذلك تصريحات المسؤول غير المسؤولة عن أسباب تغيير ديننا ومناهجنا التربوية، وهي كما يقول ” أن يشعر الشعب الإسرائيلي بالانتماء، يشعر بالأمن والأمان، يشعر بأنه مكون طبيعي من مكونات المنطقة، ويشعر بأن له قبولاً”.. هل هناك بجاحه ووقاحة أكثر من هذه الوقاحة؟

نحن أمام تحدٍ غير طبيعي ولم يسبق أن مر علينا، وهو إنتاج أجيال ممسوخة الهوية، والأكبر من ذلك أنها لا تعرف عدوها بل تعمل على مصالحه ضد مجتمعها ووطنها. هذه الأجيال ستكون عائقاً أمام أي مشروع من شأنه أن يتقدم بالأمة والوطن نحو الأمام إن تُرك لها أن تنشأ كما يخطط النظام.

ولأكون أكثر تحديدا، فإن الجيل من مواليد 2010 وما بعده هو هذا الجيل المستهدف، الذي يراد له أن يكون مجرد سخرة لخدمة المشروع الصهيوني، وفقاً للمناهج الجديدة وكل خطط التربية والتعليم المرسومة بأياد صهيونية.

ولا يمكن للمجتمع أن يقف عاجزا صامتا أمام سرقة عقول ونفوس أبنائه ليكونوا أدوات في يد مشروع إجرامي بغيض، بل وجب على الجميع الوقوف أمامه وشحذ المهم نحو إفشاله وطرده من مجتمعنا، وأول المسؤولين عن ذلك هي الأسرة التي هي المحضن الأول والأساسي لكل طفل.

ولذلك فإنه لمواجهة هذا التطبيع ندعو جميع التربويين إلى إعداد مناهج تربوية أسرية خاصة بالتوعية بالقضية الفلسطينية، تتناسب مع المرحلة العمرية للطلبة. فستظل الأسرة هي الحصن المنيع من التأثيرات، ويجب التركيز على تفعيل دور الأسرة التربوي في هذه الفترة بالتحديد لمواجهة التطبيع التربوي والثقافي.

(المصدر: عربي21)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى