مقالاتمقالات مختارة

التشيع مشروع سياسي لاستعادة امبراطورية فارس

التشيع مشروع سياسي لاستعادة امبراطورية فارس

بقلم أبو بكر أبو المجد

الملالي.. ليسو زهادًا أو علماء وإنما هم جماعة من ورثة النظام الصفوي العنصري التوسعي البغيض.. والعاصمة الدينية عندهم “قم” بحسب الاحصائيات هي أكثر المدن فسادًا أخلاقيًا، وكشفًا لمدى الفساد الذي عليه هؤلاء الحكام في إيران.

WhatsApp Image 2020 09 22 at 12.16.07 AM

التشيع مشروع سياسي لاستعادة امبراطورية فارس

إنهم أصحاب مشروع سياسي امبراطوري، وما تسربلهم بعباءة التشيع وحب آل البيت إلا وسيلة لطمس الهوية الثقافية وإيقاع الخلافات والحروب المجتمعية.

التشيع الإيراني هو دعوة فاسدة ليست من الدين في شيء، وإن لبها احتلال الدول العربية وتمكين الملالي من رقاب المسلمين ومقدراتهم.

في دراستنا هذه سنستعرض أصل انتهاج الملالي للمذهب الإثنى عشري، ومن أين جاءوا به، وماذا كان الهدف من اتباعه، وكيف تم نشره؟

ثم سننتقل للحديث عن مخططات الدولة الإيرانية في الدول العربية ونكشف الهدف الأكبر لهذا المخطط الصفوي الكبير، وحجم الإنفاق على هذه المخططات الخبيثة.

الانطلاقة

كانت بدء انطلاقة هذا المشروع مع تسمية الدولة الصفوية على تلك الدولة التي أسّسها (الشاه إسماعيل الصفويّ) وعلى أتباعه، وهو من سلالة الشيخ صفيّ الدين الأردبيلي الذي كان يسكن مدينة أردبيل التابعة لإقليم أذربيجان في شماليّ غرب إيران.. والشيخ الأردبيلي هو أحد مريدي الشيخ تاج الدين الزاهد الكيلاني صاحب إحدى الطرق الصوفية، وكان ينتمي إلى المذهب الشافعيّ.. وقد قام حفيد صفيّ الدين (الشيخ إبراهيم) بتطوير طريقته الصوفية، ثم باعتناق المذهب الشيعيّ الشيعة الإمامية وتحويل طريقته إلى طريقةٍ شيعيةٍ إمامية متعصّبةٍ غالية.. وسار على دربه ابنه الأصغر جنيد الذي قُتِلَ في إحدى حروبه، فخلفه ابنه حيدر الذي لُقِّبَ بلقب سلطان، وأمر أتباعه بأن يضعوا على رؤوسهم قلنسواتٍ من الجوخ الأحمر، تضم الواحدة منها اثنتي عشرة طيّةً، رمزاً للأئمّة الإثنى عشر عند الشيعة الإمامية، وقد قُتِلَ حيدر أيضاً في إحدى حروب الثأر لوالده.. وخلفه ابنه (إسماعيل)، الذي أعلن فيما بعد دولته الصفوية في عام 1501م، ووطّد دعائمها، فامتدّت من إيران إلى ما حولها، إلى أن وصلت بغداد.

كان غالبية الشعب الإيراني حينذاك من السُنة الشافعية، بنسبة تقترب من 90%؛ ورغم أنّ علماء الشيعة حذّروا “الصفوي” من إصراره على تعميم مذهبه؛ إلا أنه لم يكترث، وقال قولته المشهورة: “إنني لا أخاف من أحد، فإن تنطق الرعية بحرفٍ واحد، فسوف أمتشق الحسام، ولن أتركَ أحداً على قيد الحياة”!.. ثم قام بصكّ عملة الدولة، منقوشاً عليها مع اسمه عبارة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي وَليّ الله).

ثم أمر جنوده بالسجود له كلما قابلوه، وقد اشتهر بدمويّته وساديّته الشديدة، فقام بقتل علماء المسلمين وعامّتهم، فقتل أكثر من مليون مسلمٍ سنيّ، ونهب أموالهم، وانتهك أعراضهم، وسبى نساءهم، وأمر خطباء المساجد من أهل السنة بسبّ الخلفاء الراشدين الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) رضي الله عنهم، وبالمبالغة في تقديس الأئمة الإثني عشر.. ووصل الأمر به إلى أن ينبشَ قبور علماء المسلمين من أهل السنة وشيوخهم، وحرقَ عظامهم!

وهكذا كانت دولة الشاه إسماعيل الصفوي تأسيسًا لدول الإمامية الإثنى عشرية كلها، ومثالًا يُحتَذى بها شيعيًا فيما بعد، من حيث ممارساتها الشاذة!

امتدّت الدولة الصفوية فيما بعد في كل أنحاء إيران وما جاورها، فقضى الشاه إسماعيل على الدولة التركمانية السنية في إيران، ثم سيطر على فارس وكرمان وعربستان وغيرها.. وكان في كل موقعةٍ يذبح عشرات الآلاف من أهل السنة.. إلى أن هاجم بغداد واستولى عليها، ومارس أفظع الأعمال فيها ضد أهل السنة، ومما فعله: “قام بهدم مدينة بغداد، وقَتل الآلاف من أهلَ السنّة، واستخدم التعذيب الشديد بحقّهم قبل قتلهم، ثم توجّه إلى مقابرهم، فنبش قبور موتاهم، وأحرق عظامهم!

كما توجّه إلى قبر أبي حنيفة وعبد القادر الجيلاني ونكّل بهما ونبشهما! وكذلك قام بقتل كل من ينتسب لذرية القائد المسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في بغداد لمجرّد أنهم من نسبه، وقَتَلهم قتلةً شنيعة!

الهزيمة

عندما وصلت أخبار المجازر الصفوية وممارساتها إلى السلطان العثماني سليم الأول عام 1514م، قام بتجهيز جيشه وحرّر بغداد بعد ست سنواتٍ من الاحتلال الصفويّ، وأسر زوجة إسماعيل الصفوي، وقتل المتواطئين على احتلال العراق.. وبعد فراره، قام إسماعيل الصفويّ بإبرام حلفٍ مع الصليبيين البرتغاليين، على أن يحتل الصفويون (مصر والبحرين والقطيف)، ويحتل البرتغاليون هرمز وفلسطين.. لكنّ العثمانيين أحبطوا مخطّطه هذا، إلى أن هلك إسماعيل الصفوي في تبريز عام 1524م، فخلفه ابنه طهمباسب الصفويّ.

تحالف مع الصليب

لم يكن الهدف الصفوي من إقامة هذا النظام السياسي على أساس ديني غير السيطرة والهيمنة على بلاد المسلمين الذين أّذاقوا الفرس شر هزيمة، وتمكنوا من تحرير الشعوب التي كانت تعاني تحت وطأة هذا الحكم المجوسي العنصري، وما القصة من بدايتها حتى نهايته غير رغبة خبيثة لوريث فارسي دموي أراد إعادة أمجاد كسرى بالقوة ففشل، فنصحه خبثاؤه برفع الشعارات الدينية كبديل حتى يتمكن من تبرير جرائمه وفظائعه في حق المسلمين.

والدليل أن تحالف الأب مع الصليبيين البرتغال لم يكن أمرًا عارضًا؛ ولكنه منهجًا وعقيدة أقوى من الدين الإسلامي الذي زعم هذا السفاح وأهله اعتناقهم له، فهذا ما فعله ابنه نفسه بعد هلاكه.
فبعد إسماعيل الصفوي، تولى ابنه طهماسب مقاليد السلطة، وهم بالتحالف مع المجر والنمسا ضد الدولة العثمانية التي كان يحكمها السلطان سليمان القانوني عام 1525م، واستعان طهماسب بأحد رجال الدين الشيعة اللبنانيين نور الدين علي بن عبد العال الكركي، فكتب له المؤلّفات التي برّرت ممارسات الشيعة ضد السنة، وأسّس بفكره ومؤلّفاته الشيعية لما يُسمى بـ ولاية الفقيه، بأن اعتبر زعيمَ الدولة الصفوية (نائبًا للإمام المنتَظَر الغائب) وكالةً!

وعاد نفوذ الصفويين إلى العراق عن طريق عملائهم الشيعة هناك، لكن السلطان سليمان القانوني أعاد فتح العراق من جديد، وقضى على حكامه الموالين للصفويين.

هلك طهماسب بالسمّ على يدي زوجته، فخلفه من بعده ابنه إسماعيل الثاني ثم ابنه الثاني محمد خدابنده.

ثم جاء عباس الكبير بن محمد خدابنده، والذي لم يتوان في التحالف مع البريطانيين ضد العثمانيين، وحاصر المدن السنية، ونكّل بها وبأهلها، وقام بترحيل 1500 عائلةٍ سنيةٍ كردية، وقتل 70 ألفًا من الأكراد السنة، ومنع الحج إلى مكة المكرّمة، وأجبر الناس على أن يحجّوا إلى قبر الإمام موسى بن الرضا) في مدينة (مشهد) الفارسية!

ثم قام بتكريم النصارى والأوروبيين، وبنى لهم الكنائس، وأعفاهم من الضرائب، وشاركهم أعيادهم، واحتسى الخمر معهم!

هاجم الشاهُ (عباس الكبير) العراقَ، واستولى على بغداد والموصل وكركوك، ثم على معظم البلاد، وحاول فرض التشيّع بالقوة، لكنّ أهل العراق رفضوا ذلك، فنكّل بهم، قتلاً وتشريدًا وتعذيبًا، وسبى النساء والأطفال، وأعاد هدم مرقدي الشيخ (عبد القادر الجيلاني) و(أبي حنيفة النعمان)، وحوّل المدارس السنّية إلى (اصطبلات)، وقام بإعداد قوائم طويلةٍ لإبادة أهل السنّة في العراق.. إلى أن مات فخلفه الشاه (صفيّ الأول)، الذي حرّر العثمانيون العراقَ في عهده مرةً جديدةً وأخيرة!

وانتهت الدولة الصفوية بعد 100 عامٍ تقريبًا من عهد (صفيّ الأول)، أي في عام (1722م)، بعد أن استمرّت (221) سنة.. ولم يعد الصفويون إلى بغداد، إلا في عام 2003م، على ظهور الدبابات الأمريكية الصليبية.. ثم اليمن على يد الحوثيين، ثم لبنان على ظهر حزب الله ثم سوريا على ظهر العلويين من أتباع بشار الأسد، وكذلك على يد الروسي. وذلك بعد أن عادوا إلى حكم بلاد فارس (إيران)، إثر انتصار ثورتهم الصفوية الشيعية بزعامة (الخميني) عام 1979م.

انحرافات عقدية

لا يستطيع أحد تفهم حرص هؤلاء الذين يعلنون عن كونهم شيعة على لعن صحابة رسول الله، والطعن في شرف أم المؤمنين السيدة عائشة، وإقامة الملاطم التي يرتكبون فيها أسوأ الأفعال التي ما أنزل الله بها من سلطان، حيث يضربون أنفسهم بالجنازير والسيوف حتى تسيل دماهم، وضرب الرؤوس بالسكاكين الحادة، واللطم على الوجوه والصدور، وضرب الظهور بالجنازير، وارتداء الثياب السوداء، وإنشاد أشعار البكائيات (التطبير).. وذلك منذ دخول شهر المحرّم، وحتى اليوم العاشر منه يوم عاشوراء.. كما حرّموا الزواج في هذا الشهر!

كل هذا من باب إحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه، وتكفيرًا عن تقصيرهم في الدفاع عنه، وهم لم يكونوا موجودين أصلًا، والقرآن الكريم قال: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”!

ويقول أيضا تبارك وتعالى: “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يعملون”.

كما أنهم يجيزون سجود الإنسان للإنسان، و رصد مرتّباتٍ ضخمةٍ لرجال الدين الشيعة، ومَنحهم إقطاعياتٍ وأوقافًا خاصة، وهي مستحدَثات مأخوذة عن الفُرس، وذلك تأسيسًا لما يُسمى عند الشيعة اليوم بـ الخُمس.. وذلك كله، لكي يقومَ رجال الدين بدعم الشاه أو السلطان عند عامة الشعب.

الغلوّ وإدخال مختلف أنواع الخرافات والبدع والطقوس (اليهودية والمجوسية والنصرانية والبوذية) إلى الشعائر الإسلامية وعقيدة الإسلام.

السرداب

يقول الباحث السياسي، محمد بسام يوسف، إن (تصدير الثورة) الإيرانية عقيدة منبعها النـزعة القومية الإيرانية المعادية للعرب، والمذهب الشيعي الإمامي، التي (تعتبر أهلَ السنّة (نواصب) كفارًا ينبغي قتالهم وقتلهم، أو تغيير دينهم إلى الشيعة الإمامية)!

لكنّ وقوع الحرب العراقية الإيرانية التي هُزِمَت فيها إيران، ثم وفاة الخميني.. استدعى إعادةَ النظر في السياسة الثورية الانقلابية الإيرانية، بهدف ترتيب الأوضاع الداخلية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا بعد الهزيمة.. من جهة، وبهدف الاستجابة لمتطلّبات التحوّلات الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفرّد الولايات المتحدة الأمريكية بالهيمنة على العالَم.. من جهةٍ ثانية.

ويضيف يوسف، لذلك كان لا بد من تغيير التكتيك والأسلوب، مع بقاء الهدف الاستراتيجيّ قائمًا: “تصدير الثورة؛ لكن من غير ضجيجٍ أو إثارة ردود الأفعال السلبية محليًا وإقليميًا ودوليًا!

وهكذا –لتصدير الثورة بالتكتيك الجديد.

الخطة الخمسينية

رُسِمَت الخطة الخمسينية (أي مدتها خمسون سنة)، التي سُرِّبَت منذ سنوات، ونشرها مكتب لندن لرابطة أهل السنة في إيران، وأبرز ما جاء فيها من مَحاوِر:

1- الخطة تستهدف أهل السنّة داخل إيران وخارجها، وهي ذات صبغةٍ قوميةٍ فارسيةٍ ثقافيةٍ اجتماعيةٍ تاريخيةٍ سياسيةٍ اقتصادية دينية.

2- تعتمد الخطة على تحسين العلاقات مع الآخرين ما أمكن ذلك، وعلى نقل أعدادٍ من العملاء إلى الدول المستهدَفَة، وتجنيد عملاء مؤيّدين من شعوب هذه الدول المختَرَقة.

3- زيادة النفوذ الشيعيّ في مناطق أهل السنة، عن طريق بناء الحسينيات والجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية والمؤسّسات الطبية والصحية، وتغيير التركيبة السكانية، بتشجيع الهجرة الشيعية إلى تلك المناطق، وبتهجير أهل تلك المناطق منها.

4- توزَّع الخطة على خمس مراحل، مدة كل مرحلةٍ عشرُ سنوات:

أ- المرحلة الأولى (مرحلة التأسيس ورعاية الجذور): إيجاد السكن والعمل لأبناء الشيعة المهاجرين إلى الدول المستهدَفَة، ثم إنشاء العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال والمسؤلين الإداريين في تلك الدول، ثم محاولة خلخلة التركيبة السكانية عن طريق تشتيت مراكز تجمّعات أهل السنّة وإيجاد تجمّعاتٍ شيعيةٍ في الأماكن الهامة.

ب- المرحلة الثانية (مرحلة البداية): العمل من خلال القانون القائم وعدم محاولة تجاوزه، ومحاولة التسرّب إلى الأجهزة الأمنية والحكومية، والسعي للحصول على الجنسية المحلية للمهاجرين الشيعة.. ثم التركيز على إحداث الوقيعة بين علماء السنة (الوهابيين) والدولة، من خلال تحريض العلماء على المفاسد القائمة وتوزيع المنشورات باسمهم، وارتكاب أعمالٍ مريبةٍ نيابةً عنهم، وإثارة الاضطرابات.. ثم تحريض الدولة عليهم، وذلك كله، للوصول إلى هدف إثارة أهل السنّة على الحكومات، حتى تقمعَ تلك الحكومات أهلَ السنّة، فيتحقق انعدام الثقة بين الطرفين.

ج- المرحلة الثالثة (مرحلة الانطلاق): ترسيخ العلاقة بين الحكام والمهاجرين الشيعة العملاء، وتعميق التغلغل في أجهزة الدولة، وتشجيع هجرة رؤوس الأموال السنية إلى إيران، لتحقيق المعاملة بالمثل، ثم ضرب اقتصاديات تلك الدول، بعد السيطرة عليها.

د- المرحلة الرابعة (بداية قطف الثمار): التي تتميّز بالوصول إلى المواقع الحكومية الحسّاسة، وشراء الأراضي والعقارات، وازدياد سخط الشعوب السنيّة على الحكومات بسبب ازدياد نفوذ الأغراب الشيعة.

هـ- المرحلة الخامسة (مرحلة النضج): فيها تقع الاضطرابات الشديدة، وتفقد الدولة عوامل قوّتها (الأمن، والاقتصاد)، وبسبب الاضطرابات يتم اقتراح تأسيس (مجلسٍ شعبيٍ)، يسيطرون عليه ويقدّمون أنفسهم مخلِّصين لمساعدة الحكّام على ضبط البلاد، وبذلك يحاولون السيطرة بشكلٍ هادئٍ على مفاصل الدولة العليا، فيحقّقون هدف (تصدير الثورة) بهدوء.. وإن لم يتم ذلك، فإنهم يحرّضون على الثورة الشعبية، ثم يسرقون السلطة من الحكّام.

ويقول الكاتب والأكاديمي الفلسطيني، غازي التوبة، أن الخميني ما عاد من فرنسا إلى طهران ليكون حاكمًا يخلف الشاه فقط، بل عاد حاكمًا يحمل مشروعًا ذا مضمون ديني وثقافي وسياسي.. من أجل تحقيق أهداف متعددة.

وأوضح أن أبرز ملامح هذا المشروع هو أن قيادته دينية تمثلت في “ملالي إيران”، وأنها سخرت كل إمكانيات إيران الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والبشرية والإعلامية من أجل تحقيق هذا المشروع، وأن المشروع جعل أول أهدافه نشر التشيّع، وتحويل هذه الأمة إلى “أمة شيعية”.
وأضاف “التوبة”، لقد اتضح هذا من إصراره على جعل إيران تلتزم المذهب الجعفري الإثني عشري، مع أن وفودًا كثيرة من أحزاب العالمين العربي والإسلامي وجماعاتهم ومفكريهم وقادتهم، جاءته وطلبت منه ألا يحول إيران إلى دولة طائفية، بل يجعلها دولة “الأمة الإسلامية”؛ لكنه أصر على ذلك، وجعل المادة الثانية عشرة من الدستور الإيراني تنص على ما يلي: “الدين الرسمي لإيران هو الإسلام، والمذهب الجعفري الاثنا عشري، وهذه المادة تبقى للأبد غير قابلة للتغيير”.
وأفاد الأكاديمي الفلسطيني، أن إيران شرعت مع تولي الملالي حكم البلاد بالتواصل مع الطوائف الشيعية الموجودة في بعض البلدان العربية والإسلامية، وإمدادها بالمال والإعلام والتوجيه والخبرات والدعاة.. وتحريضها على الدعوة إلى التشيع في محيطها السني، مما ولد تصادما بين طرفين كبيرين من الأمة في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية.
وقد أدى هذا إلى الاقتتال وإسالة الدماء في بعض الأماكن كما حدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان، مع أن الأمة أحوج ما تكون إلى الوحدة لمواجهة الخطر الأكبر الذي يقوده المشروع الغربي الصهيوني.

ثانيًا: نشر التشيع في البلاد ذات الطابع السني التي لا طوائف شيعية فيها، عن طريق إرسال الدعاة لها، وفتح المراكز الثقافية فيها، وتوزيع الكتب والمنشورات على أهلها، وتوجيه الإذاعات لها، واستقبال البعثات التعليمية منها.. مما ولد صراعًا بين أبناء البلد الواحد، وأحدث فتنًا ومشاكل، كما حدث في مصر ودول المغرب العربي.

ثالثًا: استغلال القضية الفلسطينية: لقد قال الخميني في أحد مجالسه الخاصة: “إذا لم يكن لنا يد في القضية الفلسطينية فلا قيمة لسياستنا الخارجية”، لذلك أقام “ملالي إيران” علاقات مع معظم الفصائل الفلسطينية تطبيقا لكلمته، وأمدوها بالمال والسلاح من أجل أن يكون لهم يد في القضية الفلسطينية، لأنهم يعتقدون أن هذه اليد في القضية الفلسطينية ستكون مدخلًا لتجميل “مشروع ملالي إيران” من جهة، ومدخلا لقلوب المسلمين من أجل “نشر التشيع” من جهة ثانية.
وأسفر هذا المخطط الذي أوضح الباحث والأكاديمي الفلسطيني بعض ملامحه عن توغل إيران في بلاد العرب، وتمكنها من قلب وعقل أبنائها فمثلا في لبنان:

دعم “ملالي إيران” الطائفة الشيعية في لبنان، وإنشائه حزب الله عام 1982، ودعمه بالمال والسلاح والتوجيه والخبرات، مكن الحزب اليوم وبعد ثلاثين سنة من أن يكون دولة داخل الدولة، بل دولة أقوى من الدولة اللبنانية مختطفا كل لبنان.

وفي سوريا، فإن دعم “ملالي إيران” لحافظ الأسد في سوريا، وإلحاق الطائفة العلوية بالطائفة الشيعية مع أن هذا مناقض لأصول مذهبهم، ثم دعم نظام بشار في وجه الثورة السورية التي قامت عام 2011، والذي ساهم بقوة في بقاء بشار حتى اليوم، ساهم في نشر المذهب الشيعي، وتحول الكثير من الأسر إليه، ثم قامت كثير من الحسينيات في طول البلاد وعرضها، إضافة للمساجد القبورية، والحوزات العلمية والمعاهد الدينية التي تخدم توجههم الطائفي المذهبي.

وإقامة “ملالي إيران” علاقات مع معظم الفصائل الفلسطينية وإمدادها بالمال والسلاح، جعل لهم حضور في القضية، واستغلوا ذلك كآداة لتجميل الوجه السياسي للملالي، والدخول إلى قلب وعقل عامة المسلمين عبر مظلومية فلسطين المحتلة.

أما العراق، الذي يعتبره الملالي جزء من أراضي كسرى، ودولة فارس القديمة، فلم يغب يوما عن خلدهم، ودائما كان نصب أعينهم، خاصة وأن به الكثير من “المقدسات الشيعية” من جهة، وأكبر “طائفة شيعية” في العالم العربي من جهة أخرى، وقد قامت حرب ضروس بين نظام “ملالي طهران” ونظام “صدام حسين” استمرت ثماني سنوات دمرت البلدين.

خطى السلف

وعلى خطى أسلافهم في دولة اسماعيل الصفوي، وتحالفهم مع صليبيي البرتغال والمجر وبريطانيا، فقد تعاون “ملالي إيران” مع أمريكا وإسرائيل في محطات عدة أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وأبرز الفضائح التي أشارت إلى ذلك فضيحة إيران-جيت التي وقعت عام 1985.

ثم تعاون “ملالي إيران” مع أمريكا أثناء حرب التحالف الدولي لإخراج صدام حسين من الكويت عام 1991، ومرة أخرى تعاونوا مع أمريكا أثناء احتلالها العراق عام 2003، ودفعوا كل قيادات الشيعة الدينية والسياسية من أجل إنجاح هذا الاحتلال، وخلال 3 أسابيع فقط سقط العراق بفضل هذا التعاون، وخيانة الشيعة الموالين لإيران في الجيش العراقي وقتئذ واضحة.

ثم تعاونت القيادات الشيعية الدينية والسياسية في العراق مع المحتل، عبر فتاويها المحرمة لمقاومة المحتل، ودعمها لقتال المقاومين عبر مليشيات الشيعة الموالية لعمار الحكيم ومقتدى الصدر، وغيرها.

واستلم الشيعة قيادة العراق، واستأثرت الطائفة الشيعية بمعظم المناصب السياسية والعسكرية والأمنية، وتجلى ذلك في عهد العنصري الموالي لإيران، نوري المالكي، رئيس وزراء العراق السابق ومن خلفوه في المنصب، واتضح أن العراق يتجه إلى التقسيم المعلن، وهو الآن في دائرة التقسيم المضمر، فهناك دولة كردية في الشمال، وطائفة سنية مضطهدة من قبل حكام بغداد في الوسط، ودولة شيعية في الجنوب.

أما في اليمن، فقد دعم “ملالي إيران” الحوثيين بالمال والسلاح والخبرات، وخاض الحوثيون حروبًا عدة مع الجيش اليمني عندما كان علي عبد الله صالح رئيسًا للجمهورية، ثم التف الحوثيون على الاتفاق الدولي الذي رسمته “المبادرة الخليجية المعدلة” واحتلوا صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وها هم الآن يعيدون تكرار ما فعله حزب الله في لبنان، في محاولة لاختطاف اليمن وتشكيل دولة لهم داخل الدولة.

ويكشف الأكاديمي الفلسطيني، غازي التوبة، أن “المشروع الغربي الصهيوني” يلتقي مع “مشروع ملالي إيران” في محاور عدة، أهمها محوران اثنان، هما:

الأول: تفتيت الوحدة الثقافية:

فنشر المذهب الشيعي سيكون في محيط أهل السنة، وسيؤدي إلى صراع معهم، وهذا ما سيؤدي إلى تفتيت الوحدة الثقافية، مع أن هذه الوحدة هي أثمن ما نملك في مواجهة الصراع مع المشروع الغربي الصهيوني، وهي ما يجب أن نحرص على بقائها وعدم إضاعتها في معارك جانبية، وتوفير طاقة الأمة من أجل البناء الحضاري.

الثاني: التجزئة السياسية:

“”مشروع ملالي إيران” مشروع معاد للأمة منذ أن قاده الخميني عام 1979، وربما كانت حقيقة هذا المشروع خافية على كثير من أبناء الأمة ودعاتها وعلمائها وجماعاتها وأحزابها في البداية، لكنها لم تعد خافية على أحد بعد أحداث العراق عام 2003، وسوريا عام 2011، واليمن 2014″.
فبحسب “التوبة”، فإن ثمرة تحريك “ملالي إيران” الطوائف الشيعية في العالم العربي، التجزئة السياسية للبلدان العربية، وهو ما قد يحصل في العراق بتقسيمه إلى ثلاث دول: كردية في الشمال، وسنية في الوسط، وشيعية في الجنوب.

وهو ما يحصل الآن في اليمن وترجيح تقسيمه إلى دولتين، وهو ما يمكن أن يحصل في سوريا من ناحية إمكانية تقسيمه إلى عدة دول: دولة للعلويين في حمص والساحل، ودولة سنية في حلب ودمشق، وكردية في الشرق، ودرزية في الجنوب.. إلخ.

فساد الملالي

ليسو زهادا أو رجال دين صالحين، هم مجرد ولاة على مشروع سياسي توسعي عنصري، هذه هي حقيقة ملالي إيران.

ففي شهر مايو 2017، نشرت مجلة فوربس الشهيرة تقريرًا كان عنوانه “الملالي المليونيرات”، وفي التفاصيل تكشف المجلة حقيقة الشهوة للقوة والمال التي يعشقها رجال الدين بعد بلوغهم السلطة في إيران.. رغم رفع شعار الزهد ومحاولة ترسيخ صورة الحياة البسيطة، فهذه الطبقة لا تنتمي إلى الفقراء أو العاطلين عن العمل، بل إنها تمتلك ثروة تتخطى مليارات الدولارات، بحسب قول الصحيفة.

وذكرت المجلة أن هذه المليارات يجنيها الملالي من احتكار المؤسسات الخيرية وإدارة المزارات الدينية والمرافق الحكومية، واحتكارهم الاقتصاد الإيراني بالكامل من البنوك إلى الفنادق والشركات، وصولاً إلى محلات البقالة والصيدليات وخارج الحدود هناك الاستثمارات الكبرى كلها تقع تحت قبضتهم.

وتضيف الصحيفة، أن بعض هؤلاء يلبس العباءة الدينية، مثلًا رجل الدين المتشدد محمد تقي مصباح يزدي المقرب من المرشد الأعلى يدير مؤسسة “الإمام خامنئي” التعليمية العملاقة ذات الفروع المتعددة، وهناك ملالي ليسو بمراجع، مثل واعظ عبسي الملقب بإمبراطور مدينة مشهد، حيث يتولى إدارة حرم الإمام الرضا.

الملالي الشباب يوضعون على سكة الثراء عبر التحاقهم بمركز خدمات الحوزة العملية في قم، هذا المركز يهئ للطلاب الملتحقين به خدمات السكن والقروض والصحة وتسهيلات للزواج.
أما المرشد الأعلى علي خامنئي فيتربع على عرش الملالي الأثرياء بدون منازع، يستحوذ على إمبراطورية مالية تقدر بـ95 مليار دولار وفق رويترز.

وهي ثروة تفوق 30 مرة تلك التي كان يملكها الشاه محمد رضا بهلوي، ولأجل محاربة الفقر أسقط حكمه.

فملالي قم مثلا الكبار يعيشون مع أبنائهم حياة الترف والبذخ الأسطورية من خلال هيمنتهم على المشاريع الاقتصادية وامتلاكهم أسهما في أغلب المصانع الكبرى، وتقاضيهم ما يسمى بالوجوه الشرعية من أموال الخمس التي تجبى إليهم من مقلديهم والتي تبلغ سنويا مليارات التومانات.
وهذا ما ساعدهم على جني ثروات خيالية، فأصبحوا يمتلكون أكبر القصور في أرقى مناطق مدينة قم كمناطق سالارية، وبلوار أمين وغيرها.. هذا إلى جانب امتلاكهم بيوت وفلل فخمة في مناطق نياوران وتجريش شمال طهران.

وفي يوليو 2017، أعلن المتحدث باسم وزارة العدل الإيرانية حينئذ، غلام حسين محسني أن مهدي هاشمي، نجل الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، سيمضي عقوبة السجن 10 سنوات لوقائع مرتبطة بجرائم اقتصادية وبالأمن، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.

وأدين هاشمي بالسجن 15 عامًا في ثلاث قضايا تتعلق “بالأمن القومي” وتهم “احتيال واختلاس أموال وتزوير”. وأكدت محكمة الاستئناف هذه الأحكام، وأوضح محسني أنه سيتم تطبيق العقوبة الأقسى عملا بالقانون.

وقبل سنوات كشف، صباح الموسوي، عن تقارير طبية وأمنية وإجتماعية إيرانية معلومات وأرقام تؤكد أن مدينة قم، والتي هي أشهر وأهم مدينة حاضنة للحوزات العلمية الدينية في إيران، وإحدى مدنهم المقدسة، تشهد أعلى نسبة في جرائم الخيانة الزوجية وأعلى الأرقام في الجرائم الأخلاقية وأعلى نسبة في عمليات انتحار الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش والاغتصاب من قبل الملالي وطلاب الحوزات.

وأشار الموسوي إلى فساد القضاء الذي يشجع على طلاق النساء.. وعن ممارسات جمعية الزهراء التي تستقطب المطلقات لتوفير طلبات الملالي وطلاب الحوزات الراغبين في زواج المتعة.
وكشف الموسوي عن تقارير أمنية تؤكد أن واحدًا من بين كل ثلاثة أفراد في “قم” يتعاطى المخدرات، وأن الشرطة تعثر يوميًا على أجنة تم إسقاطهم ورميهم في أماكن تجمع المخلفات وفي قنوات المجاري.

وجاء ذلك في دراسة مختصرة نشرها الموسوي، عن ممارسات ملالي إيران التي قال صاحب الدراسة أنها كشفت حقيقة تسمية مدينة قم بالمدينة الفاضلة لتغطية ما تحوي وتشهد هذه المدينة يومياً من جرائم وممارسات إجرامية.

إن إجراءات الفصل بين الجنسين تطبق في جميع المؤسسات التعليمية والإدارية و الصحية ومراكز التسوق ووسائل النقل والمطاعم والحدائق وباجات التلفون العمومية وغيرها من المرافق العامة الأخرى؛ ولكن ما هو ملفت للنظر أن جميع المراكز التي خصصت للنساء بقيت مفتوحة على الملالي من رجال السلطة، فهؤلاء مستثنون من تطبيق إجراءات الفصل وهم الوحيدون الذين يحق لهم الاختلاط مع النساء في تلك المرافق والمؤسسات.

فالملالي وحدهم الذين يدخلون مراكز التعليم المخصصة للفتيات على الرغم أنه لا يحق للرجال في قم التدريس في المراكز التعليمية النسوية، وهكذا بالنسبة للمراكز الصحية والمستشفيات والمنتزهات المخصصة للنساء نجد أن الملالي يتجولون فيها دون أي إحراج وكأنهم محللون على جميع النساء اللواتي يدخلن هذه الأماكن.

فالملالي ما إن يروا امرأة أو فتاة تسير في الشارع حتى يسارعوا في مفاتحتها بموضوع الصيغة (زوج المتعة) دون أن يتعرضن للمساءلة إذا ما شكتهم امرأة، والسبب في ذلك أن ما يطلبونه يعد أمرًا مشروعًا ومصرح به من قبل الحكومة وهو عمل محمود وموصى به من قبل أئمة المذهب بحسب ما هو وارد في كتب العقائدية الشيعية.

ولهذا فإن على المرأة في قم أن تتحمل الإهانات والتحرشات الجنسية من قبل هؤلاء الملالي وغيرهم من الشباب والرجال وهي إمام خيارين، إما أن تخضع وإما أن تعيش مرارة الكبت النفسي الذي يؤدي بها إلى الانتحار.

ورغم كل إجراءات الفصل تبقى مدينة قم تسجل أعلى نسبة في الجرائم والمفاسد الاجتماعية على مستوى إيران كلها، ففي هذه المدينة سجلت أعلى نسبة مئوية للخيانة الزوجية من قبل النساء بالدرجة التي لم تسجلها حتى العاصمة طهران التي تعد أكثر المدن الإيرانية انفتاحًا.
كما أن أعلى نسبة للانتحار بين الإناث ( عن طريق السم ) في إيران سجلت في مدينة قم، وذلك بسبب الكآبة النفسية التي تعاني منها نساء وفتيات المدينة نتيجة الأجواء القمعية والأساليب التمييزية التي تمارسها عليهن سلطة الملالي عبر الإجراءات التي تطبقها ما تسمى بـ ” شرطة الأخلاق الحميدة ” التي تجوب بدورياتها الشوارع ومراكز التسوق والمطاعم وغيرها من المرافق العامة، وتقوم بإيقاف واستجواب المرتادين على تلك الأماكن، وكثيرًا ما تجري اعتقالات في صفوف الرجال والنساء وتصدر أحكامًا بالجلد في حقهما بدعوى عدم رعايتهما للشؤون الدينية وحرمة المدينة المقدسة.

الجائزة مصر

إن كل ما قامت وما تقوم به إيران وإن كان قد تحول اليوم إلى مواجهة مباشرة واضحة مع مسلمي الدول الخليجية، وتحديدا في السعودية؛ غير أن مصر كانت ولا تزال الجائزة والهدف الأكبر لملالي طهران.

فقياصرة فارس المتسربلين بعباءة التشيع لا ولم ولن ينسوا أن الصرح الديني الأعظم في العالم الإسلامي “الأزهر الشريف”، كان في يوم المدرسة التي أسسها الشيعة المقربون من اليهود، والمتلحفين باسم السيدة فاطمة الزهراء رضوان الله عليها، لنشر مذهبهم الخبيث؛ لكن الله أبى إلا أن تكون مصر والأزهر الشريف بها مدرسة أهل السنة والجماعة، والجامعة الإسلامية الأعظم في العالم.

الشيعة في مصر مسلمون لا شك، لا نكفرهم ولا نفسقهم بكل تأكيد؛ لكن حقهم علينا وحق مصر الوطن والمصريين أن يعرفوا ويدركوا حقيقة المخطط الذي يسعى لتنفيذه أناس يتمسحون بالإسلام وأهله، في نفس الوقت الذي يهدون فيه كل دعائمه ليلًا ونهارًا، بإضمار الحقد والكراهية للعرب، والمسلمين السنة، وتسميتهم بالنواصب، ولعن صحابة رسول الله واتهام أم المؤمنين عائشة بالزنا، ثم بعد ذلك ليختاروا طريقهم، والصف الذي ينتمون إليه.

فإيران تنفق عشرات المليارات لتغيير أهل السنة لعقائدهم، وتشيعهم، وكذلك للحفاظ على مكتسباتها السياسية في بعض الدولة العربية كلبنان والعراق وسوريا واليمن.

فكشف الباحث المتخصص في الشأن الشيعي، أسامة شحادة عن معلومات استقاها من موقع “شيعة نيوز” (باللغة الفارسية والرابط الذي وردت فيه المعلومات لم يعد يعمل الآن)، عن أن ” الحكومة الإيرانية رصدت ميزانية ضخمة جداً لتبليغ التشيع وإرسال مبلغين والفعاليات المذهبية لعام 1427هـ بلغت قيمتها 215.620 مليار تومان إيراني (حوالي 2.3 مليار دولار)، بزيادة قدرها سبعة أضعاف ميزانية العام الماضي 1426هـ، وهذه الميزانية الضخمة والتي لم يعرفها تاريخ التبشير بالتشيع تنبئ بجهود ضخمة قادمة لنشر التشيع، مما سيذكي الصراع الطائفي بين السنة والشيعة” .

لكن مضى على هذه الاحصائية 9 سنوات، وقد تضاعفت بالفعل، حيث نشرت إحدى الصحف الأمريكية قبل ثلاث سنوات، أن إيران تنفق من 15-20 مليار دولار للحفاظ على نظام الأسد، وتستثمر بدمشق بما قيمته 6 مليار دولار.

هذا الإنفاق الضخم ليس من مصر ببعيد، ونحن هنا ننشر أسماء أبرز الشخصيات الشيعية في مصر، وخيوط تمدد الشيعة فيها.

ومن أبرز الشخصيات الشيعية في مصر، الدكتور أحمد راسم النفيس، أستاذ الباطنة والقلب بجامعة المنصورة، والكاتب والصحفي صالح الورداني، والقطب الشيعي الطاهر الهاشمي، والشيخ حسن شحاتة الذي قتل قبل سنوات على يد متعصبين زعموا أنهم سمعوه مرارًا يسب صحابة رسول الله وبخاصة عمر بن الخطاب، وهو الذي كان يسعي الشيرازية لتقديمه كمرجعية وأب روحي للشيعة المصريين، وهناك أيضا محمد الدريني، رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، والدمرداش العقالي، والذين كان بينهما وأتباعهما وشحاتة خلافًا وشقاقًا حول من فيهم الأحق بقيادة الشيعة في مصر.

توغل الشيعة لا يتوقف على فصيل سياسي، أو مستوى علمي، أو طبقة اجتماعية، فهو يستهدف كل المصريين بمختلف أشكالهم وألوانهم وتوجهاتهم دون كلل أو ملل، وعبر جمعيات ومؤسسات ودور نشر يتسللون بالفكرة والمقال والدعوة الميدانية، وفي الأندية والموالد والتجمعات الصوفية يكون مستقرهم.

وتعد مؤسسة البتول، وآل البيت، والمجموعات التابعة للدريني، والعقالي والنفيس أبرز قواعد دعوتهم في المنصورة والمحلة والقاهرة وسيناء والمنوفية والصعيد والبحيرة والشرقية والإسماعيلية.

وفي الصعيد، يتم استغلال التركيبة القبلية، التي تنتمي للأشراف وآل البيت، مثل الجعافرة الموجودين في قنا وإسنا، والأقصر الموجود بها قبر الأمير “حمد”، والعبابدة الموجودين في “قفط”، و”قوص”، والقبائل الهاشمية الأخرى مثل “جهينة، فزارة، وهوارة وعبس المطاعنة والحجازية”، وعن طريق “الساحات” التي تعقد فيها “الحضرة” يروج للتشيع مثل “ساحة النبي الأعظم” في قرية “الكالوج” بأسوان، أو ساحات “الدندراوية”.

وظهرت “العصبة الهاشمية” في قرية “كلح المفالسة” بأسوان، التي أصبح لها فروعا متعددة، لتدعو لأولوية آل البيت، وإقامة 12 احتفالًا بمولد النبي، بقرية “الكالوج” للاحتفال بالاثنى عشر إمامًا لدى الشيعة، وكل ذلك على يد “أحمد أبوالحسن” الذي أشهر الطريقة في الشؤون الاجتماعية، وأقام “مزرعة الإمام علي” على مساحة 100 فدان.

ومن أشهر مكتباتهم ودور نشرهم مكتبة النجاح في القاهرة التي تأسست سنة 1952 وأسسها مرتضى الرضوي، وطبعت كتبًا شيعية كثيرة، وكذلك مكتبة الزهراء في حي عابدين بالقاهرة ومكتبة “حراء”، ودار الهدف للنشر التي تأسست سنة 1989.

ومن أكبر وأبرز قضايا الشيعة تلك التي وقعت في عام 1988، وجرى القبض على 4 عراقيين، وإغلاق دار النشر المصرية الشيعية البداية، وفي 1989، تم إلقاء القبض على تنظيم مكون من 52 فردًا، بينهم 4 خليجيين وإيراني، وفي 1996، جرى الكشف عن تنظيم يضم 55 عضوًا في 5 محافظات، وتزامنت هذه الحملة مع محاولات إيرانية لتأسيس مؤسسة إعلامية في أوروبا برأسمال مليار دولار كان مرشحًا لإدارتها صحفي مصري، وأكدت معلومات أن محمد تقي المدرسي، الموجود في “قم”، هو الذي أشرف على الزحف الشيعي لمصر، وفي نوفمبر 2002، ألقي القبض على تنظيم بزعامة محمد يوسف إبراهيم، ويعمل مدرسًا في الشرقية، ويحيى يوسف، وصاحب مطبعة، اتهموا بالترويج للمذهب والسعى إلى إنشاء تنظيم شيعي.

الأزهر

ثمة تباين كبير بين علماء الأزهر حول حكم الشيعة عند أهل السنة وخاصة الإثنى عشرية منهم، غير أن موقف الدكتور أحمد الطيب، كان حازمًا وواضحًا فيما يتعلق بنشر التشيع في مصر، فعند استقباله أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق في مصر عام 2012، أعلن صراحة أن الأزهر لن يقف مكتوف الأيدي أمام دعوات التشيع.

وكان الأزهر الشريف في مقدمة المؤسسات الفاضحة لمخطط نشر التشيع في بلاد السنة، ولذا فقد بادر على أن مقصوده من التقريب هو تقوية الجبهة الإسلامية في مواجهة الإملاءات الخارجية، أما وأن ذلك قد كان بمثابة الضوء الأخضر بالنسبة للشيعة لنشر مذهبهم بين أهل السنة، فإن الأمر حتمًا يختلف ولابد من الوقوف بالمرصاد ضد هذه المحاولات ما يستلزم العمل أيضا على كشف حقيقة المذهب الشيعي وأنه يختلف كل الاختلاف عن مذهب أهل السنة والجماعة.

ولم تقتصر خطوات الأزهر الشريف على إصدار البيانات وعقد الاجتماعات والمؤتمرات بل إن ذلك امتد إلى التأصيل الفكري والعقدي لهذا الخلاف، فكان مما لوحظ مؤخرًا أن تصدر مجلة الأزهر الشريف الشهرية كتابين هم من أشد الكتب التي واجهت وقاومت المذهب الشيعي، بل إن أحد هذين الكتابين يحمل عنوانًا يعني مضمونه اعتبار أن الأسس العقدية للشيعة دين آخر بخلاف دين الإسلام وهو كتاب “الخطوط العريضة لدين الشيعة” للعلامة المجاهد محب الدين الخطيب.

وأهمية إصدار مجلة الأزهر لهذين الكتابين تعود إلى كون ذلك يعني أن الأزهر قد غير موقفه من الشيعة، فالحديث عن التقريب أصبح وهمًا في ظل الإصرار الشيعي على استغلال هذا الحديث لتحقيق مصالح سياسية في الوقت الذي يغض الطرف فيه عن اتخاذ خطوات فعلية لتحقيق التقريب.

كما قام الأزهر ولأول مرة منذ نشأته بعقد محاضرات لمواجهة المدّ الشيعي بكبار علمائه، والتي جاءت بناءً على توصية من لجنة مواجهة المد الشيعي التي شكلها الأزهر بعد لقائه بالسلفيين والإخوان في 2011 لمواجهة هذا المد في مصر.

كما عقد الأزهر محاضرات لعدد من أئمة وزارة الأوقاف لبيان حقيقة الشيعة، والفرق بينهم وبين أهل السنة وبيان عقائدهم والخريطة السياسية للشيعة المعاصرة كما ركزت تلك المحاضرات على ملامح الفقه الشيعي والفكر الشيعي والخلاف بين أهل السنة والشيعة والفرق الشيعية ومصادر المذهب الشيعي وقواعد التوثيق عند الجعفرية ومسألة التقريب بين المذاهب.

الخلاصة: لقد انطلق “مشروع ملالي إيران” عام 1979 بقيادة الخميني، وقد استهدف تغيير هوية الأمة إلى “أمة شيعية”، وقد استخدم عدة أدوات، منها: استغلال القضية الفلسطينية، ثم إحداث تغييرات جذرية في عدد من الدول العربية بالتعاون مع المشروع الصهيوني الغربي، وأبرز نتيجتين حققها المشروع هما: تفتيت وحدة الأمة الثقافية والتجزئة السياسية لبعض البلدان العربية، لذلك كان من الطبيعي أن تصنف الأمة هذا المشروع بأنه مشروع عدو لها، وعلى كل من يهمه أمر الوحدة المجتمعية توعية المسلمين السنة بخطر هذا المنهج الفكري الإيراني.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى