التخدير الفكري
بقلم زيد خشان
إن الأوطان والمجتمعات مرتع للأفكار، وبؤرة تنضح بشتى التوجهات والأيدولوجيات الفكرية والتنظيمية. ولأن لا شيء أخطر وأعظم من فكرة قد نضجت، يتواطأ كارهو نهضة الأمة – المحليون والخارجيون منهم – على تخدير عقول المواطنين وبرمجتها لتكون دمى خاملة ومطيعة، من خلال خطاب عاطفي مفلس يرتكز إلى حجج واهية، تسوقها وسائل الإعلام المؤيدة أو مجندوها من المندسين.
ومثلما يثبّط التخدير الطبي في العمليات الجراحية الإحساس عند المريض بغية الحد من حركته والسيطرة عليها، يعمل التخدير الفكري على تكميم الأفواه، مستندًا إلى خطاب خبيث وماكر يداعب آمالهم في حياة أفضل وتزينه الأقسام والوعود الكاذبة، فيعطيهم شعورًا مزيفًا بالرضا.
والفظيع في سياسة التغييب الفكري هو تجريدها الأفراد والجماعات من قوتهم، ليصبحوا بلا شكيمة ولا مراس، فتمر الانتهاكات مرور الكرام بلا حسيب ولا رقيب، ولا يختلف اثنان على أن هذا سيؤدي إلى تفشي الفساد وضياع الحقوق.
والجدير بالذكر هنا هو أن الفئة المدركة لما حولها أشبه بطوق نجاة للمجتمع، مما يستوجب على كل واع فاهم صاحب رسالة أن يستنفر طاقاته في محيطه ويصحح مسار تفكير من حوله.
فلا بارك الله في مجتمع يعتزل فيه المفكرون والمثقفون أبناء جلدتهم متجاهلين ما يواجهون من معضلات وما يحل بهم من نوائب.
(المصدر: موقع بصائر)