مقالاتمقالات مختارة

التاريخ…وحبائل المحتل!

التاريخ…وحبائل المحتل!

بقلم أ. سيف الهاجري

مرحلة الثورة العربية من أخطر المراحل الكبرى التي تمر بها الأمة اليوم وهي مرحلة مرتبطة بشكل عميق بكيفية تشكل واقعنا السياسي والثقافي والفكري…

ولذا فمعرفة تاريخ واقعنا المعاصر خلال القرنين الماضيين أي منذ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م في غاية الأهمية للوعي بمجريات الأحداث وطبيعة المواقف للأنظمة والجماعات ومشاهير الزعماء والمفكرين …

وهنا يجب تمحيص المصادر التاريخية التي رعتها الأنظمة فالكثير منها يغلب عليه طابع التوجيه والتوظيف والتزوير في آحايين عديدة وتهدف الأنظمة والمؤسسات الرسمية من وراء ذلك تشكيل الوعي الجمعي للشعوب بحيث تتقبل واقعها السياسي هذا باعتبار أنه امتداد لتاريخها ويعبر عن دينها وهويتها والحقيقة خلاف ذلك تماما…

فالمحتل البريطاني والفرنسي منذ غزا العالم العربي واحتله كاملا بعد إسقاط الخلافة العثمانية سارع إلى بناء منظومة سياسية وعلمية وفكرية وثقافية لسلخ الشعوب عن دينها وهويتها وكان تزييف تاريخها من أخطر أدوات المحتل حتى يتمكن من ترسيخ نفوذه وهيمنته بأدوات من بني جلدتنا أنظمة وجماعات وأفراد…

إن معرفة حقائق تاريخنا هي المدخل الأساسي للتصدي لمعركة الوعي في إطار الثورة العربية وهذا يتطلب تحرير العقل من أوهام وزيف الاستعمار التي بثها في التاريخ المزور لواقعنا المعاصر والذي أصبح عند الكثير حقائق تاريخية كالقطرية والوطنية بحدود رسمها سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي يقاتل من دونها جماعات وأفراد ويوالون ويعادون عليها…

فتاريخنا المعاصر يحتاج ثورة فكرية معرفية كثورة الربيع العربي لنستعيد ذاكرتنا التي خطفها المحتل ومنظومته الوظيفية حينها سيدرك كثير من الديمقراطيين والنهضويين والمقاصديين الذين ينفون وجود نظام سياسي في الإسلام نصا وتاريخا كيف وقعوا في حبائل العدو المحتل وما يريده من حيث لا يشعرون…

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى