مقالاتمقالات مختارة

“البخاري”..أمير علماء الحديث.. بين بشارة (إبراهيم) ورؤيا (محمد)

بقلم يسري الخطيب

صاحب “الكتاب” الذي يُقرأ في المساجد كما تُـتـلى المصاحف.. والعملاق الذي لم يشهد تاريخ الإسلام مثله في قوة الحفظ، ودقة الرواية، والصبر على البحث، مع قلة الإمكانات؛ إنه “البخاري” الإمام الجليل، والمحدّث العظيم، وأمير أمراء المؤمنين في الحديث.. واليتيم الذي عاش بين بشارة سيدنا إبراهيم، ورؤيا الحبيب محمد.. إنه (الماركة العالمية المسجلة) الأولى في التاريخ البشري بعد الأنبياء، فيكفي أن تقول: أخرجه البخاري، ليصمت المتحدث، وينتبه الغافل، ويُنكّس المجادلُ رأسه، فقد قُضيَ الأمرُ، وسطعت الشمسُ.

 اليتيم الذي أصبح إمام الدنيا

هو أبو عبد الله “محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري” (13 شوال 194 هـ – 1 شوال 256 هـ) – (20 يوليو 810 م – 1 سبتمبر 870 م)..وُلد في مدينة بخارى (إحدى مدن أوزبكستان الآن)، وتحديدًا في ليلة الجمعة.
وقد ذكرَ علماء الإسلام الكبار: ابن عساكر، وابن حجر العسقلاني، وتاج الدين السبكي، وزين الدين العراقي، أن الإمام البخاري، عربي الأصل، من قبيلة “جعفي” في اليمن.
مات والد محمد إسماعيل البخاري، وهو ما زال رضيعًا
وكانت بخارى آنذاك مركزًا من مراكز العلم تمتليء بحلقات المحدِّثين والفقهاء، واستقبل حياته في وسط أسرة كريمة ذات دينٍ ومال؛ فكان أبوه عالمًا محدِّثًا، عُرِف بين الناس بحُسن الخُلق وسعة العلم، وكانت أمه امرأة صالحة، لا تقل ورعًا وصلاحًا عن أبيه.

بشارة سيدنا إبراهيم

كانت بداية الطفل “محمد بن إسماعيل البخاري”، ليست كالأطفال، فقد ابتلاه الله عز وجل، بفقدان بصره ، ولكنَّ أمه الصالحة لم تنقطع صلتُها بربها، وكانت تتودد إليه ليل نهار، وهي تدعوه سبحانه راجيةً أن يرد على صغيرها بصره..
وكانت الليلة المشهودة التي ظلت تصلّي فيها وتدعو الله، حتى الفجر، فصلّت المرأة الصالحة الفجرَ ونامت، وهي تبكي حزنا على صغيرها اليتيم الذي فقد والده وبصره قبل أن يعرف الدنيا، وقبل أن يُحسن المشي والكلام،

قامت الأم من نومها لا تُصدّق، وهي تردد في فرحٍ واندهاش: نبي الله إبراهيم ، نبي الله إبراهيم، يا لها من رؤيا طيبة… هل استجاب اللهُ دعائي؟ ، وهل هذا حقا هو سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي أتاني في المنام يقول لي: “يا هذه ، قد ردَّ اللهُ على ابنك بصره لكثرة دعائك”
حملت الأم أقدامها، وجسمها كله يرتعش، تخاف أن تقترب من حجرة صغيرها الذي تركته لتصلّي، تقترب رويدًا رويدًا، تضع يدها على ابنها النائم، وهي تنظر إلى عينيه المغلقتين

أضغاث أحلام أم هو سيدنا إبراهيم؟
رفعت يدها عن صغيرها وتراجعت للخلف،
إنها تخشى الصدمة .. فما أقسى الصدمة بعد الأمل
فجأة.. يستيقظ الصغير، قلبها يكاد أن يتوقف وهي تنظر إليه
يفرك الصغير في عينيه ويقول باضطرابٍ وتلعثم: أنا أراكِ يا أمي
أنا أرى يا أمي.

أُم التابعين

كان البخاري نجيبا ذكيا، وهبهُ الله ذاكرة قوية، قلَّما وهبها غيرَه، حتى كان آية في الحفظ.. فحفظ القرآن الكريم و 70 ألف حديث قبل أن يكمل العاشرة من عمره.
وكانت أمه تعتني به، وتتعهده بالرعاية والتعليم والصلاح، فكانت تدفعه إلى العلم وتحببه فيه، وتزيّن له أبواب الخير.. فنشأ الطفلُ الصغيرُ مستقيمَ النفس، متين الخُلق، محبًا للعلم، مقبلاً على الطاعة.. وقد أفرد علماء الإسلام البحوث والدراسات حول والدة البخاري، هذه السيدة الصالحة العظيمة التي صنعت رجلا اسمه البخاري، كان وما زال يساوي أُمةً بمفرده، فكانت بحق هي “أم التابعين”

التلميذ الأستاذ

لم يقف التفوق والنبوغ بالبخاري عند هذا الحد، بل إن شيخه “محمد بن سلام البيكندى” عالم “بخارى” ومحدّث بلاد “ما وراء النهر” كان يطلب منه أن يراجع له بعض كتبه، فإذا وجد فيها خطأ صوّبه ، فكان العلماء يتساءلون متعجبين: من يكون ذلك الغلام الذي يصحح كتب أستاذه ؟!
فكان الإمام “البيكندى” يقول في فخرٍ واعتزازٍ بتلميذه النجيب: هذا الذي ليس له مثيل.

وكثيرًا ما كان الإمام “البيكندى” يحدث زملاءه عن تلميذه الصغير “البخاري” الذي يحفظ سبعين ألف حديث، وليس ذلك فحسب، بل إنه لا يُحدّث بحديثٍ عن الصحابة أو التابعين إلا وكان يعرف متى وأين ولدوا ؟ وأين عاشوا ؟ ومتى كانت وفاتهم؟

رؤيا النبي

ذات مساء رأى “البخاري” رؤيا عجيبة كان لها أثرًا عظيمًا جدًّا في حياته كلها.
يقول: “رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنني واقف بين يديه وبيدي مروحة (هوّاية يد من خُوص النخيل) أذبّ عنه، فسألتُ بعض المُعبّرين، فقالوا لي: أنت تذبّ عنه الكذب؛ وإنك إن شاء الله سوف تدفع الكذب والافتراء عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم.

– في سنة 210 هـ ، وكان البخاري قد أصبح عمره 16 عاما، اقترحت الأم العظيمة أن يخرجوا جميعا للحج: هي وهو وأخوه أحمد، وعندما انتهت المناسك، عادت الأم مع ابنها أحمد وتركت محمد ليبقى في مكة، ليأخذ العلم بلسان العرب ومن منبعه ورافده الأول، فلبث في مكة مدّة ثم رحل إلى المدينة النبوية، وهناك صنّف كتاب “التاريخ الكبير” وعمره 18 سنة.

لقد كانت أمه تعدّه لا ليرجع فيعلّم قومه وأهل بلده فقط، وإنما ليعود فـيُعلِّم الدنيا..

وكانت رؤيا النبي لا تفارقه، وعندما سمع البخاري، عالم “خراسان” الكبير “إسحاق بن راهويه” يقول لتلاميذه: “لو أنكم جمعتم كتابًا مختصرًا في الصحيح من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم” وقع ذلك القول في قلب “البخاري”، وقرر أن ينفّذ رؤيا النبي الذي اختاره دون غيره.

الإمام البخاري

تميَّز الإمام البخاري بصفات عذبة وشمائل كريمة، لا تتوافر إلا في العلماء المخلصين، لم يعرف اللهو في حياته أو المزاح، فقد كان جادا، لا يضيّع دقيقة من وقته، وكانت رؤيا الرسول تدفعه دائما إلى البحث والتحصيل، ولذا قام بأداء فريضة الحج وعمره 16 سنة، وأقام بمكة، ثم رحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان التي أمكنته الرحلة إليها، وكتب عن أكثر من ألف شيخ.
كان البخاري نحيفا ، قليل النوم والأكل، قليل الكلام، لا يشغل نفسه بسفاسف الأمور، وكان لا يشتغل بأمور الناس، كل شغله كان في العلم، يستيقظ في المدة القليلة التي ينامها أكثر من 20 مرة بين النوم والاستيقاظ، ليكتب شيئا خطر بباله أثناء استعداده للنوم، فيوقد السراج ويكتب الفائدة، ثم يُطفئ سراجه، ثم يقوم مرة أخرى وأخرى

العبقري

دخل مرة إلى “سمرقند” فاجتمع بأربعمائة من علماء الحديث بها، فركَّبوا أسانيد، وأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وخلطوا الرجال في الأسانيد، وجعلوا متون الأحاديث على غير أسانيدها، ثم قرءوها على البخاري، فردَّ كل حديث إلى إسناده، وقـوَّم تلك الأحاديث والأسانيد كلها، وما تعنتوا عليه فيها، ولم يقدروا أن يجدوا عليه سقطة في إسناد ولا متن، وكذلك صنع في بغداد.

الرحلة

تعددت رحلات الإمام البخاري العلمية للأخذ عن الشيوخ، والرواية عن المحدّثين، فزار أكثر البلدان والأمصار الاسلامية في ذلك الزمان للسماع من علمائها.

فرحل إلى بلخ، ومَـروْ، والريّ وهراة ونيسابور، وكان عمره أول مرة دخل نيسابور 15 سنة.
قال الحاكم النيسابوري: «أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين،  ثم وردها في سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سنين يحدّث على الدوام.»

ثم ارتحل إلى الحجاز فدخل مكة ثم رحل إلى المدينة النبوية فاستقرّ بها مدّة، ثم انطلق في الأمصار حتى شملت رحلاته أغلب الحواضر العلمية في وقته، فرحل إلى العراق فدخل بغداد وواسط والكوفة والبصرة وبالشام: دمشق وحمص وقيسارية وعسقلان، كما رحل إلى مصر.

قال الخطيب البغدادي: «رحل البخاري في طلب العلم إلى سائر محدّثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز والشام ومصر.»

أتاحت للإمام البخاري رحلاته الكثيرة وتطوافه الواسع في الأقاليم لقاء عدد كبير من الشيوخ والعلماء، حتى بلغوا أكثر من ألف رجل.
قال البخاري: «كتبتُ عن ألف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث.»
وقال: «دخلت بلخ فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه فأمليت ألف حديث عن ألف شيخ.»

ولم يكن البخاري يروي كل ما يأخذه أو يسمعه من الشيوخ بل كان يتحرّى ويدقق فيما يأخذ، فقد سُـئل مرة عن خبر حديث فقال: «يا أبا فلان تراني أدلّس؟! تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر، وتركت مثله أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر.»

صحيح البخاري.. الكتاب الثاني بعد القرآن الكريم

قضى البخاري عمره متنقلا بين بلدان العالم الإسلامي، متعرضًا للمتاعب والأهوال ، متكبدًا المشاق الكبيرة، ربما من أجل حديث واحدٍ من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم، وقد وصل به الأمر في بعض الأحيان أن أكل الحشائش لكي يسد جوعه بعد ما أنفق كل ما معه من مال.

وكان إمام أئمة الحديث قد أخذ شرطًا على نفسه ألا يكتب حديثًا عن راوٍ من رواة الحديث إلا بعد أن يلتقي به بنفسه، ويسمع منه الحديث بأذنه، وكان لا يأخذ حديثًا إلا ممن يتصفون بالأمانة والإتقان والدقة والورع وقوة الحفظ، وبعد كل ذلك كان يغتسل ويصلي ركعتين لله – عز وجل – ثم يضع الحديث الذي تكتمل كل شروطه في كتابه.

وبعد 16 عاما من السفر الشاق بين البلدان والجهد المتواصل، والإخلاص، ظهر للدنيا كتاب: (الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسننه وأيامه) والشهير بـ “صحيح البخاري” أهم كتاب بعد القرآن الكريم، الذي جمع فيه 7275 حديثًا، اختارها من بين ستمائة ألف حديث كانت تحت يديه؛ لأنه كان مدقِّقًا في قبول الرواية، واشترط شروطًا خاصة في رواية راوي الحديث، وهي أن يكون معاصرًا لمن يروي عنه، وأن يسمع الحديث منه، أي أنه اشترط الرؤية والسماع معًا، هذا إلى جانب الثقة والعدالة والضبط والإتقان والعلم والورع، ولم يتعجل في إخراج الكتاب للناس، ولكنه ظل يعاود ويراجع ويُنقّح فيه سنوات، حتى خرج على الصورة التي عليها الآن.

وقد استحسن شيوخ البخاري وأقرانه من المحدِّثين كتابه، بعد أن عرضه عليهم، وكان منهم جهابذة الحديث، مثل: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين؛ فشهدوا له بصحة ما فيه من الحديث، ثم تلقته الأمة بعدهم بالقبول باعتباره أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى.

مؤلفاته

بدأ البخاري التأليف مبكرا، وكان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وقد تهيأت له أسباب كثيرة؛ فقد منحه الله ذكاءً حادًّا، وذاكرة قوية، وصبرًا على العلم ومثابرة في تحصيله، ومعرفة واسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من عدل وتجريح، وخبرة تامة بالأسانيد؛ صحيحها وفاسدها:

– الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسننه وأيامه، المعروف بـ الجامع الصحيح.
– الأدب المفرد: بـوّبه في عدّة موضوعات تُعنى بتهذيب الأخلاق وتقويم السلوك.
– التاريخ الكبير: وهو كتاب كبير في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم،

– التاريخ الصغير: وهو تاريخ مختصر للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ومن جاء بعدهم من الرواة إلى سنة (256هـ = 870م)،
– خلق أفعال العباد: بيّن فيه الفرق بين كلام الله وكلام العِباد وأن كلام الله صفة من صفاته وليس بمخلوق

– القراءة خلف الإمام: أورد فيه الأدلة التي تُثبت وجوب قراءة القرآن للمأموم في الصلاة، وردّ على المخالفين في هذه المسألة.
– كتاب الهبة: وهو مفقود. ذكره ورّاقه محمد بن أبي حاتم.
– المسند الكبير: وهو مفقود. ذكره تلميذه محمد بن يوسف الفربري على ما نقله حاجي خليفة

– المبسوط: وهو مفقود. صنّفه البخاري قبل الجامع الصحيح وجمع فيه جميع حديثه على الأبواب، ثم نظر إلى أصحّ الحديث على ما يرسِمه فأخرجه بجميع طرقه. ذكره أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي.
– الوحدان: ذكر فيه الصحابة الذين رُوي عنهم حديث واحد فقط. ذكره ابن حجر العسقلاني وحاجي خليفة

– الفوائد: وهو مفقود. ذكره الترمذي في سننه.
– العلل: وهو مفقود. ذكره ابن منده.
– رفع اليدين في الصلاة: وساق فيه كثيرًا من الروايات والأحاديث التي تبين أن رفع اليدين في الصلاة سُنّة ثابتة

– الكُنى: وغالب من أورده البخاري في هذا الكتاب من الرواة الذين اشتهروا بكناهم ولم تُعرف أسماؤهم
– وله كتب مخطوطة لم تُطبع بعد، مثل: التاريخ الأوسط، والتفسير الكبير.
– صحيح البخاري: هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي قاطبة

محنة البخاري

على الرغم من المنزلة العالية الرفيعة والمكانة العظيمة التي وصل إليها البخاري في كل بلدان العالم الإسلامي، وذاع صيته بين الناس، وأصبح أشهر علماء الدنيا، لم يمنع كل ذلك، غِيرة الحاسدين وحقد الحاقدين؛ إذ هي سنة الله في خلقه،

فبعد عودته إلى “نيسابور” للإقامة بها، اغتاظ علماء السلطان، ومنافقو الحاكم، وضيّقوا عليه، في دعوته وعمله، فغادر “نيسابور” إلى مسقط رأسه بخارى، وهناك استقبله أهلها استقبال الفاتحين؛ فنُصبت له القباب على مشارف المدينة، ونُثرت عليه الدراهم والدنانير.

ولأنها سُنّة قائمة؛ فلم يكد يستقر البخاري في موطنه الأصلي، حتى طلب منه أميرها “خالد بن أحمد الدهلي” أن يأتي إليه ليُسمعه الحديث؛ فقال البخاري لرسول الأمير بعزة العالِم: “قل له إنني لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب السلاطين، فإن كانت له حاجة إلى شيءٍ فليحضرني في مسجدي أو في داري، فإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان، فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة أني لا أكتم العلم”

وبعزة مضادة آثمة، ما كان من الحاكم إلا أن أخذ يحرّض عليه ويسيء إليه، وقد أغرى به بعض السفهاء ليتكلموا في حقه، ويثيروا عليه الناس، وفي نهاية الأمر قام بنفيه من مدينة “بخارى” إلى بلدة “خرتنك” التي مات فيها.

قالوا عن البخاري

– الإمام ابن كثير، صاحب “البداية والنهاية”: البخاري هو الإمام الفذ البحر، إمام المسلمين، الحافظ إمام أهل الحديث، وكتابه “الصحيح” يستقي بقراءته الغمام، وأجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه وكذلك سائر أهل الإسلام.
– ابن خزيمة: “ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل البخاري”

– يحيى بن جعفر: “لو قدرتُ أن أزيد في عُمر “محمد بن إسماعيل البخاري” من عمري لفعلت؛ فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموته ذهاب العلم”
– قتيبة بن سعيد: “جالست الفقهاء والعباد والزهاد؛ فما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل، وهو في زمانه كـ “عمر” في الصحابة”
– الإمام الترمذي (صاحب جامع الترمذي): “لم أرَ بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل”.

– الإمام مسلم: البخاري أستاذ الأساتذة، وسيّد المحدِّثين، وطبيب الحديث في علله
– الإمام الفلاس: كل حديث لا يعرفه البخاري فليس بحديث
– أبو نعيم أحمد بن حماد: البخاري هو فقيه هذه الأمة
– مرجى بن رجاء: البخاري آية من آيات الله تمشي على الأرض.

نبوغ الأيتام

لقد طبّقت شهرة الطفل اليتيم الذي قامت بتربيته وتنشئته، امرأة لا تتكرر في تاريخ البشر، طبّقت شهرته آفاق الدنيا، وقد استوقفتني خلال رحلتي في دراسة عظماء الإسلام، نبوغ الأيتام، وعظمة المرأة التي تربّي وتؤسس وتهذّب وليدها، لتثبت بالدليل أنها أفضل من تربية الرجل لو صَدَقت، وهكذا كان اليتيم محمد – صلى الله عليه وسلم –

– كان البخاري واسع المعرفة غزير العلم، عظيم الخلق، سمح الطبع، عفيف اللسان، ملأت شهرته آفاق الدنيا، حتى وصل عدد من كان يحضر مجلسه إلى عشرين ألف إنسان، وكان من أعلام تلامذته : “الترمذى” و”النسائي” و”مسلم”وغيرهم .

وفاة الإمام البخاري

ظل البخاري منفيا في بلدة “خرتنك” (من قرى سمرقند، وتعرف الآن بقرية “خواجة صاحب”) صابرًا على البلاء، بعيدًا عن وطنه، حتى لقي الله وعمره 62 سنة.. في (30 رمضان 256هـ = 31 أغسطس 869م)، ليلة عيد الفطر المبارك، وكانت ليلة السبت عند صلاة العشاء

رحل إمام أئمة الحديث بعد أن ترك علمًا ونورًا تستضيء به الإنسانية، وتظل تنهل منه، وتعوّل عليه، إلى يوم القيامة
رحم اللهُ “محمد بن إسماعيل البخاري” ، رحمةً واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

—————————-

    المصادر:

– فتح الباري في شرح صحيح البخاري – ابن حجر العسقلاني
– الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث – يوسف الكتاني
– البداية والنهاية، ابن كثير.
– الإمام البخاري سيد الفقهاء وإمام المحدّثين – عبد السلام المباركفوري
– – الإمام البخاري، إمام الحفّاظ والمحدّثين – تقي الدين الندوي المظاهري
– تاريخ بغداد – الخطيب البغدادي
– طبقات الشافعية الكبرى- السبكي.
– الوافي في الوفيات، صلاح الدين الصفدي.
– سير أعلام النبلاء – الذهبي.
– الإمام البخاري – عبد الستّار الشيخ
– تهذيب الكمال – أبو الحجاج المزي.
– الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة – شمس الدين الذهبي
– فيض الباري على صحيح البخاري – محمد أنور شاه الكشميري
– تاريخ دمشق – ابن عساكر
– تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام – شمس الدين الذهبي
– الحطة في ذكر الصحاح الستة – صديق حسن خان
– النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة – يوسف بن تغري بردي
– شذرات الذهب في أخبار من ذهب – ابن العماد الحنبلي
– موقع ويكيبيديا
– موقع ملتقى أهل الحديث
– موقع “قصة الإسلام” – د. راغب السرجاني
– موقع “أخوات طريق الإسلام”

(المصدر: موقع الأمة)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى