الانقلابات العسكرية واستهداف التيار الإسلامي ( السني )
بقلم هيثم المالح
مع تحكم ( العسكر) في معظم الدول العربية ، وتبنيهم لفكرة علمانية الدولة ، بدعم خارجي واضح للعيان ، تبنوا أيضا لفكرة الوطنية البعيدة عن مشروع استرداد الوحدة القومية بلباسها الإسلامي ، وكان من ضرورات ذلك محاربة الأحزاب أو التكتلات التي تدعو لتجميع الأمة المبعثرة ، بعد اسقاط الخلافة الاسلامية في ( اسطنبول ) ، والذي ادى بصورة مباشرة الى ضعف الأمة وتشرزمها ، ثم نشوء دول او دويلات تحت اسماء ومسميات متعددة ، وتخندقت كل دولة حول حدودها المصطنعه ، وحفرت الخنادق وبنت السواتر حول حدودها ، وفرض بعضها اقسى المسببات لزيارتها من تأشيرات او منع تأشيرات للحيلولة دون تحركً المواطن على رقعة الخارطة العربية .
كان من مقتضيات استمرار الوضع كما صورناه ، ان تحارب الاحزاب والتكتلات العابرة للحدود الجغرافية ، او ذات الصفة العالمية ، فتم تدمير حزب البعث من داخله بالفساد والاستبداد ، وتفرغت حكومات ( عربية ) الهوية لمحاربة تنظيم الإخوان المسلمين ، وحزب التحرير الإسلامي ، غيرها وإن بنسب متفاوته .
ولا يظن أحد من القراء أنني انتمي لأي من هذه التنظيمات ، فأنا رجل مستقل ، آقدم ما اعتقده صوابا ، في هذا المجال ، ونظرا للحجم الكبير لجماعة الإخوان المسلمين ، كان لا بد من مشاركة حكومات عديدة لشن حملة تشويه وتخوين لهذه الجماعه ، ومن ثم استئصال قياداتها تارة بإسم الإرهاب وإخرى باسم العنف او التكفير وما إلى ذلك ، وقد دشن هذه الحملة في مصر جمال عبد الناصر ، حين اعدم مجموعة من خيرة قادتها ، وفيهم سيد قطب إرضاء للسوفييت ، ولا ننسى هنا حمام الدم الذي خاضت فيه الجزائر على أثر فوز جبهة الانقاذ الجزائرية في الانتخابات ، والحملة الرهيبة التي شنها المرجوم حافظ الأسد منذ وصوله للسلطة ، وأحداث الثمانينات ، وإصدارة القانون رقم ٤٩ الذي قضى بأعدام كل منتسب لجناعة الإخوان المسلمين ، وهو القانون الذي يتعارض مع كل شيء اسمه عدالة
وكان الغرض منه تصفية التيار الإسلامي في سورية والذي يمثل ٨٠٪ من الشعب السوري
وقد تحدثت في حينه حول بطلان القانون وما تبع ذلك من آثار على شعبنا .
ومع فقدان القضاء في مصر لإستقلاله نتيجة الانقلاب على الشرعية ، تماما كما فقد القضاء استقلاله في كل مكان حكم فيه العسكر ، اصدرت محكمة النقض قراها بالمصادقة على أحكام الإعدام بحق كوكبة من رجالات مصر ، بتهمة مزيفة اسمها ( فض اعتصام رابعه )
وفي هذه القضية حوكم المجني عليه وكأنه الجاني ، بينما برئ المجرم وكأنه المجني عليه
وفي كل الأحوال والظروف لم يحاسب اي من حكام العسكر على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعوبهم بدء من ( هزيمة حزيران ١٩٦٧) حتى هذه اللحظات التي تستمر فيها عصابة الاسد بارتكاب جرائمها من قتل وتهجير وتدمير للمشافي والمدارس ودور العباده ، بمشاركة من
المافيا الروسية بقيادة ( بوتين ) وملالي ( ماخور قم وطهران ) التي تستهدف المجتمع السوري خلافا لجرائم الحرب التي ترتكبها .
(المصدر: رسالة بوست)