مقالاتمقالات مختارة

الانقلاب على السلفية ومسيلمة البيت الأبيض

الانقلاب على السلفية ومسيلمة البيت الأبيض

بقلم عبد المنعم إسماعيل

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.}

من مفردات وتوابع التدافع بين الحق والباطل ظهور اتباع النظرية الشيطانية الرامية إلى معايشة العداء للإسلام الصحيح المحفوظ ببن دفتي الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة الرشيد.

لسنا أكمل من الجيل الأول حتى يبتليهم الله بمثل أبو جهل ومسيلمة ثم نزعم أننا في مأمن، ومن ثم فتوابع الجاهلية القديمة ما زالت قائمة متجددة بألوان مغايرة ورؤوس تحمل موروث جاهلية الماضي بأدوات وأوعية عصرية من خلال قبول التغريب أو الدعوة إليه أو ترسيخ معايير للإسلام جديدة تنقلب على خيارات المنهج السلفي من خصائص دعوة التوحيد وأدوات الاستدلال إلى تمييع قضايا الولاء والبراء، ومن ثم حدث الانقلاب على السلفية وأصولها حتى باتت غريبة في عقر دارها، ونطق أشباه مسيلمة في واشنطن وأوروبا بأن دعوتهم إصلاحية، بعيدة عن التشدد، وكأن صيانة بلاد التوحيد من التغريب تطرف وقبول الانهزامية والتمييع دعوة إلى الوسطية وما هي إلا وسطية أصابت كبد الاتباع لسدنة التغريب والعلمانية والحداثة، وسطية تمهد الطريق للتحاكم إلى قوانين الغرب وخياراته السياسية، وسطية تسعى لإحداث بيع وكنائس في جزيرة العرب لإحداث صدمة نفسية لأبناء أهل السنة حتى تنهزم مفردات البلاد المقدسة من وجدانهم فلا تبقى سماء حد الحرم خالية من الكفار ولا تبقى عزة مخالفتهم في الطرق قائمة ومن ثم تمضي خطة التغريب قائمة لأحداث الانكسار النفسي لأبناء السلفية ولكن هيهات.

فالدين دين الله ولن يغلب مكر الجاهلية العلمانية المعاصرة مراد الرحمن أبدا، ولكنها السنن عامة وسنة المدافعة خاصة بحكمة ووعي رشيد يعي القراءة للتاريخ والواقع والمستقبل فلا بغي العلمانية سبب في الغلو ولا حكمة الردود سبب في الإرجاء والتسويف ولكنها السلفية الربانية التي تحفظ كيان الدين لتبقى ولا تنزوي خلف رؤية أحادية فتضيع ولن يكون إلا ما شاء الله من قدر شرعي أو كوني.

فجنود مسيلمة البيت الأبيض لم ولن يهدأ لهم بال حتى يعم التغريب والعلمانية عقول الأجيال المعاصرة.

لن يترك غربان البيت الأبيض ومسيلمة الكرسي البيضاوي وجنوده موقعهم الهجومي على الدين عامة والسلفية خاصة أنهم يسعون بمكر وحقد دفين مهدوا لصناعة الحادي عشر من سبتمبر ثم يسعون للاستفادة منها لإعادة توجيه الخطاب الإسلامي المعاصر بشكل عام والخطاب السلفي بشكل خاص عن طريق تدمير الرؤية السلفية باستثمار الغلو أو الإرجاء أو العلمانية أو اخطر الأسلحة وهو هجر السنة المحمدية وهجر العلماء وتزوير وعي الأجيال المعاصرة عن طريق وكلاء الاحتلال الجدد سواء في تونس الخضراء بلاد الزيتونة التي أسروها داخل أروقة محراب مساجدها أو من خلال الطرق على العقول بمطارق التغريب واستحلال الحرام حين تم قبول المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.

مسيلمة العصر خبيث القلب متلون الوجهة تارة غربي الغلاف وتارة نصيري المولد خميني القلب صهيوني الإعلام طائفي المشرب ليبرالي يسعى لتغريب قلوب الأجيال من خلال تهوين أو إهانة الالتزام والعلماء بدعوى ماكرة تهدم بنيان الفكر والعقل للأجيال المعاصرة.

سوف نمضي سويا نحو الأمل شرط أن ندرك وسع الأولياء ومكر الخصوم.

يجب أن ندرك مكر بني علمان حين يسعون إلى ترسيخ التمدد الصفوي والتكفيري في آن واحد.

فبقاء السلفية فرع عن بقاء أصل الإسلام ومن ثم نقول:

رغم كيد بني علمان سوف تنتصر السلفية.

رغم كيد بني الجاهلية الحديثة سوف تبقى السلفية بعزتها ووسطيتها.

رغم تكفير الدهماء لها سوف تبقى وسطية السلفية.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكتورنية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى