مقالاتمقالات مختارة

الانعكاسات العشرون لمعركة سيف القدس

الانعكاسات العشرون لمعركة سيف القدس

بقلم إسماعيل الثوابتة

للحديث عن الانعكاسات الإستراتيجية لمعركة سيف القدس، دعونا مع هذه القراءة السريعة للأحداث والمجريات في الميدان:

أولا/ على صعيد المقاومة الفلسطينية

  • حققت المقاومة الفلسطينية تقدما واضحا في أدائها، وحققت كذلك توازنا للردع مع الاحتلال “الإسرائيلي” من خلال استخدام الصواريخ وأدوات مقاومة جديدة، مثل الطائرات الانتحارية والضرب في العمق وضرب المواقع الاقتصادية والعسكرية الحساسة، إضافة إلى استخدام سلاح الدروع متمثلا في استخدام صاروخ الكورنيت دون أن يستطيع الاحتلال صد هذا الهجوم.
  • أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها هي الأقدر على الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية مقدساته ومقدراته، وأنها هي الأحرى بقيادة الشعب الفلسطيني، وأنها هي التي تحدد مسار المعركة متى تبدأ ومتى تنتهي.
  • نجحت المقاومة في تصدير القضية الفلسطينية والقدس المحتلة والمسجد الأقصى إلى الواجهة من جديد، وأن هذه الثوابت هي خطوط حمر لا يمكن أن يتم النيل منها أو الاعتداء عليها بأي حال من الأحوال، واستطاعت استنهاض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس المحتلة وفي الأراضي المحتلة عام 1948، وكذلك حركت الشعوب العربية والإسلامية وحركت الشعوب العالمية التي أظهرت تعاطفا واضحا مع القضية الفلسطينية، وبالتالي تغيير الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية.
  • نجحت المقاومة في ضرب الاحتلال في العمق بشتى وسائل المقاومة ومدياتها وفي الساعة التي تحددها، بينما احتفظت بكل تأكيد بالكثير من الأوراق التي لم تستخدمها في هذه المعركة، وتؤهلها إلى معركة قادمة تحدث فيها المفاجأة من جديد للاحتلال الإسرائيلي. وربما كانت أقوى ضربات العمق هي ضرب “سيادة” الاحتلال في كثير من المواقف، مثل ضرب منظومة أمن المطارات وتعطيلها أمام حركة الملاحة الجوية.
  • أذهلتنا المقاومة الفلسطينية وفاجأتنا من حيث الإعداد والتخطيط على مدى سنوات، وشاهدنا أدوات المقاومة المختلفة كيف دكّت الاحتلال وفي الساعة التي حددتها المقاومة.

  • أبدعت المقاومة في قيادة الحرب النفسية للاحتلال وإدارة المعركة الإعلامية، من خلال مواكبة الأحداث أولا بأول وبوتيرة منتظمة، وبإصدار بيانات عسكرية محكمة.
  • نجحت المقاومة في تعطيل كافة مناحي الحياة داخل الاحتلال: المدارس والجامعات والطرقات والإجازات والأعياد، وأصبحت حياة المحتلين في الملاجئ كالجحيم، وهذا كان واضحا من حجم الدمار الذي أحدثته المقاومة داخل الاحتلال والمستوطنات.
  • قرّبت المقاومة مفهوم النصر والتحرير لدى الشعوب العربية والإسلامية، عندما أظهرت هشاشة الاحتلال وضعف صفوفه الداخلية، وأن مسألة التحرير باتت قريبة أكثر مما نتصور.
  • زادت المقاومة من قناعة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية بأنها هي الأحق بحمل لواء القيادة الفلسطينية، في ظل غياب القيادة المترهلة التي لهثت خلف السلام المزعوم، وفشلت على مدى عقود طويلة في مسار التسوية.
  • أكدت المقاومة أنها لا تسعى لإقامة دويلة في قطاع غزة، وأن القدس هي العاصمة، وأنها تسعى لتحرير كامل التراب الفلسطيني وعاصمته القدس الموحدة.

ثانيا/ على صعيد الاحتلال الإسرائيلي

  • فشلت قيادة الاحتلال الإسرائيلي بامتياز في تحقيق أهدافها التي تمثلت في اغتيال قادة المقاومة، أمثال محمد الضيف ويحيى السنوار وغيرهما -حفظهم الله- وكذلك فشلت في تدمير الأنفاق، وفشلت في الدخول البري الذي كانت تلوح به.
  • فشل الاحتلال في توفير الحماية والأمن والأمان للصهاينة وللمستوطنين، حيث حولت الصواريخ حياة المحتلين إلى جحيم، وضربت الأمن الصهيوني في مقتل.
  • فشلت القبة الحديدية إلى حد كبير في التصدي لجميع الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة إلى داخل الاحتلال، ولم تنجح في توفير الأمن له، حتى أصبحت القبة مثارا للسخرية والاستهزاء من المحتلين أنفسهم.
  • ازداد الشرخ داخل المجتمع الصهيوني وتفكك أكثر من أي وقت مضى، وكذلك ضُربت الصورة الذهنية للاحتلال، وانكوى الوعي لدى المحتلين الذين باتوا يفكرون في الهجرة إلى الخارج دون رجعة.
  • خسر الاحتلال الصهيوني مسألة مهمة عمل على ترسيخها منذ سنوات طويلة، وهي مسألة التطبيع مع المحيط العربي، حيث بات منبوذا أمام الشعوب العربية، وبالتالي تلقى ضربة قاضية لن يفيق منها أبدا.

ثالثا/ على صعيد الشعب الفلسطيني العظيم

  • أظهر الشعب الفلسطيني العظيم صورة ناصعة من الصمود والثبات أمام آلة الحرب الصهيونية، فما إن ترى مواطنا قصف منزله إلا يقول:

كلنا فداء للمقاومة، وكلنا فداء للقدس والأقصى.

  • اقتنع الشعب الفلسطيني بأن السلطة الفلسطينية التي قادت مسيرة التسوية والمفاوضات الفاشلة وقادت التنسيق الأمني مع الاحتلال، كبّدت القضية الفلسطينية خسائر فادحة ودمرت مقدرات الشعب الفلسطيني، وظهر أنها لا تؤدي دورها المطلوب منها، وأصبحت غير قادرة على قيادة الشعب الفلسطيني.
  • اقتنع الشعب الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية ليست موجودة من أجل التحرير والاستقلال، وإنما للتجارة بالقضية الفلسطينية، وأنها وجدت لتعيش على معاناة الشعب الفلسطيني وسرقة منجزاته والارتقاء على جراحاته.
  • أكد الشعب الفلسطيني من جديد أنه مستعد لتقديم روحه وكل ما يملك من أجل المقدسات وحمايتها بكل الوسائل والطرق ومن دون خطوط حمر.
  • بات الشعب الفلسطيني في الخارج ذا قوة مؤثرة، وله كلمة مهمة يستطيع من خلالها تحريك الساحات الخارجية العربية والإقليمية والعالمية، وظهر كيف أنه قاد هذه المظاهرات العالمية بكل اقتدار، وأحدث تغييرا واضحا أمام العالم.

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى