مقالاتمقالات مختارة

الانتماء الوطني.. رؤية شرعية

يعد مفهوم الانتماء الوطني من المفاهيم الحديثة في هذا العصر، وقد زاد اهتمام الباحثين بهذا المفهوم مع بداية عصر العولمة حيث زالت فيه الحدود والحواجز بين الأمم والشعوب بفعل الطفرة التكنولوجية الكبيرة في وسائل الاتصال الحديثة، مما تسبب في تخلخل العديد من القيم والعادات الأصيلة في المجتمع الإسلامي لعل من أبرزها حب الوطن والانتساب إليه.

وقد دأب كثير من السياسيين والمفكرين في هذا العصر على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم الفكرية يسلطون الضوء على هذا المفهوم كلٌ بحسب فهمه له، فوقع بعضهم في هنات تناقض العقيدة الإسلامية الصحيحة إذ جعلوا الانتماء الوطني يقوم على أساس التعصب لمساحة محدودة من الأرض يراد اتخاذها وحدة وجودية يرتبط تاريخها القديم بتاريخها المعاصر ليكون وحدة متكاملة ذات شخصية مستقلة تميزها عن غيرها من بلاد المسلمين وغير المسلمين[1]، وهذا الانتماء شكل من أشكال الفكر المنحرف وأول ظهوره كان في أوربا ثم انتقل إلى العالم الإسلامي أواخر القرن التاسع عشر، فنشأت حركات وطنية تدعو إلى التعصب الجنسي والعرقي مثل حركة تركيا الفتاة ومصر الفتاة وحركات وطنية أخرى في الجزائر وإيران والهند، وجميع هذه النهضات الوطنية العنيفة قد اختمرت شديد الاختمار بعوامل التنبه القومي والعصبية الجنسية[2]. وكان من نتائج تلك العصبيات تمزق دولة الخلافة الإسلامية إلى دويلات عديدة جعلت من التعصب للقومية أو الأرض أساسًا فخفت روح الإسلام من النفوس وامتلأت القلوب بالعصبيات المنتنة بعد تفريغها من حقائق الإيمان.

ما هو الانتماء الوطني؟

تأتي كلمة «انتماء» في اللغة من النمو ومن معانيها الانتساب قال ابن منظور: «نماَ ونَمَيْتُه إلى أَبيه نَمْيًا ونُمِيًّا وأَنْمَيْتُه عَزَوته ونسبته، وانْتَمَى هو إليه انتسب»[3]، فالانتماء إذن هو الانتساب إلى الشيء، والانتماء للوطن يعني الانتساب إلى الوطن.

أما كلمة «الوطني» فهي منسوبة إلى الوطن وهو المكان الذي يقيم فيه الشخص أو ينشأ فيه، من الفعل «وطن» بمعنى: أقام أو حلّ أو سكن في مكان، فيقال: «وَطَنَ بالمكان وأَوْطَنَ أَقام، وأَوْطَنَهُ اتخذه وَطَنًا، ويقال: أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كذا وكذا أَي اتخذها محلًا ومسكنًا يقيم فيها والجمع أَوْطان»[4].

في ضوء ما سبق يعرف الانتماء الوطني بأنه انتساب الشخص إلى البلد الذي ولد فيه أو يرجع إليه، وهو المنزل الذي يمثل مكان نشأته وتربيته[5]، وينسب الشخص إلى وطنه – حديثًا – من خلال أعراف تدل على ذلك مثل: جواز السفر، أو بطاقة إثبات الهوية أو شهادة الميلاد.

مشروعية الانتماء للوطن:

 بيّن الله تعالى في مواضع كثيرة من كتابه الكريم أن من تمام النعمة إقامة وطن للإنسان يتخذه مأوى وسكنًا له ويعيش فيه سالمًا آمنًا، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُالأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 64].

 وقال أيضًا على لسان الرجل المؤمن: {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْـمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إن جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إلَّا سَبِيلَالرَّشَادِ} [غافر: 29]، يقول الإمام ابن كثير – رحمه الله -: «قد أنعم الله عليكم بهذا الملك والظهور في الأرض بالكلمة النافذة والجاه العريض فراعوا هذه النعمة بشكر الله تعالى وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم واحذروا نقمة الله إن كذبتم رسوله»[6].

وفي السنة النبوية وردت أحاديث كثيرة تبين منزلة الوطن لدى النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم، فقد روى أبو يعلى عن ابن عباس – رضي الله عنهما -أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال: «أما والله لأخرج منك وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي وأكرمه على الله ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت»[7].

وروى البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن «النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدران المدينة أوضع ناقته وإن كان على دابة حركها من حبها»[8]، قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -: «في الحديث دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه»[9].

ومن الأدلة التي تدل على جواز الانتماء للوطن أن الفقهاء اتفقوا على أن العدو إذا دخل دار الإسلام يكون قتاله فرض عين على كل مسلم قال النووي – رحمه الله -: «قال أصحابنا الجهاد اليوم فرض كفاية إلا أن ينزل الكفار ببلد المسلمين فيتعين عليهم الجهاد فإن لم يكن في أهل ذلك البلد كفاية وجب على من يليهم تتميم الكفاية»[10].

إذا تبين ذلك فإن الأصل في انتماء المسلم هو انتماؤه إلى وطنه الإسلامي الكبير، ولكن بسبب الظروف السياسية التي مرت بها الأمة، واستقلال كل بلاد بولي أمر متبع، صار الوطن هو المتعارف عليه عند أهل السياسة والجغرافيا، يقول العلامة الشوكاني: «أما بعد انتشار الإسلام واتساع رقعته وتباعد أطرافه فمعلوم أنه قد صار في كل قطر أو أقطار الولاية إلى إمام أو سلطان وفي القطر الآخر أو الأقطار كذلك، ولا ينفذ لبعضهم أمر ولا نهي في قطر الآخر وأقطاره التي رجعت إلى ولايته؛ فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين ويجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره ونواهيه وكذلك صاحب القطر الآخر»[11].

وقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية بجواز أن يقول الشخص: «أنا وطني»، إذا كان المقصود من ذلك التعريف بأن يحمل الجنسية الوطنية وليس من دولة أخرى وليس للتفاخر على إخوانه المسلمين[12]، وأفتى الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – بجواز حب الوطن إن كان إسلاميًّا، وعلى الإنسان أن يشجع على الخير في وطنه وعلى بقائه إسلاميًّا، وأن يسعى لاستقرار أوضاعه وأهله[13]. وهذا لا يعني أن يكون الولاء على أساس الوطن حتى وصل الحال في بعض البلاد إلى عد اليهودي والنصراني من أهل وطنهم أقرب وأحب إليهم من المسلم غير المواطن، وإنما الولاء يكون لله ورسوله، والتمييز بين الناس إنما هو بالتقوى، وليس بالوطن، يقول الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – حول خطورة الانحراف في هذه المسألة: «إن العودة بالإنسان إلى آفاق الجاهلية الأولى في التعصب الأعمى للوطن واللون والدم ضرب من الوثنية الطائشة، إن هذه العودة خسارة محققة للإسلام وأهله وربح مؤكد للغزو الأوربي الحديث»[14].

مما سبق نخلص إلى عدة أمور:

الأمر الأول: لا حرج على المسلم أن يحب وطنه الذي نشأ فيه ما لم يشغله عن الدعوة والجهاد وطلب العلم، ولهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم قدّموا طاعة ربهم على حبهم لبلدانهم فتركوها وخرجوا بدعوة الإسلام ينشرونها في أصقاع الأرض.

الأمر الثاني: الانتماء للوطن لا يستقيم إلا بالانتماء للإسلام والولاء لله ورسوله والمؤمنين في كل زمان ومكان، وعقد الولاء والبراء على أساس اللون أو الجنس أو العرق أو الأرض أمر يمنعه الإسلام وهو من العصبيات الجاهلية الممقوتة التي حاربها الإسلام.

الأمر الثالث: إن انتماء المسلم إلى وطنه هو جزء من انتمائه الأكبر إلى الإسلام قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُالْـمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78].

الأمر الرابع: على كل مسلم أن ينتمي إلى وطنه الذي نشأ فيه ويحكمه ولي أمر منيع وحكومة لها السيادة والوصاية على حدود أرضها، وتوفر لمواطنيها سبل الحياة الكريمة، ويلتزم بانتمائه الأكبر لوطنه الإسلامي الكبير، فيحزن لحزن إخوانه المسلمين ويفرح لفرحهم ولا يتحقق هذا الانتماء إلا إذا توفرت فيه أسس وضوابط يقوم عليها، نجملها في الآتي:

أولًا: تحقيق مبدأ الولاء والبراء: أي الولاء لله ورسوله والمؤمنين، والبراءة من الكفر وأهله، فلو أحب المسلم وطنه فوق حب الله ورسوله وجعله هو المعيار للولاء لخالف بذلك قوله تعالى: {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55 وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُالْغَالِبُونَ} [المائدة: ٥٥، 65]، وجاء ذلك المعنى صريحًا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري عَنْ أَنَسٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ»[15]. فهذه نصوص صريحة في أن الولاء لله ورسوله فلا يُقدّم على حبهما ولا طاعتهما شيء، وأن الميزان الذي يوزن به الناس هو طاعتهم لله ولرسوله فمن كان لله اتقى فهو المقرب لقلوب المؤمنين[16]، يقول شيخ الإسلام: ابن تيمية: «كل ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة فهو من عزاء الجاهلية بل لما اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار فقال المهاجري يا للمهاجرين وقال الأنصاري يا للأنصار قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم» وغضب لذلك غضبًا شديدًا[17]، فالله سبحانه وتعالى هو المستحق للمحبة وحده ومن أحب غير الله لا من حيث نسبته إلى الله فذلك لجهله وقصوره في معرفة الله تعالى.. فلا محبوب بالحقيقة عند ذوي البصائر إلا الله تعالى ولا مستحق للمحبة سواه[18]. فماذا يقال فيمن يهتف مناجيًا بلاده:

حديثك أول ما في الفؤاد … ونجواك آخر ما في فمي

وإذا كان الأمر كذلك فماذا بقي لله من قبل ومن بعد؟!

فعقيدة الإسلام تقتضي بأن يقرَّب المسلم البر التقي أيًّا كان وطنه، ويقدم على من دونه ولو كان حسيبًا نسيبًا، وفي المقابل يجب على هذا الغريب أن يحفظ الولاء لدولة الإسلام التي هاجر إليها، وأن يعلم أن عليه من الحقوق مثل ما له من الواجبات[19].

ثانيًا: إقامة شرائع الإسلام: فقد بيّن الله تعالى في كتابه أن الغاية من الوجود هي عبادته وحده لا شريك له، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْـجِنَّ وَالإنسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وقال تعالى في وجوب إقامة شرائع الإسلام وعدم التنازع: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواالدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْـمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى: 13].

ثالثًا: تقوية الرابطة الإيمانية: حيث يرتبط المسلم مع غيره من المسلمين بأعظم رابطة وهي الإسلام؛ روى البيهقي عن قتادة وعلي بن زيد بن جدعان قالا: كان بين سعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي شيء، فقال سعد وهم في مجلس: انتسب يا فلان، فانتسب، ثم قال للآخر: انتسب، ثم قال للآخر: حتى بلغ سلمان فقال: انتسب يا سلمان، قال: ما أعرف لي أبًا في الإسلام ولكن سلمان ابن الإسلام، فنمى ذلك إلى عمر فقال عمر – رضي الله عنه – لسعد ولقيه: انتسب يا سعد فقال: أنشدك الله يا أمير المؤمنين، قال: فكأنه عرف فأبى أن يدعه حتى انتسب، ثم قال: للآخر حتى بلغ سلمان، فقال انتسب يا سلمان، فقال: أنعم الله علي بالإسلام فأنا سلمان ابن الإسلام فقال عمر: قد علمت قريش أن الخطاب كان أعزهم في الجاهلية، وإن عمر ابن الإسلام أخ لسلمان ابن الإسلام، أما والله لولاه لعاقبتك عقوبة يسمع بها أهل الأمصار أو ما علمت أو ما سمعت أن رجلًا انتمى إلى تسعة آباء في الجاهلية فكان عاشرهم في النار، وانتمى رجل إلى رجل في الإسلام وترك ما فوق ذلك وكان معه في الجنة»[20]، فهذا الحديث فيه دلالة واضحة على أن الإسلام هو الذي جمع بين المسلمين تحت راية التوحيد منذ أيامه الأولى حيث جمع صهيبًا الرومي وبلالًا الحبشي وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي القرشي تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وانتهت العصبية القبلية والجنس والأرض بكافة أشكالها وألوانها، ومنذ ذلك الحين لم يعد وطن المسلم هو الأرض وإنما وطنه هو دار الإسلام وهي كل أرض وكل بلد وكل مدينة في أنحاء الدنيا يمكنه أن يطبق فيها أحكام دينه[21]، حتى إن الرحالة ابن بطوطة سافر من شاطئ المحيط الأطلسي إلى شاطئ المحيط الهادي ولم يسأله أحد عن هويته أو جنسيته أو مهنته أو وطنه بل أتته الفرص حيثما حلّ بأن يصبح قاضيًا أو وزيرًا أو سفيرًا.

وقد ضمت دولة الخلافة الإسلامية شعوبًا مختلفة الأديان والأجناس والألوان كانوا يعيشون جميعًا في كنف الإسلام وينعمون بحقوق المواطنة والحماية، وبعد حقبة الاحتلال الأوربي تجزأت إلى دويلات عديدة، يقول الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله -: «إن الجهود التي تضافرت لتحول المسلمين إلى هذه الأفكار والمشاعر الجديدة رسمتها سياسة استعمارية خبيثة شديدة الوطأة علينا شديدة الحقد على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وقد سمح للدين أن يكون عنصرًا ثابتًا في القوميات الغربية خصوصًا وهي تزحف في بلاد الشرق غازية ساطية بينما أقصي الدين إقصاءً عن القوميات في البلاد الإسلامية وحدها وفرض على المسلم في الجزائر ألا يحزن أو يتحرك إذا استذل المسلم في تونس.. وإن شر ما رمي به الإسلام في العصر الحديث في الغارة الأخيرة على أرضه هي النزعة القومية، هذا التمزيق الذي فرق بين أهله وجعلهم شيعًا متناثرة وخلق من بلادهم إمارات ومما يدهشك عدها ويثيرك إحصاؤها وكذلك صنع زبانية الاستعمار بالعرب والمسلمين قطعوهم في الأرض أممًا شتى وكانوا أمة واحدة»[22]، فذاك يدعونا إلى التمسك بتعاليم الإسلام وأحكامه وتقوية أواصر الألفة والمحبة بين المسلمين ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

_____________________________________________________________________________________________________

[1] ينظر: محمد الصباغ، الابتعاث ومخاطره، عمان: المكتب الإسلامي ط1، ،1978، ص33.

[2] ينظر: لوثروب ستودارد، حاضر العالم الإسلامي، ترجمة عجاج نويهض، القاهرة: المطبعة السلفية 1343هـ، ج2 ص88-89.

[3] ينظر: لسان العرب لابن منظور، بيروت: دار صادر – الطبعة الأولى، ج15 – ص341.

[4] ينظر: ابن منظور، لسان العرب، بيروت: دار صادر، الطبعة الأولى، ج13 – ص351.

[5] ينظر: الجرجاني، التعريفات، بيروت: دار الكتاب العربي، تحقيق: إبراهيم الأبياري، الطبعة الأولى، 1405هـ، ج1 – ص327.

[6] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج4 – ص99.

[7] رواه أبو يعلى في المسند، تحقيق: حسين سليم أسد، دمشق: الطبعة الأولى، 1404هـ/1984م (ج5 – ص69)، وأخرجه الترمذي وصححه النسائي في الكبرى وابن ماجه وابن حبان من حديث عبدالله بن عدي بن الحمراء.

[8] رواه البخاري في الجامع الصحيح في كتاب الحج (باب المدينة تنفي الخبث) رقم (1708).

[9] ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، بيروت: دار المعرفة، 1379هـ (ج3 / 621).

[10] النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1392هـ (ج13 – ص9).

[11] الشوكاني، السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار، بيروت: دار الكتب العلمية، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، الطبعة الأولى، 1405هـ، )ج4 – ص(512.

[12] فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، دار بلنسية، الرياض – السعودية، ط3، 2000م، (ج2 ص217-218).

[13] مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، جمع وترتيب: محمد الشويعر، دار القاسم، 1418هـ، الرياض، الجزء التاسع (ص317).

[14] الشيخ محمد الغزالي، ليس من الإسلام، دار القلم، دمشق، ط1، 1997، (ص188- 193).

[15] رواه البخاري في صحيحه باب حلاوة الإيمان رقم (12،5694،6542)، وأخرجه مسلم في الإيمان باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان رقم (45).

[16] خالد بن صالح الغيص، الوطنية وحب الوطن، موقع المسلم، نشر بتاريخ: 24/7/1429هـ.

[17] ابن تيمية، مجموع الفتاوى (ج 28 – ص328 – 329).

[18] أبوحامد الغزالي، المحبة والشوق والأنس والرضا، ط1، مكتبة الخدمات الحديثة 1994م، ص26.

[19] ينظر: ناصر بن سليمان العمر، درس في الوطنية، موقع المسلم، نشر بتاريخ: 6/10/1429هـ .

[20] رواه البيهقي في شعب الإيمان، تحقيق: محمد زغلول، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1410هـ (ج 4 – ص286) وأورده عبدالرزاق في مصنفه ورواه الإمام أحمد وأبو يعلى في مسنديهما بإسناد حسن من حديث أبي ريحانة رفعه «من انتسب إلى تسعة آباء كفار يزيدهم عزًّا وكرامة فهو عاشرهم في النار».

[21] عبدالعزيز عبدالرحمن قارة، الإسلام والعنصرية وتفاضل القبائل وذوي الألوان في ميزان الإسلام، تقديم العلامة أبي الحسن الندوي، جدة: دار البشير، ط2 ،1995م، ص35.

[22] محمد الغزالي، ليس من الإسلام، دار القلم، دمشق، ط1، 1997، ص.188

(المصدر: مجلة البيان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى