مقالاتمقالات المنتدى

الاستفزاز

الاستفزاز

بقلم الاستاذ أنور الخضري ( خاص بالمنتدى)

إحدى أهم إستراتيجيات إبليس في إضلال الخلق هو استفزازهم،
قال تعالى: ((وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَیۡهِم بِخَیۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا یَعِدُهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا))، الإِسۡرَاءِ: ٦٤.
والاستفزاز هو إثارة الشخص بإغضابه وإسخاطه وتفوير أعصابه حتى يخرج عن طوره وتوازنه واستقامته فيصدر عنه ما يقبح من الأفعال.
وهي إستراتيجية اتبعها المشركون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم بمكة، كي تصدر منهم ردات فعل خارجة عن الخلق والحكمة، فإذا ما وقع ذلك أدانوهم أمام الناس وبرروا مواقفهم منهم بهذه الأفعال.
إنها سياستهم ليخرجوا أسوأ ما فيك تجاههم، فإذا أخرجت أسوأ ما فيك تجاههم قالوا: هذا هو! أي هذه حقيقته التي يواريها عن الناس أظهرناها لهم.
وكم يقع الصالحون في هذا الفخ، ويخطئ الطيبون في الانجرار له، لا عن قصد منهم ولكن لأن نفوسهم لا تحمل الخبث والكيد الذي تحمله النفوس المريضة. لهذا جاء في الحديث، من وصايا الرسول لبعض أصحابه: (لا تغضب)، كررها ثلاثا. وقال لرجل جاء ليعلن إسلامه (إن فيك خصلتان يحبهما الله: الحلم والأناة).
ومع ذلك، فإن الشريعة جعلت لصاحب المظلمة فسحة أمام هكذا نفوس مريضة لا تبذل المعروف ولا تنصف في حق ولا تقابل الإحسان بالإحسان، فعذرته في أن يتكلم بما يشفي غله ويرد حقه ويحمي كرامته، لهذا لما أكثر بعض المشركين في الإساءة للرسول قال لهم: (يا معشر قريش.. أما والله قد جئتكم بالذبح)!
وقد قال الشافعي رحمه الله: من استغضب فلم يغضب فهو حمار.

إقرأ أيضا:بين_غزة_وسوريا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى