الاحتلال يتعمد ترك أهالي القدس فريسة لفيروس كورونا
في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي منع الأطقم الطبية من العمل في مدينة القدس المحتلة، واقتحام المستوطنين للمنازل والاعتداء على الفرق الطبية الفلسطينية، احتلت مدينة القدس المرتبة الأولى بين المدن الفلسطينية في عدد المصابين بفيروس كورونا بنسبة 40% من مجمل عدد الإصابات التي اقتربت من 350 إصابة في فلسطين.
وقد وثقت تقارير حقوقية فلسطينية انتهاكات متزايدة من قبل الاحتلال بحق الفرق الطبية والمتطوعين والعاملين في وزارة الصحة الفلسطينية، كان آخرها اقتحام مركز سلوان الطبي في المدينة المقدسة، وبات 300 ألف فلسطيني يقطنون القدس المحتلة في خطر شديد في ظل انتشار جائحة كورونا، ومنع الاحتلال إجراء فحوصات طبية لهم، أو حتى السماح للفرق الطبية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية بممارسة عملها لمكافحة الفيروس.
مطاردة واعتقال
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ”المجتمع”: إن الوضع الصحي في القدس ومناطق الأرياف في الضفة خطير للغاية، في ظل مواصلة الاحتلال منع الأطقم الطبية من العمل واعتقال القائمين عليها، ولكن ذلك لم يمنع نحو 80 مؤسسة أهلية على إطلاق مبادرة من أجل تقديم العون والمساعدة لأهالي القدس الذين يطاردهم فيروس الاحتلال وكورونا.
وأشار البرغوثي إلى أن فرق الإغاثة الطبية الفلسطينية العاملة في القدس اعتقل الاحتلال العديد من العاملين فيها، كما تم اعتقال الفرق العاملة في التعقيم في أحياء القدس.
ولفت البرغوثي إلى أن حالة الوحدة والتآلف والتكافل التي يعيشها أهالي القدس حالياً في مواجهة الوباء أغاظت الاحتلال الذي يريد أن ينتشر الفيروس في صفوف الفلسطينيين.
من جانبه، قال مركز معلومات وادي حلوة، في تقرير له: إن سلطات الاحتلال لاحقت المبادرات الشبابية الوقائية من فيروس كورونا بحجة “خرق السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس”.
وأوضح المركز أن قوات الاحتلال اعتقلت 3 فرق تعقيم في مدينة القدس، في سلوان والصوانة والقدس القديمة، وصادرت منهم أدوات ومواد التعقيم، وذلك خلال قيامهم بتعقيم المرافق العامة والحيوية في المناطق المذكورة، كما اعتقلت 4 آخرين لأنها وزعوا وعلقوا ملصقات توعوية حول الفيروس وأبعدتهم عن البلدة القديمة.
وأشار التقرير إلى أن الاحتلال كثف سلطات الاحتلال الاعتقالات من حملات الاعتقالات اليومية في مدينة القدس خلال مارس الماضي، رغم القرارات والتدابير المتخذة للحد من الفيروس، ورصد مركز معلومات وادي حلوة 192 حالة اعتقال، بينهم 4 نساء، و33 قاصراً، وتركزت الاعتقالات في القدس القديمة والمسجد الأقصى وعن أبوابه بـ 73 حالة اعتقال، و57 حالة اعتقال في العيسوية، و35 اعتقالاً من بلدة سلوان، إضافة إلى اعتقالات متفرقة من بلدات وأحياء المدينة.
تكثيف الاستيطان والتهويد
وقد استغل الاحتلال جائحة كورونا في تكثيف الاستيطان والتهويد في مدينة القدس المحتلة، من خلال مواصلة المصادقة على إقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية التي كان آخرها مخطط استيطاني جديد لإقامة 400 وحدة استيطانية في جبل المكبر.
وقالت الحكومة الفلسطينية: إن الاحتلال يستغل كورونا وانشغال الفلسطينيين فيها لفرض وقائع جديدة على الأرض خاصة في القدس وتحديداً المسجد الأقصى المبارك، تنفيذاً لما يسمى “صفقة القرن” المشؤومة.
ودعت الحكومة العالم إلى إلزام الاحتلال بوقف عدوانه وممارساته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.
ويشار إلى أن الاحتلال صادق منذ بداية هذا العام على إقامة 17 ألف وحدة استيطانية في القدس، منها 10 آلاف وحدة استيطانية في قلنديا في أوسع عملية استيطان منذ احتلال المدينة المقدسة.
(المصدر: مجلة المجتمع)