مقالاتمقالات مختارة

الاتفاق والافتراق بين الشيخين: الغزالي والقرضاوي

الاتفاق والافتراق بين الشيخين: الغزالي والقرضاوي

بقلم د. وصفي عاشور أبو زيد

الإمامان الغزالي والقرضاوي هما امتداد المدرسة الإصلاحية الفكرية المعاصرة التي أطلقها جمال الدين الأفغاني، ونثر أفكارها ووسع مجالها وبيّنها ووضحها الأستاذ الإمام محمد عبده، وقام بتأصيلها وتقعيدها وتثبيتها العلامة محمد رشيد رضا، واستنزلها لأرض الواقع عملا وحركة ودعوة منظمة ـ مع مراعاة اختلاف الزمان والأعراف والعوائد ـ الإمام حسن البنا، وقام بتوسيعها وتفصيلها وتجديدها ونشرها والتبشير بها في كل مكان عدد من أعلام العصر على رأسهم: محمد الغزالي، ويوسف القرضاوي.
والغزالي والقرضاوي أبناء مدرسة الأزهر ومدرسة الإخوان المسلمين؛ فمن الصعوبة بمكان أن تفرق بينهما وبخاصة في الخطوط العامة والغايات الكبرى والمقررات الأساسية.

لكنك لا تستطيع أن تسوي بين عبارة الغزالي الجزلة المجددة، وعبارة القرضاوي السهلة الميسِّرة، ولا تستطيع أن تخطئ جرأة الغزالي في الصدع ببعض الأفكار، وهي جرأة محمودة قلما تتوفر لأحد من الدعاة والمفكرين اليوم، لكن هذه الجرأة سببت له كثيرا من المتاعب والصراعات والمعاداة، وكذلك قد تجد بعض الخروجات التي يطلقها الشيخ دون تمحيص أو تسوية على نار الأصول والفقه الهادئة التي توفرت لشيخنا القرضاوي بما أنه أصولي وفقيه بالدرجة الأولى، ولكن هذه الخروجات يغفرها للشيخ حماسته للدعوة وحرقته على الأمة التي كان يحرص عليها ويحبها ويرجو لها إفاقة ونهضة وتحررًا كما تتمنى الأم لولدها.

(المصدر: قناة د. وصفي عاشور أبو زيد)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى