مقالاتمقالات المنتدى

الإباحية في مجتمعاتنا وفق منظور العقل والمنطق .. قراءة خاصة

الإباحية في مجتمعاتنا وفق منظور العقل والمنطق .. قراءة خاصة

 

بقلم جلال الدغيم “طالب علوم سياسية في جامعة حلب” (خاص بالمنتدى)

 

لا يكتفي الغرب المتحرر بفرض هيمنته على العالم اقتصادياً وعسكرياً بشكل عام، بل يسعى للتأثير فيه ثقافياً، وقد تم التركيز على محاربة وخلخلة القيم والأسس الأخلاقية للعالم الإسلامي بشكل خاص، عبر تياراتهم وأحزابهم الفكرية المنحرفة الداعمة للمذاهب الفردية التي نتج عنها الشذوذ والمثليّة. ولم يقفوا  عند هذا القدر، بل لجؤوا إلى أخبث وأسهل الطرائق  الممكنة لاختراق الأدمغة وحجبها وعزلها عن واقعها وحاضرها، وجعلها تدمن نحو العادات والسلوكيات المنبوذة والمضرة، والتي بصفتها تحقق لهم المنفعة والربح الطائل ولغيرهم الضرر والانهيار، ألا وهي (الأفلام الإباحية) التي تعد من أخطر النماذج الإستعمارية والعولمة الفكرية المدعّمة بثقافة تغييب العقول وتخديرها، والتي لطالما سعى الغرب جاهداً لنشرها بين المجتمعات المضادة لثقافته ومنظومته الفكرية، بحيث تأثر على الأفراد والجماعات.

وهذه الطرق المسمومة ليست بغريبة عنهم، فهم دائماً متفوقون بالخباثة والمكر التي لطالما فتكت بالمجتمعات، فيأتي تأثير هذه الأفلام في البداية على الفرد، فالفرد هو عضو في العائلة التي تشكل الوحدة الأساسية في المجتمع.

والإنسان فضولي بالفطرة، فتبدأ مشاهدته لهذه الأفلام من ناحية الفضول وتنتهي بالإدمان، وخاصة ما ينعكس تأثيرها على الشاب العاطل سواء كان متزوجاً أم أعزباً، وهو غير مدرك لخطرها ومقدار تغلغلها السلبي في نمط حياته وصحته النفسية وسلوكه، وتعامله مع عائلته ومجتمعه، فهي تعزله وتفصله عن أداء واجباته الشخصية  وقد تصل به إلى الحرمانية وإضعاف الثقة بالنفس والتشكيك بشخصيته، وربما تنتهي به إلى اتكاب الفاحشة.

هذا إضافة إلى تأثيرها السلبي الحاد في حياة المتزوج، كونها قد تؤدي به إلى التفريق بينه وبين زوجه وهدم عشّ الزوجية، نظراً لكون أدمغتهم أصبحت ضحايا لهذا المستنقع الكئيب المؤدي إلى الهاوية، وقد لاينجو من هذه المخاطر إلا الذي كانت عقيدته راسخة ثابتة غير متقلبة وكان ذو علم واسع تجاهها .

ومن المؤسف أن نسب مشاهدة هذه الأفلام مرتفعة في البلاد العربية، حيث كشفت دراسات أن هنالك العديد من الدول والبلاد الإسلامية قد تصدرت وحازت على المراتب الأولى في مشاهدتها كالمملكة العربية السعودية نموذجاً، والتي بلغ عدد مشاهداتها لهذه المواقع بما يقارب الخمسين مليون مشاهدة خلال شهر واحد،

ولتنمية الوعي حول هذه الظاهرة، فإن هناك العديد من الوسائل لمعالجة ومكافحة هذه المخاطر والتي تتم عبر الندوات والدورات التنموية من خلال تكريس جهود علماء وشيوخ الإسلام للتحذير منها ومن أثرها في الحياة الاجتماعية والعائلية العامة والخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى