مقالاتمقالات مختارة

الأموال السعودية.. وذبح الحركات الإسلامية

الأموال السعودية.. وذبح الحركات الإسلامية

بقلم أ. محمد إلهامي

السعودية استعملت أموالها الطائلة ونفوذها الروحي القوي في ذبح الحركات الإسلامية في أي منطقة في العالم، من أفغانستان شرقا وحتى الجزائر غربا، حتى تحول كل المحيط حولها إلى أعداء!

إيران رغم الحصار المالي العنيف والسمعة المنهارة نحتت في الصخر حتى استحوذت على كل زاوية فيها شيعة في أي منطقة، بل واجتذبت إليها حركات قريبة من التشيع، بل واستطاعت تشييع أناس من أهل السنة، وربطت نفسها بهذه الأطراف ارتباط الروح بالجسد، ولم يتردد صانع القرار الإيراني في بذل المال لتقوية حركة شيعية في مكان ما، ولو كان المقابل تجويع الشعب الإيراني نفسه!والآن، تحول المحيط الإيراني إلى درع حماية قوي يحول دون إيران ويدافع عنها! ويمثل خطوطا أمامية لخوض معاركها.

ويبدو المشهد ساخرا ومثيرا للشفقة حين ترى الحوثي يقصف شركة النفط السعودية!.. هذا الحوثي الذي كانت السعودية نفسها تمده وتدعمه لتقضي به على الإخوان المسلمين في اليمن!! فهو الآن صاحب اليمن وفي مجالسه تتلى ترانيم غزو مكة وتدمير آل سعود!

وفي نفس الوقت، فالسياسة السعودية الداخلية تتوغل في الفساد والترف والانحلال والإباحية، بالمناقضة التامة لأي دولة تخوض حربا.. فحتى السياسيون العلمانيون حين يخوضون الحرب يُقدمون رجال الدين ويصطنعون التدين لضرورات المعركة.. بينما هذا السياسي السعودي الذي قامت دولته على التدين وكان هذا هو ثوبها الذي تتلفع به، هذا السياسي السعودي يتخلى عن الدين في أشد الأوقات احتياجا إليه (بمنظور السياسة والمصالح والمكاسب)!

السياسة السعودية تثير إغراء قويا بتأليف موسوعة تدرس غباءها العجيب النادر، الدولة التي توفر لها كل عوامل القوة ثم استعملتها في ذبح نفسها وتدمير حلفائها وتقوية أعدائها، وتسير بكل الإصرار نحو الهاوية!

لو تخيلنا -مجرد تخيل- أن أموال السعودية الطائلة أنفقت على تقوية الحركات الإسلامية والدعوية في شرق العالم وغربه، في الدعوة إلى الإسلام بين غير المسلمين، والدعوة إلى السنة بين الشيعة والفرق الأخرى.. لو حدث هذا لكانت السعودية الآن في درع حصينة من سائر الأعداء بما صنعته من الخطوط الدفاعية المتقدمة، بل ولصارت قوة عظمى لها كلمتها في المنطقة والعالم..

وذات الكلام يقال على مصر أيضا، بما لها من الموارد والطاقة البشرية والمخزون الثقافي والموقع الجغرافي.. لكن الذي يُهَوِّن قليلا من شأن هذا في مصر أن النظام المصري منذ محمد علي وحتى الآن هو نظام مناهض للدين ومناقض له وساعٍ بوضوح في هدمه وتصفية أهله وتكسير مواطن قوته، ولم يكن لحاكم واحد بعد محمد علي طموح في تسيد المنطقة، حتى عبد الناصر لم يكن أكثر من أداة (أو مكنسة كما قال هيكل نفسه) لكنس الاحتلال القديم لحساب الاحتلال الجديد!

ومنذ محمد علي لم يكن لنظام الحكم في مصر جذور شعبية متينة كما لنظام الحكم في السعودية، بل النظام في مصر متغلب بشوكة السلاح وحدها وبدعم الاحتلال الأجنبي من ورائه.

وأما الدولة الثالثة المهيأة لمثل هذا الدور، وهي تركيا، فإنها لم تستفق إلا قبل قليل، مع بداية حكم العدالة والتنمية، ولا يزال شأن تمكن العدالة والتنمية -كحزب أيديولوجي ذي رسالة عالمية- بعيدا حتى الآن، ولا تزال الظروف المحيطة بالتجربة التركية تجعل مثل هذا الطموح بعيدا!

آل سعود.. آل سعود.. آل سعود.. لقد كانت جريمتهم في حق الإسلام والأمة المسلمة من أعظم الجرائم في التاريخ!

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى