الأمة من أقصاها لأقصاها لم تشعر بمأساة العراق – د. وصفي عاشور أبو زيد
يتحدث الإعلام اليوم عن مرور 18 سنة على احتلال أمريكا للعراق، والحق أن بداية القصف الأمريكي كان في 19 مارس 2003م، الساعة التاسعة مساء، وليس في أبريل.. وأود أن أقول هنا كلمة في مأساة العراق، وهي:
إن الأمة من أقصاها لأقصاها لم تشعر بمأساة العراق وما حدث لها من كوارث وأزمات ودمار وتفتيت، وتركت العراق وحده يواجه مصيره مع أمريكا ومع المشروع الإيراني عقديا وسياسيا .. لم تلتفت الأمة ولم تستشعر مئات الأئمة والدعاة والعلماء الذين ذهبوا شهداء على يد ميليشيات الشيعة الإجرامية، ولا التهجير ولا التهديم ولا التخريب؛ فضلا عن تمزيق المجتمع العراقي وتغيير هويته، والعمل على تفكيكه وتركيبه مرة أخرى بما يحقق أهداف أمريكا وإيران!!.
إن بلاد العروبة والإسلام لم تشعر بمأساة العراق إلا بعدما دارت عليها الدائرة، وحلت بها الكوارث، في سوريا ومصر واليمن وليبيا وتركستان الشرقية وتايلاند وأفريقيا الوسطى وغيرها .. عندئذ فقط استشعرت الأمة مأساة العراق حين توارت عن نظرها المحاولات الناجعة، وتفلت من يدها أي سبب من أسباب النصرة والمؤازرة..
لعل الله يقيض للعراق وللأمة كلها – بعد خيانات حكامها وتغيير ولائهم – مَن يأخذ بيدها من كوارثها، وينتشلها من وهدات مصائبها، ويجمع شملها، ويوحد صفها، ويعيدها أمة قوية متماسكة تكون يدا واحدة على أعدائها، وما ذلك على الله بعزيز.
(المصدر: قناة د. وصفي أبو زيد على التيليجرام)
