“الأقصى” يتعرض لاقتحامات مكثفة من قبل الاحتلال والمستوطنين
كثفت عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال من عمليات اقتحامهم للمسجد الأقصى التي زادت بشكل غير مسبوق منذ بداية الأسبوع الجاري، حيث نفذ المئات من المستوطنين عميات اقتحام على شكل جماعات للأقصى، وقاموا بجولات استفزازية في باحاته، وقد تصدى المرابطون لعمليات الاقتحام تلك، التي تأتي تحت مزاعم ما يسمى بالأعياد اليهودية.
جماعات الاستيطان كانت قد أطلقت دعوة عبر وسائل الإعلام الصهيونية المختلفة للمستوطنين لاقتحام الأقصى على أن تبلغ ذروة عمليات الاقتحام الخميس القادم، وردت الهيئات والمؤسسات الإسلامية في القدس على تلك الدعوات بمطالبة أهالي القدس والضفة الغربية لشد الرحال للأقصى والتواجد المكثف في باحاته لإحباط عمليات الاقتحام وحماية الأقصى.
مخطط السيطرة على الأقصى
ويقول وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية حسام أبو الرب لـ”المجتمع”: إن الاقتحامات المكثفة للمستوطنين والاحتلال للأقصى هو ممنهج ومدروس ويهدف للسيطرة الكاملة عليه، وتقسيمه زمانياً ومكانياً، وطرد الأوقاف الإسلامية منه، بحيث يدار الأقصى من قبل الاحتلال بشكل كامل للاستمرار في المخططات الخبيثة للنيل من الأقصى.
وأشار أبو الرب إلى أن عمليات الإبعاد والاقتحامات التي تأتي على الرغم مما تعانيه القدس من تفشي خطير لوباء كورونا يدلل على أن الاحتلال مستمر في عدوانه وتنفيذ مخططات التهويد، التي تسارعت بشكل خطير خلال الفترة الأخيرة من خلال إقامة منشآت استيطانية في محيط الأقصى.
ودعا أبو الرب كل فلسطيني وكل مسلم في العالم لإنقاذ الأقصى وتعزيز صمود أهالي القدس في وجه حرب التهويد الشرسة التي تتعرض لها، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيواصل الدفاع عن الأقصى وحمايته بالأرواح لإحباط كل المخططات الصهيونية للانقضاض عليه.
من جانبها، قالت مؤسسة القدس الدولية في بيان لها: إن الاحتلال يستغل جائحة كورونا من أجل الاستمرار مع المستوطنين في تهويد الأقصى، وأن الاقتحامات المكثفة التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، يريد الاحتلال منها التمهيد لفرض واقع جديد في الأقصى، داعية “اليونسكو” لحماية الأقصى من التهويد.
جرائم حرب
من جانبه، قال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لـ”المجتمع”: إن الاحتلال يقود حرباً شرسة ضد الأقصى، وأطلق العنان للمستوطنين من أجل النيل منه، وذلك للتمهيد لما يسمى بـ”الهيكل المزعوم”، لافتاً إلى أن الاحتلال وضع 18 ألف منزل في القدس على قائمة الهدم، وأن عمليات الهدم والقمع والاعتقالات بالمئات بحق الفلسطينيين لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا صموداً وثباتاً في الدفاع عن الأقصى.
بدورها، قالت دائرة الأوقاف في القدس: إن هناك استباحة كاملة للأقصى من قبل الاحتلال والمستوطنين، حيث نفذ 1600 مستوطن الشهر الماضي عمليات اقتحام للأقصى، داعية إلى حمايته والتواجد المكثف في باحاته.
ومنذ السبت الماضي، تفرض شرطة الاحتلال الإسرائيلي حصاراً وإغلاقًا محكماً على مدينة القدس المحتلة ومداخل البلدة القديمة، حيث نصبت الحواجز العسكرية والسواتر الحديدية على الشوارع والطرق بالمدينة ومحيطها.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فإن المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى يرتدون الملابس التوراتية الخاصة بعيد “رأس السنة العبرية” ينظموا جولات استفزازية للمقدسين والفلسطينيين في باحات المسجد، وأدى بعضهم طقوسًا وشعائر تلموديه في الجهة الشرقية منه وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم.
وحول ذلك، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية عصام أبو دقة، في تصريحات لـ”المجتمع”: إن “إسرائيل” تحاول استغلال جائحة كورونا وانشغال العالم بها من أجل السيطرة على المسجد الأقصى وتهويده، وذلك من خلال اقتحامات المستوطنين المتكررة.
وأضاف أبو دقة أن هناك خطراً حقيقياً يهدد المسجد الأقصى نتيجة الاقتحامات المتكررة، ومحاولات الاحتلال حفر الأنفاق أسفل المسجد، وتقسيمه زمانياً ومكانياً، مؤكداً أن كل محاولات الاحتلال لن تفلح، وسيبقى المسجد الأقصى للمسلمين وللفلسطينيين ولن ينال اليهود منه بإذن الله تعالى
ودعا المقدسين وأحرار العالم والمسلمين في كل أصقاع المعمورة بضرورة الدفاع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية، مناشداً الجميع بما فيهم منظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات والجمعيات الدينية بالعمل الفوري على حماية المسجد الأقصى وتفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي وعدم تنفيذ مخططاته التهويدية.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية قد قررت في وقت سابق عدم إغلاق المسجد الأقصى بعدما تبين أن سلطات الاحتلال ستمسح للمستوطنين باقتحامه خلال فترة الإغلاق المقررة لمدة ثلاثة أسابيع، داعية كل من يستطيع أن يصل إلى المسجد ضمن الشروط الصحية والقانونية لعمارته.
ولا تزال شرطة الاحتلال تواصل ملاحقة الفلسطينيين ومنعهم من الدخول للأقصى، وتضييق الخناق على حراس المسجد وموظفي الأوقاف، وإبعادهم عن المسجد.
دعوات مكثفة للاقتحام
وتستعد ما تسمى “جماعات المعبد” المتطرفة لتنفيذ سلسلة من الاقتحامات اليومية في المسجد الأقصى خلال ما يسمى “أيام التوبة” التي تستمر حتى الخميس القادم بالتقويم العبري، وتنوي من خلال هذه الاقتحامات أداء صلوات فردية وتنفيذ ما يعرف بـ”السجود الملحمي” داخل المسجد الأقصى بدعم شرطة الاحتلال وحمايتها.
ونشرت دعوات لحث جميع المتطرفين على اقتحام الأقصى بشتى الوسائل الممكنة، وذلك لتعويض أثر قيود الحركة التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية خلال الأعياد اليهودية.
ويتخوف الفلسطينيون من استغلال الاحتلال فترة الأعياد اليهودية والإغلاق لفرض واقع جديد على المسجد الأقصى والبلدة القديمة، منبهين إلى حجم المخاطر التي تُهدد المسجد.
وتحاول سلطات الاحتلال بين الفينة والأخرى تحت ذرائع متعددة إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، في محاولةٍ منهم لإفراغه لاقتحامات المستوطنين اليومية.
(المصدر: مجلة المجتمع)